هل وقف ابن سلمان وراء إيقاف عرضه.. نيويورك تايمز تكشف العثرة التي وقفت أمام فيلم “المعارض”
شارك الموضوع:
بعد ثمانية أشهر من البحث عن موزع لفيلم “ المعارض” الذي ينتاول حياة الصحافي الراحل جمال خاشقجي، وجد مخرجه بريان فوغل، موزعا مستقلا لتوزيعه في عدد من دور العرض الأمريكية.
وحصل فوغل على جائزة الأوسكار لفيلمه “إركاروس” الذي كشف فيه عن فضيحة تناول الرياضيين المنشطات التي أدت إلى طرد روسيا من دوره الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 2018.
جمال خاشقجي وفيلم المعارض
وفي مشروعه الثاني كما تقول صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعدته نيكول سبيرلينغ، قرر فوغل أن يتناول حياة خاشقجي ودور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتله.
وعلقت الكاتبة أن فيلما لحائز على جائز الأوسكار عادة ما يثير انتباه خدمات البث الحي للأفلام والتي تستخدم الأعمال الوثائقية كمدخل جديد وجذب المشتركين لخدماتها. إلا أن فوغل استطاع وبعد أشهر من المحاولات العثور على موزع ولكن بدون خدمات للبث الحي على الإنترنت.
كيف يمكن أن يستقبله الجمهور الأمريكي
وقال في مقابلة مع الصحيفة: “لم تعد الشركات الإعلامية الدولية تفكر بطريقة: كيف يمكن أن يستقبله الجمهور الأمريكي” بل “ويسألون أنفسهم: ماذا لو تم عرض الفيلم في مصر؟ وماذا سيحدث لو عرض في الصين، باكستان، الهند؟ وكل هذه العوامل تلعب دورا وتقف في طريق قصص كهذه”.
اقرأ أيضاً: هذا ما قاله خاشقجي ثم بدأ بالبكاء الشديد.. “شاهد” مصري يدلي بشهادة مفاجئة أمام محكمة تركية وابن سلمان لن يفلت
وعرض الفيلم في 150-200 دار عرض يوم عيد الميلاد، وسيتوفر للمشاهدة في خدمات الفيديو من النخب الأول في 8 كانون الثاني/ يناير. وتم تخفيض خطط لعرضه في 800 دار سينما في تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك بسبب انتشار وباء فيروس كورونا. وسيتم عرض الفيلم على المستوى الدولي من خلال موزعي شبكات البث الحي على الإنترنت في كل من بريطانيا وتركيا وإيطاليا وبقية الدول الأوروبية. وكان يمكن توفر مشاهدين كثر للفيلم لو تم عرضه عبر نتفليكس وأمازون برايم.
خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز
ويرى فوغل أنها إشارة عن رغبة هذه الشبكات التي تتزايد قوتها في عالم الفيلم الوثائقي بتوسيع قاعدة المشتركين فيها لا التركيز على الانتهاكات التي يمارسها الأقوياء. وقابل فوغل، خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز التي انتظرت أمام القنصلية السعودية في إسطنبول حيث جرت عملية القتل والتقطيع للصحافي.
الغرفة التي قتل بداخلها خاشقجي
وقابل كذلك ناشر صحيفة “واشنطن بوست” فريد ريان وعددا من المسؤولين في الشرطة التركية بالإضافة إلى تفريغ تسجيل للأحداث التي جرت في الغرفة التي قتل فيها خاشقجي وجاء في 37 صفحة. وقضى وقتا مع المعارض السعودي عمر عبد العزيز، الذي يعيش في مونتريال في كندا، حيث عمل مع خاشقجي لمواجهة الطريقة التي استخدمت فيها الحكومة السعودية تويتر ومنصات التواصل الإجتماعي لتشويه الناقدين للمملكة.
وحصل الفيلم على وقت الذروة في مهرجان سانداس للأفلام في كانون الثاني/ يناير، ووصفته مجلة “هوليوود ريبورتر” بـ”القوي والعميق والشامل”. أما مجلة “فيرايتي” فوصفته بأنه “فيلم وثائقي مشوق بطريقة مذهلة”.
اقرأ أيضاً: مصيبة جديدة على رأس ابن سلمان.. هذا ما تقدمت به خطيبة خاشقجي للمحكمة الاتحادية في واشنطن
وشجعت هيلاري كلينتون التي كانت حاضرة في المهرجان لفيلم عن حياتها، المشاهدين في مقابلة على حضور الفيلم. نظرا لما “يكشفه عن الدور المخيف والفعال لما يمكن أن تلعب المنشورات الكثيرة على منصات التواصل الاجتماعي”.
