معهد أمريكي يكشف أسرار قصف الرياض المجهول ولماذا أقلق الجميع؟!
شارك الموضوع:
كشف الموقع الإلكتروني لمعهد “كريتيكال ثريتس” الأمريكي، في تقرير له تفاصيل مهمة بشأن قصف العاصمة السعودية “الرياض” من قبل مجهولين السبت الماضي.
متغيرات جديدة في المنطقة
وقال التقرير الأمريكي، إن الهجوم يعكس العديد من المتغيرات في المنطقة.
وأوضح التقرير، أن “المليشيات الموالية لإيران في العراق انضمّت إلى الحملة الإعلامية والعسكرية المستمرة المناهضة للسعودية التي أطلقتها. جماعة الحوثي وإيران في أواخر سنة 2019”.
وأضافت التقرير: “من المحتمل أن تكون إحدى المليشيات العراقية المدعومة من إيران هي التي نفذت هجوما بطائرة مسيّرة على السعودية. في 23 كانون الثاني/ يناير 2021. للمرة الثانية خلال السنوات الأخيرة”. حسب ترجمة عربي 21.
وحسب التقرير، فإن الهجوم يكشف إن تأكد أن مليشيا عراقية نفذته، التغيّر الكبير الذي طرأ على الضغط الذي يفرضه النظام الإيراني. على خصومه في الخليج العربي.
وأشار التقرير، إلى أن التوسع المحتمل لقدرة الوكلاء العراقيين واستعدادهم لاستهداف الدول الأجنبية بطرق خفيّة، وبالتنسيق مع أطراف أخرى من محور المقاومة. سيشكل تحديا أمنيا متزايدا أمام الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.
هجوم مجهول يستهدف مراكز حساسة بالرياض
في 23 كانون الثاني/ يناير، أعلنت السعودية أنها اعترضت ودمرت “هدفا جويا معاديا” فوق سماء الرياض.
السعودية لم تقدم حينها أي تفاصيل حول منفّذ الهجوم أو مصدره. نسب سكان الرياض، الذين سمعوا دوّي الانفجار، الهجوم إلى الحوثيين اليمنيين.
اقرأ أيضاً:
واستدرك التقرير الأمريكي: “لكن هذا الأمر مستبعد؛ نظرا لأن المتحدث باسم مليشيا الحوثي نفى مسؤوليته عن أي هجمات على الدول المجاورة”.
وأضاف: “تسعى السعودية إلى تصوير الحوثيين على أنهم إرهابيون، ما يمنحها حوافز قوية لإلقاء اللوم على هذه المجموعة، لكن صمتها الرسمي بشأن هذه المسألة يدعم هذه النظرية”.
وأضاف الموقع أن جماعة مسلحة غير معروفة تعرف باسم “ألوية وعد الحق”، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم من خلال بيان على قنوات الدعاية الشيعية العراقية المتطرفة.
وقد زعمت قناة عراقية موالية لإيران على تلغرام أن الجماعة استهدفت قصر اليمامة، المقر الرسمي للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وألقى البيان، باللوم على السعودية؛ لدعمها تنظيم الدولة، وأشار إلى أن جماعة “ألوية وعد الحق” قد تهاجم الإمارات في المرة القادمة.
كما ربط البيان الهجوم على الإمارات بتوقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد جرائمهما، وفق البيان.
وأشارت الجماعة إلى أن الهجوم جاء في إطار حملة الردع المتوازن التي أطلقها الحوثيون في سنة 2019 لمهاجمة أهداف هامّة في السعودية. مثل البنية التحتية النفطية الحيوية والأصول الدفاعية.
وذكرت، أن هجومها بطائرات مسيرة كان “بداية لنقل الردع المتوازن إلى مركز السعودية انتقاما لدماء الشهداء”. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من تنفيذ تنظيم الدولة عملية إرهابية كبيرة في بغداد.
وأشار الموقع إلى أنه من المحتمل أن تكون إيران قد نسقت حملة الردع المتوازن بمساعدة الحوثيين لفرض ضغط عسكري على السعودية.
وأضاف: “تشمل هذه الحملة هجوما إيرانيا بطائرات مسيّرة وصواريخ على مصنع معالجة النفط الخام في بقيق في السعودية في أيلول/ سبتمبر 2019”.
وحسب الموقع، فإنه من المرجح أيضا أن تكون إيران قد زودت الحوثيين بالعتاد اللازم لشن هجمات بعيدة المدى على الأراضي السعودية.
من شنّ الهجوم فعلا؟
وبين الموقع، أنه من المحتمل أن تكون كتائب حزب الله هي من شنت هجوم الـ23 من كانون الثاني/ يناير على الرياض من الأراضي العراقية.
ولفت الموقع، إلى أن هناك احتمال بأن تكون جماعة “ألوية وعد الحق” هي على الأرجح مجرّد واجهة لإخفاء تورط كتائب حزب الله.
