شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات والهجوم على رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بسبب حضوره وتوقيعه شخصياً على اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مما أثار تساؤلات حول تعمد الملك محمد السادس وضعه في هذا الموقف المهين.
ووقع المغرب و”إسرائيل” في الرباط، أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين الطرفين برعاية أمريكية، وشملت الاتفاقيات الأربع بين الطرفين، حسب بيان لوزارة الخارجية المغربية، المجال الاقتصادي والتجاري والسياحي.
وتساءل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب مشاركة العثماني المنتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي بشكل شخصي، وعدم تكليف أي وزير أو مسؤول آخر ليحل بمكانه في توقيع اتفاق التطبيع، خاصة وأنه قبل أيام كان من أشد المعارضين للتطبيع وهاجم الإمارات والبحرين معتبرا تطبيعهم مع الاحتلال خيانة.
وسلطت وسائل إعلام إماراتية مقربة من النظام الضوء على توقيع العثماني اتفاق التطبيع، مبدية شماتة واسعة به مع تعليقات عن تناقضه حيث هاجم تطبيع الإمارات وهاهو يوقف اتفاق تطبيع المغرب بنفسه.
جماعة الإخوان منافقة وانتهازية ووصولية حتى النخاع. https://t.co/ywP14KIdFJ
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 23, 2020
وغرد مستشار ولي عهد أبوظبي الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله شامتا به:”جماعة الإخوان منافقة وانتهازية ووصولية حتى النخاع.”
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس استقبل، مساء الثلاثاء، الوفد الأمريكي الإسرائيلي، وأعلن عن تدابير استئناف العلاقات مع “إسرائيل”.
وكان العثماني برر سابقاً قرار الرباط باستئناف العلاقات مع تل أبيب، قائلاً إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية لن يتغير أو يتأثر بقرار التطبيع مع “إسرائيل”، وفق قوله.
لكن تبريرات العثماني لم تكن مقنعة لغالبية المتابعين، خصوصاً بسبب انتمائه لحزب إسلامي رفض مراراً التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقبل شهرين أعلنت الحكومة المغربية رفضها لأي تطبيع للعلاقات مع “إسرائيل”، ورفض أي عملية تهويد أو التفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين وعروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف، حسب ما تم تدواله على الشبكات الاجتماعية.
كما أشار نشطاء إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يمثله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لذا فما كان جديراً بالعثماني تمثيل بلاده في حفل التوقيع المشؤوم على اتفاقية العار مع الصهاينة.
واعتبر ناشط، أن ما حدث للعثماني يمثل فشلاً جديداً للتيار الإسلامي في ميزان المواقف، خصوصاً بعد انتقاد رئيس الحكومة المغربية في السابق لاتفاقات التطبيع العربية (الإمارات والبحرين والسودان).
وعلّق آخر بأن مشاركة العثماني في توقيع اتفاق التطبيع ربما تكون الضربة القاضية لاستمراره في منصبه لفترة ثانية، خاصة وأن الانتخابات القادمة من المقرر أن تجرى في العام المقبل 2021.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..