حافة الديمقراطية
وكان المدير التنفيذي لنتفليكس، ريد هيستنغز، حاضرا للعرض الأول للفيلم، لكنه لم يطرح عطاء لشراء حقوقه. ويقول فوغل: “رغم خيبة أملي إلا أنني لم أندهش”. ولم تعلق الشركة على طلب من الصحيفة. إلا أن إيملي فينغولد، المتحدثة باسمها، أشارت لعدد من الأفلام السياسية التي تم عرضها على الشبكة مثل “حافة الديمقراطية” عن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو.
كما لم تعرب شركة أمازون عن اهتمام لشراء حقوق الفيلم. رغم أن لقطات لمؤسس الشركة جيف بيزوس مالك صحيفة “واشنطن بوست” ظهرت في الفيلم. ولم تفعل “سيرتش لايت” المملوكة من ديزني ولا الموزع المستقل “نيون” التي كانت وراء الفيلم الحائز على الأوسكار “باراسايت”. وعادة ما تحاول الحصول على محتويات فيها تحد. وقال ثور هالفرسين، المؤسس ومدير مؤسسة حقوق الإنسان والتي مولت إنتاج الفيلم: “ما لاحظته هو أن رغبة الشركات الكبرى للربح أضعفت نزاهة الفيلم الأمريكي”.
وعادة ما لا تجذب الأفلام الوثائقية مشاهدين كالأفلام الروائية. ومن الناحية التقليدية، كانت شبكة “بي بي أس” هي المكان الذي تعرض فيه هذه الأفلام، إلا أن صعود شبكات مثل نتفليكس وهولو وأمازون كان مهما لهذا النوع من الأفلام، وتغيرت مواقفها مع توسعها وزيادة حجمها.
ويرى عميد مدرسة الفيلم في جامعة تشامبان، ستيفن غالوي: “هذا موقف سياسي بدون شك”. و”هذا مخيب للآمال، ولكن هذه الشركات العملاقة تتنافس حتى الموت للنجاة”. وقال: “هل تعتقد أن تقوم ديزني بعمل شيء مختلف عن ديزني بلاس؟ وهل ستقوم أبل أو أي من الشركات العملاقة بنفس الأمر؟ لدى هذه الشركات واجبات اقتصادية لا تستطيع تجاهلها، وعليها موازنتها مع حرية التعبير”.
المعارض ليس الوحيد
كما أن فيلم “المعارض” ليس الوحيد الذي لم يستطع الحصول على موزع. ففي هذا العام، تراجعت شركة منغوليا التي عقدت صفقة مع هولو لبث فيلم “القتلة” عن عقدها مع منتجي الفيلم الذي يحكي قصة تسميم “كيم جونغ- نام” الأخ غير الشقيق لديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ- أون.
وكانت نتفليكس راغبة بشراء “إكاروس” قبل عدة سنوات ودفعت 5 ملايين دولار بعد عرضه في مهرجان فيلم سانداس عام 2017. وقالت نائبة رئيس الأفلام الوثائقية المبتكرة، ليزا نيشيمورا: “قدم فوغل الرجل الذي يحب المخاطرة فيلما مشوقا وحقيقيا وله تأثير عالمي”.
وتساءل فوغل إن كانت الشركة متحمسة لفيلمه الجديد. وأشار إلى إن عدد المشتركين في الخدمة كان 100 مليون عندما عرض إيكاروس. والآن أصبح عددهم 195 مليونا، و”هم يلاحقون ديفيد فيشر لصنع أفلام لهم ومارتن سكورسيزي وألفونسو كوران ولهذا السبب كان من المهم أن يكون لديهم فيلم يفوز بجائزة لهم”.
وكانت نتفليكس قد حذفت في كانون الثاني/يناير 2019 حلقة للكوميدي حسن منهاج “باتريوت آكت” انتقد فيها محمد بن سلمان. ودافع هيستغز عن القرار: “نحن لا نحاول قوة الحقيقة للسلطة” بل “نقوم بالترفيه”.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، وقّعت نتفليكس عقدا مع استديو سعودي “تلفاز11” لإنتاج أفلام تهدف لجذب المشاهدين في العالم العربي والعالم. وبالنسبة لفوغل فنتيجة فيلمه لم تكن كما توقع، ويأمل أن يشاهد الناس “المعارض”. وقال: “أحب نتفليكس وأشعر أنني جزء من عائلة نتفليكس بعد التجربة الرائعة مع إيكاروس. و للأسف لم تعد الشركة نفسها التي وقفت أمام روسيا وبوتين”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..