وأضاف: “ظاهريا، يتناسب خطاب المجموعة الجديدة مع الجهد طويل الأمد الموجه من إيران وتنسيق كتائب حزب الله”.
هجمات بالوكالة
وأرجع الموقع ذلك لإخفاء مصدر الهجمات بالوكالة التي تستهدف القوات الأمريكية والقوات المتحالفة والمتعاقدين في العراق.
واستكمل: “في الواقع، هناك مجموعات تسمى “ميليشيات الظل”، تعمل على تغطية بعض أنواع الهجمات والدعاية التي تقوم بها منظمات. تعمل بالوكالة لصالح إيران في العراق”.
وأكمل: “يربك هذا التعتيم مساحة المعلومات، ويجعل من الصعب على أعداء إيران محاسبة هذه الجماعات”.
وتابع: “من المحتمل ألا يكون هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تشنه كتائب حزب الله على السعودية”.
وأشار التقرير، إلى ما ذكرته المخابرات الأمريكية أن مليشيا موالية لإيران في العراق قد شنت هجوما بطائرة مسيرة من طراز كاميكازي. على منشآت النفط السعودية في أيار/ مايو 2019.
وقال المعهد الأمريكي: “استعدت كتائب حزب الله خطابيا لهذا الهجوم، الذي زعمت أنه كان انتقاما للتمويل السعودي المزعوم لتنظيم الدولة”.
وأضاف: “ألقت الكتائب باللوم على السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه تنظيم الدولة. في بغداد في 21 كانون الثاني/ يناير”.
ومن جهتها، ألقت جماعة “ألوية وعد الحق”، ضمنيا، باللوم على السعودية في هجوم بغداد، حسب المعهد.
وأكمل المعهد الأمريكي: “من غير المحتمل أن تكون “ألوية وعد الحق” قد أعلنت زورا مسؤوليتها عن هجوم الطائرة المسيرة لإبعاد اللوم عن الحوثيين. أو أن جماعة عراقية غير كتائب حزب الله هي التي نفذت الهجوم”.
واستكمل: “يمكن لأنظمة الدفاع الجوي السعودية بشكل شبه مؤكد تحديد مصدر الهجوم، ما سيكشف الادعاء العراقي الكاذب في حال كان الهدف هو الضغط على الرياض على جبهات متعددة”.
هجمات سابقة
وذكر الموقع أنه قد سبق لإيران تنفيذ هجوم أيلول/ سبتمبر 2019 على بقيق الذي تبناه الحوثيون كجزء من حملة الردع المتوازن.
وحسب الموقع، فإن ذلك يشير إلى تورط إيراني عميق في هذا الأمر. كما روّجت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في وقت لاحق لوجود. علاقة بين السعودية وهجوم تنظيم الدولة في 21 كانون الثاني/ يناير في بغداد، ووصفت هجوم الرياض في 23 من الشهر ذاته على أنه هجوم انتقامي.
وأضاف المعهد الأمريكي: “من المحتمل أن إيران سعت إلى فرض ضغوط على السعودية دون إشراك الحوثيين. بينما تعيد الإدارة الأمريكية النظر في تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية”.
تكنولوجيا الصواريخ الباليستية
وفي السياق، قال الموقع إن المليشيات العراقية الموالية لإيران قادرة على الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية والأسلحة المتقدمة الأخرى.
وأضاف: “كما أنها تشن بالفعل هجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق بأمر من إيران”.
وتابع: “وفي الواقع، تزعزع أنشطتهم المحلية استقرار العراق والمنطقة بشكل عام، لذا يجب على الولايات المتحدة وشركائها. النظر في التعقيدات الإضافية التي قد يواجهونها. والتي قد تواجهها المنطقة أيضا، في حال استمرت شبكة الوكلاء الإيرانيين في العراق في استهداف خصوم إيران”.
وحذّر الموقع من أن الهجوم الإيراني القادم بالوكالة قد يستهدف الإمارات، حيث تلا هجوم 23 كانون الثاني/ يناير تهديد. بـ”شن هجوم لاحق على مخابئ الشر في دبي”.
كما أصدرت “ألوية وعد الحق” في وقت لاحق بيانا وصورة معدلة لهجوم بطائرة مسيّرة على برج خليفة في دبي. وفق المعهد الأمريكي.
وذكر الموقع أن الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن ثلاث هجمات على الإمارات، بما في ذلك هجومان. استهدفا مطاري أبوظبي ودبي الدوليين في 2017 و2018. وهو ما نفته الإمارات.
وحسب الموقع الأمريكي: “تشير المراجع العراقية المتعلّقة بمزاعم هجوم الحوثيين منذ سنوات. إلى وجود تنسيق إضافي بين إيران والحوثيين وكتائب حزب الله”.