شاهد ماذا قدّم السلطان هيثم بن طارق لسفير السعودية عيد بن محمد بن الثقفي
منح سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، وسام “النعمان” من الدرجة الأولى، الى سفير السعودية السابق لدى السلطنة عيد بن محمد بن الثقفي. تقديراً لجهوده في خدمة العلاقات السعودية العُمانية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور قيام وزير ديوان البلاط السلطاني العُماني خالد بن هلال البوسعيدي، بتقديم وسام النعمان إلى السفير السعودي الأسبق.
وتفاعل عديد من المغردين والنشطاء مع قيام السلطان العُماني بهذه الخطوة تجاه السفير السعودي. معتبرين بأن هذا يأتي في سياق الاحترام المتبادل بين الجانبين، وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية.
اقرأ أيضاً:
تقرير لمعهد أمريكي عن السلطان هيثم بن طارق.. ماذا جاء فيه؟
إيكونوميست: السلطان هيثم بن طارق يحطم الإرث الاقتصادي لعمان
وعلق عديد من المغردين على خبر وصور تكريم السلطان العُماني للسفير السعودي الأسبق.
وقال أحد المعلقين في تفاعله مع الأمر وبعد نشره صورة السفير السعودي: “في ذمتي أن هذا الرجل الأصيل سعادة عيد الثقفي يتساهل التكريم. نظير ما قدمه لخدمة العلاقات السعودية العمانية وانا اشهد انك كفيت ووفيت أخي العزيز عيد الثقفي. للأحرار الطيبيين الشامخين وأصحاب المروءة والشهامة من أمثالك نرفع الشال والخنجر احتراما لك يا سعادة السفير. الله يعزك”.
https://twitter.com/m1b2z3/status/1355841641052037121
فيما أثنى مغرد آخر أيضاً على جهود السفير السعودي، وعلق قائلاً:” يتساهل سفير خادم الحرمين الشريفين هذا التكريم بمنحه. من سيدي السلطان هيثم بن طارق وسام النعمان حفظ الله عمان والسعودية وولاة أمرها”.
https://twitter.com/tsm279_al/status/1355797922080763910
ولم تختلف وتيرة التعليقات كثيراً عبر تويتر، حيث اتسمت غالبيتها بالثناء والمديح وتمني علاقات أعمق وأقوى بين السلطنة والمملكة.
وهذا تعليق مغرد آخر يقول: “ما شاء الله تبارك الرحمن كريم في ديار الكرام تهانينا الصادقة وان هذا التكريم لهو رسو وعُمق لاخلاق أهل الجود من مانح وممنوح”.
https://twitter.com/jbal2012/status/1355797823036551170
توتر خلال الشهور الماضي
ويشار إلى أنه في مايو 2020، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات إعلامية سعودية ضد سلطنة عُمان. تركزت ضد وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي”.
جاء ذلك بعد ساعات من تطوير مسقط اتصالات مع الدوحة والكويت والرياض لمحاولة حلحلة الأزمة الخليجية المندلعة منذ يونيو/حزيران 2017. عندما قطعت دول خليجية إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر.
ودشن الذباب الإلكتروني السعودي آنذاك وسماً بعنوان “بن علوي يتآمر ضد السعودية”، تصدر قائمة الأكثر تداولا في السعودية والإمارات لساعات.
ونشرت حسابات سعودية مقطعا يتضمن تسجيلا منسوبا -اتضح أنه مفبرك- لـ”بن علوي” خلال مكالمة مع الرئيس الليبي الراحل “معمر القذافي”. قالوا إنه يتضمن تآمرا ضد “آل سعود”.
واعتبر السعوديون وقتها أن زيارة وزير الخارجية العماني، إلى قطر، ولقائه بأميرها الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، هي “تآمر” ضد السعودية.
وجاء خطوة السلطنة حينها خلال الحراك العماني المكثف في نيسان ومايو من العام الماضي، من أجل رأب الصدع الخليجي، وتكثيف العمل. بالتعاون مع الدوحة، من أجل التوصل لصيغة صلح وسلام خليجية.
وشهدت منطقة الخليج وقتها حراكا دبلوماسيا مكثفا، كان مركزه سلطنة عمان، بدأ بزيارة وزير الخارجية العماني السابق “يوسف بن علوي”. إلى قطر ولقائه أميرها، الشيخ “تميم بن حمد”، ثم اتصال سلطان عمان “هيثم بن طارق” بأمير قطر.
أعقبها زيارة من وزير الخارجية القطري “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني” إلى مسقط ولقائه سلطان عمان، بعد ساعات من اتصال. جمع السلطان “هيثم” بالعاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.
عُمان دائماً على الحياد
وعلى مدار عقود طويلة حافظ السلطان العُماني الراحل قابوس بن سعيد على وضع بلاده كوسيط محايد يسهم في حل النزاعات الإقليمية.
وذلك بالتزامن مع اشتداد التنافس الإيراني السعودي بعد الغزو الأمريكي للعراق وإسقاطه لحكم صدام حسين، السقوط الذي خلق مزيج. من التنافس الجيوسياسي والطائفي بين الأطراف، والذي شكل تحدياً للسلطنة لحفظ نفسها في جانب الحياد.
فيما رأت المملكة العربية لسعودية أن القيام بتسهيل عملية التعاون مع إيران، يشكل تحدياً لمصالح الخليج العربي، وفي هذا السياق كان التقارب القطري. من إيران سبباً من أسباب الحصار السعودي الإماراتي عليها عام 2017.
ورغم هذه التحديات، التزمت مسقط حيادها ولم تشارك في حصار قطر، واستمرت الرحلات الجوية المتجهة من وإلى قطر، وكذلك حركة النقل البحري بين البلدين.
كما قاومت عمان محاولات السعودية استخدام مجلس التعاون الخليجي كأداة لخدمة الأجندة السياسية للرياض، وبدا ذلك جليا في رفض. مسقط خطة الملك السعودي الراحل “عبدالله” لتحويل دول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي في عام 2013.
وكانت عُمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تشارك في التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، والذي بدأ في عام 2015. ولا يزال مستمرا حتى الآن.
ومما يؤشر على إمكانية حدوث تصادم بين مسقط والرياض هو عدم اكتراث الأخيرة بعواقب وتبعات سياستها الخارجية العدوانية. بغية تحقيق أهدافها الجيوستراتيجية بأي ثمن وخير دليل على ذلك تدخل الرياض الكارثي في اليمن وحصار قطر.