الخطوط الجوية الكويتية تتخذ هذا القرار الجريء نصرة لفلسطين وتُحرج المطبعين العرب

تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء تفيد باتخاذ الخطوط الجوية الكويتية قرارا بوقف رحلاتها عبر خط السير “نيويورك- لندن”. لرفضها نقل الإسرائيليين على رحلاتها بعد صدور حكم في لندن يلزمها بهذا.

وفي التفاصيل وفق ما تداوله عدد من النشطاء الكويتيين ـ دون صدور أي تأكيد رسمي ـ فقد ألغت الخطوط الجوية الكويتية خط سيرها من ولاية نيويورك الأمريكية، إلى العاصمة البريطانية لندن.

https://twitter.com/vortrait/status/1355507461789253635

وذلك بعد صدور قرار قضائي أمريكي يلزم الخطوط الجوية الكويتية، بالتعامل خلال رحلاتها مع إسرائيليين عبر هذا الخط. والسماح لهم بالطيران على رحلاتها.

اقرأ أيضاً:

الخطوط الجوية الكويتية تصدر توضيحاً بشأن منع الإسرائيليين من السفر على متن طائراتها

واعتبر ناشطون هذا القرار خطوة جريئة وشجاعة من الكويت نصرة لفلسطين، وفي نفس الوقت قرار محرج للمطبعين العرب من الحكام. على رأسهم محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ـ حاكم الإمارات الفعلي ـ، وملك المغرب محمد السادس.

الكويت لم تؤكد رسمياً

وبينما لم تعلن أي جهة رسمية بالكويت عن هذا القرار، ولم تعلق الخطوط الجوية الكويتية على هذه الأنباء المتداولة حتى الآن.  قام الأكاديمي والباحث الإسرائيلي المثير للجدل إيدي كوهين، بنشر الخبر عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر.

https://twitter.com/EdyCohen/status/1355501978047143941

وتفاعل عشرات من المغردين والنشطاء مع الخبر عبر صفحة كوهين الذي يتحدث البعض عن أنه مستشار لنتنياهو. معلقين بعبارات الدعم والتأييد للقرار الكويتي، وللموقف الكويتي العام ضد الدولة الإسرائيلية وحق الشعب الفلسطيني.

وقال أحد المغردين بهذا السياق: “لله در الكويت وأهلها من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه. وهذا القاهر الصهيوني ايدي ومركز تغريداته على الكويت اللهم من اراد الكويت واهلها بشر فرد شره وكيده في نحره”.

https://twitter.com/leadar2000/status/1355505476264464384

فيما علق مغرد آخر قائلاً: “هذا حق كل دولة ويجب احترامه بغض النظر عن رضاك أو عدم رضاك عنه.”

https://twitter.com/fahad_alhasawi_/status/1355512678572306434

وتابع:”هذا القرار جاء تماشياً مع قرارات المقاطعة الكويتية لإسرائيل وهي ملتزمة به عكس بعض الدول التي ما انفكت تزعجنا بمقاطعة إسرائيل. ثم خلعت ثوب الطهارة عنها . شئت أم أبيت الكويت صغيرة بمساحتها وشعبها قوية بمبادئها لا تتغير”.

وهاجم أحد النشطاء “كوهين” كاشفا عن العنصرية الإسرائيلية في تعاملاتهم مع المسلمين والعرب في العديد من البلدان حول العالم.

اقرأ أيضاً:

ضمنت حقهم وهذا ما قالته.. الخطوط الجوية الكويتية تتخذ قراراً “صادماً” بحق “1500” موظف

 

وقال: “فندق ( ڤيكتوريا بمنطقة كابرون بالنمسا) يملكه يهودي ويمنع دخول مسلم إليه، بالرغم من وجود حجز من موقع ( بوكين). لزوج وزوجته من الكويت. ورفض الفندق دخولهم له فقط لأنهم مسلمين ( عام ٢٠١٥) .”

https://twitter.com/fahad_alhasawi_/status/1355528240799092741

وأضاف:”عن أي عنصريه تتكلمون للعلم الزوج والزوجة هي ابنتي وزوجها. للأسف تتكلمون كالملائكة وفعلكم كابليس”.

