“الفجور بالخصومة”.. “شاهد” ما قاله السديس من على منبر الرسول قبل المصالحة ولمن وجه رسالته؟

ركز خطيب وإمام المسجد الحرام في مكة الشيخ عبد الرحمن السديس، في خطبة الجمعة أمس على موضوع الصلح والخصومة بين الناس فيما اعتبره ناشطون تلميح للمصالحة الخليجية الجارية وإتمامها.

عبدالرحمن السديس ووفق ما رصدته (وطن) قال في الخطبة؛ إن “الاختلاف أمر فطري، أما الخِلاف والشِّقاق، والتخاصم والفِراق، فهو المنهي عنه”، مشيرا إلى أن “الخلاف هو الشر الذي يؤدي إلى النزاعات والخصومات، و الفساد والإفساد”.

بث مباشر || قناة القرآن الكريم Makkah Live

هذا وهاجم السديس في خطبته من بيت الله الحرام بمكة المكرمة فئاما من الناس وصفهم بأنهم دَنَّسُوا ذَواتهم وألسنتهم، وسَاخُوا بأرْجُلِهِم في هذا الأسَن والعفن، فبمجرد خلاف أحدهم مع أخيه أو زوجه أو جاره أو صديقه؛ تنهمر شلالات القدح والذم، وربما وصل الأمر إلى الرمي بالنِّفَاق والرِّدة والكفر.

السديس: الفجور في الخصومة خصلة من النفاق

وتابع السديس: “عياذًا بالله ونبرأ إلى الله، ناهيكم عن السَّبِّ واللَّعن والفُحش والقذف والتطاول والفتنة وسوء الظن بالمسلمين، ونصب أسلحة دمار القيم الشامل في مكرٍ كُبَّارٍ له قرونٌ كالجبال، ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾، وتناسى هؤلاء أن الفجور في الخصومة خصلة من النفاق، وزرعٌ للفتنة والشقاق، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾”.

اقرأ أيضاً: ماكرون يسعى لجلب مطبلين له كالسديس ووسيم يوسف.. هذا ما سيفعله الرئيس الفرنسي بالمسلمين خلال الفترة المقبلة!

وأكد “السديس”، في خطبته أن الفجور في الخصومة سلوكٌ رَثٌّ هدَّام، وخُلُقُ أهل الفِسْقِ اللِّئَام، مُحَادٌّ لشرع الله تعالى وهَدْي رسوله. ولِفظاعَةِ هذا الدَّاءِ الدَّوي، والخُلُق الدَّني، ولإِخْلالِه بمقاصد الشريعة وأحكامِهَا المنيعة، جاءت النصوص بالتحريم والوعيد، والتهديد والويل الشديد، مذكّرا بقول الله تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾، وبقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾

حسيب كل من فجر في الخصومة

وفي نهاية خطبته دعا السديس إلى التزام الإنصاف والعدل حتى مع المخالف، مشيرا إلى أن الله حسيب كل من تمتَّع بطيب الأرومة، وحسيب كل من فجر في الخصومة، ولم تزل قِلَّة الإنصاف قاطعة بين الرِّجَال وإن كانوا ذَوِي رحم.

وأشار إلى أن لنا في الهَدْي الرَّبَّاني، والمنهج الإصلاحي القرآني خيرَ علاج وشِفَاء، وذلك في قول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾.

وتأتي خطبة السديس في ظل ترقب الشارع الخليجي لإتمام المصالحة بين قطر من جهة، و السعودية و الإمارات و البحرين من جهة أخرى عبر وساطة كويتية وعمانية وبرعاية أمريكية.

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

Exit mobile version