أكدت المعارضة السعودية، مضاوي الرشيد، أن عام 2021 سيشهد مزيداً من حملات الاعتقالات التي تطال الأمراء من العائلة المالكة في السعودية، مؤكدة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيصدر أوامر بذلك.
وأوضحت المعارضة السعودية، في مقال لها نشرته صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، أن حملة الاعتقال المزعم إطلاقها بأوامر من ابن سلمان ستطال الأمراء المهمشين والساخطين وستركز بشكل خاص على الأثرياء منهم، مبينة أن ذلك لمنعهم من الاحتجاج على زعامة ولي العهد السعودي.
الإقامة الجبرية
وأضافت الرشيد: “ربما يأمر ابن سلمان بوضع هؤلاء الأمراء تحت الإقامة الجبرية كما فعل خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأنه لا يوجد أمام القيادة السعودية خيار سوى الاستمرار في السحب من احتياطيها السيادي، والاقتراض من أسواق المال العالمية”.
وتابعت: “لا الاستثمارات الخارجية ولا الأموال المحلية يمكنها تغطية تكاليف مشاريع التنمية الجديدة التي خطط لها ابن سلمان، وبغض النظر عن تراجع الطلب على النفط أثناء الجائحة، ما زال ولي العهد لا يستوعب المضامين الكاملة لسوق متغيرة لم يعد النفط السعودي فيها هو المصدر الرئيس للطاقة، خاصة وأننا بصدد مستقبل مختلف لا احتراق فيه ولا تلوث”.
وأشارت الرشيد، إلى أن السعودية لم تحقق أي نجاح على مستوى التنوع يمكن أن يقلص من اعتمداها على النفط لمستوى النصف، متابعةً: “قد تصبح البلد بلا قيمة كمصدر للطاقة؛ لأن أعداداً متزايدة من البلدان الصناعية ستتحول خلال السنوات القليلة القادمة إلى مصادر نظيفة للطاقة”.
التحول الاقتصادي
وفيما يتعلق بعلاقة الشعب بالحكومة، قالت الرشيد، إن التحول الاقتصادي العالمي غير المتوقع بعيداً عن النفط سيؤدي إلى تقييد قدرة المملكة على الاحتفاظ بولاء مواطنيها إذا لم تعد قادرة على توفير الخدمات الأساسية التي تعودوا عليها.
وأضافت: “لعل الضرائب التي فرضت أخيراً على السكان، مثل ضريبة القيمة المضافة، تؤشر على بداية علاقة مضطربة بين الدولة والمجتمع؛ لأن المواطنين الذين لا يشاركون في اختيار الحاكم سيتوقع منهم تمويل خزينة تنقصها الشفافية، في العادة تختفي منها كميات مجهولة لتستقر في جيوب حفنة من الأمراء”.
التمثيل السياسي
وبينت المعارضة السعودية، إلى أنه من دون تمثل سياسي ولا شفافية فإن السعوديون سيبدأون بطرح أسئلة حول الكيفية التي تنفق فيها ضرائبهم، ومن ثم يصرون على أن يكون لهم رأي في أمر توزيعها، قائلةً: “كما أن الحكومة تمنحهم رواتبهم كموظفين عاملين في القطاع العام، لسوف تأخذ نسبة كبيرة من أموالهم؛ لكي تجسر الهوة بين الإيرادات والإنفاق”.
وأشارت إلى أن النظام السعودي لا يبدي النظام أمارات على الاستعداد لإشراك المواطنين في عملية صناعة القرار، وبالتالي فإن الكثيرين منهم سيشعرون بمزيد من التهميش والحرمان، وسرعان ما سيبدأون في طرح أسئلة جادة حول مستقبلهم في مملكة مطلقة ما فتئت تقاوم كل دعوة للإصلاح السياسي.
وفيما يتعلق بهزيمة ترامب وصعود جو بايدن في الولايات المتحدة، أكدت المعارضة السعودية، أن ابن سلمان ووالده فقدا التأييد غير المشروط للرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الذي بذل كل ما في وسعه لتحصين المملكة العربية السعودية من العدالة الدولية بعد جريمة القتل التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي، وأخفق في انتقاد سجل البلد في مجال حقوق الإنسان، ولم يحاول مطلقاً وقف الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ خمسة أعوام.
مواجهة سعودية أمريكية
وأكدت الرشيد أن العام 2021 سيشهد مواجهة بين السعودية والإدارة الأمريكية الجديدة والتي صدر عن كبار القادة فيها ما يكفي من الصخب، مشددةً على أنه يحق لابن سلمان أن يساوره القلق وأن له الحق الكامل في القلق إزاء الالتزام الأمريكي بحماية تمسكه بالعرش وعوده واشنطن المتوقعة للتفاوض مع إيران.
وحسب الكاتبة السعودية، فإن ابن سلمان سيكون مضطراً وبشكل متزايد أن ينجرف إلى أحضان إسرائيل بحثاً عن الإحساس الكاذب بالأمن، قائلةً: “سيقوم ولي العهد على النقل السري لتقنيات المراقبة والدفاع إلى الرياض، وشن هجمات على إيران، وغير ذلك من برامج التعاون السري المتنوعة”.
واستطردت المعارضة السعودية بالقول: “سوف يسود الرياض إحساس بالأمن المتوهم نتيجة لتعاون أكبر مع إسرائيل وربما التطبيع؛ إلا أن الأمن الحقيقي سيبقى بعيد المنال”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..