فيما علق متفاعل عبر صفحة كوهين: “هالحين أنتم يا بني اسرائيل الصهيونيين ماذا تريدون بالضبط؟. وجه مفكر الشعوب العربية بشكل عام وأخص المسلمين ماتبي تشوف هالطخخ وتكره هالوجيه الشينة ومع ذلك لصقة…حلوا عن سمانا”.

 مواقف كويتية ثابتة 

وليس هذا الموقف الأول للشعب والحكومة الكويتية تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

حيث لم يمض كثيراً من الوقت على قيام رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بطرد ممثل دولة الاحتلال في إحدى الاجتماعات الرسمية.

كما تأتي مواقف الكويت مؤخرا تجاه موضوع التطبيع العربي خير دليل على دعمها للقضية الفلسطينية، بينما على العكس انغمست دولة الإمارات. بقيادة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في التطبيع، على سبيل المثال.

ولا يزال ابن زايد حتى اللحظة يزداد في عمق علاقاته مع دولة الاحتلال، على المستويات كافة، اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية ورياضية. وذلك من أجل خلق حليف جديد لابن زايد، ولو على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كما يأتي موقف البحرين المشرف بالتزامن مع خيانة الدولة التي سارت على نهج الإمارات من بحرين وسودان ومغرب. فيما مثل هزائم تاريخية وطعنات بظهر الشعب الفلسطيني الثابت على قضيته والمناضل من أجل حقوقه على مدار أكثر من سبعة عقود، لنيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على حق العودة اللاجئين الذين سُلبت منهم ديارهم عام 1948، وأضحوا في شتات الأرض بلا وطن حتى اللحظة.

محاولات إسرائيلية لغزو الوعي الكويتي 

وشهدت الشهور الماضية حملات إعلامية ومحاولات إسرائيلية حثيثة لغسل دماغ المتابع العربي، وبالأخص الكويتي، نظراً لمدى عمق العلاقة الفلسطينية الكويتية. وما قدمته الكويت لمنظمة التحرير الفلسطينية طوال سنوات النضال ضد الاحتلال، وشكّلت حينها حاضنة ثورية وثقافية للشعب الفلسطيني.

وكان من صور تلك الحملات مسلسلات تلفزيونية مثل مسلسل “أم هارون” الذي تم تمثيله على أنه لعائلة يهودية في الكويت.

وكان الاختيار هو للكويت تحديداً ليس مجرد عمل درامي، بقدر ما هو تخطيط مخابراتي إسرائيلي، يسعى لغزو ثقافي في العقل الكويتي. ليصبح الإسرائيلي إنسان مقبول في الماضي، والحاضر، والمستقبل.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جزءً كبيراً من تلك الحملات، بتغريدات من إيدي كوهين الذي يتابعه الملايين من العرب. وعديد من المنصات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، والتي استهدفت الدولة الكويتية بشكل كبير.

وكانت القيادة الفلسطينية قد أكدت في مناسبات عديدة عن أهمية الدور الكويتي في الحفاظ على القضية الفلسطينية، ومكانتها لدى الوعي العربي والخليجي.

خاصة في ظل فترة التطبيع التي أصبحت أقل من عادية لدى عديد من الأنظمة المجاورة، منها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وطالبت القيادة الفلسطينية أكثر من مرة، كافة الدول العربية التي غرقت في وحل التطبيع مع الكيان، أن تتراجع عن هذه الخطوات. لما تمثله من معيقات وصعوبات كبيرة أمام الشعب الفلسطيني وقيادته، في الوصول إلى حقوقه الوطنية والسياسية.

كما أنها بكل الأحوال حالة من الظلم لا يمكن القبول بها أو التغاضي عنها.

وشهدت عديد من البلدان العربية موجات من التظاهر والغضب والانتقاد الشديد للخطوات الإماراتية والبحرينية والسودانية والمغربية. في التطبيع مع الكيان المحتل.

وشكلت مواقع التواصل الاجتماعي محطات لبث الرفض العربي لصور التطبيع وأشكاله كافة، وكل الخطوات الإماراتية والبحرينية والمغربية والسودانية. في كسر جدار العداء مع الكيان الإسرائيلي، الذي يشكل أكبر أسباب تخلف وتأخر المنطقة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى