هل سيظل بايدن متمسكاً بالاعتراف الأمريكي في الصحراء الغربية وما الخطة التي وضعها محمد السادس؟!

By Published On: 1 فبراير، 2021

شارك الموضوع:

نشرت مجلة “تشالنج” الناطقة بالفرنسية، تقريراً تحدثت فيه عن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. متسائلة هل يمكن أن يظل الرئيس جو بايدن متمسكاً بالقرار الذي اتخذه سلفه دونالد ترامب في هذا الصدد قبيل نهاية ولايته، أم سيتراجع عن القرار؟.

بايدن وضع حداً للرئاسة الفوضوية السابقة

وأوضحت المجلة في تقريرها أن انتخاب جو بايدن وضع حداً للرئاسة “الفوضوية” السابقة. التي انسحبت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقات متعددة الأطراف، وفضلت عليها الصفقات الارتجالية والغريبة؛ ما يتيح الاعتقاد بأنه ستكون هناك تغييرات جذرية في العمق.

وأكدت هاجس الدبلوماسية الأمريكية الذي كان دائماً وما زال هو الدفاع عن المصالح التجارية للولايات المتحدة وأمنها وأمن إسرائيل. وبالتالي فإن توقع تحوّل جوهري على هذا المستوى يعدّ مجرد وهم.

واستطردت “تشالنج” قائلة إن أمريكا محكومة بقانون الديمومة الذي يتجاوز آلية التناوب الانتخابي، ذلك أن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية لا تغير حسب نتائج الانتخابات.

المصالح متعددة الأطراف

ولاحظت الأسبوعية ذاتها أن جو بايدن يريد العودة إلى المصالح الأمريكية متعددة الأطراف، لكن للأهداف نفسها. صحيح أنه يتوق إلى مواجهة التوسع الاقتصادي الصيني، رغم ما في ذلك من انتهاك لحرية التجارة والمبادئ الأمريكية. لكن هذا التوجه قد يساعد على استمالة المزيد من الأصوات وإرضاء الناخبين الأمريكيين.

وأكدت أن إدارة بايدن ستجد نفسها مدعوة إلى التعامل مع الملف الإفريقي، لا سيما وأن القارة السوداء فضاء يتيح إمكانات أوسع للنمو. كما أن الصين خطت عدة خطوات متقدمة على الولايات المتحدة وحتى أوروبا في هذا المجال.

وقالت الأسبوعية إن القارة العجوز، بحكم ماضيها الاستعماري، تعتبر القارة السوداء مكاناً احتياطياً للمواد الخام. في حين أن واشنطن فقدت الاهتمام بهذه القارة منذ عقود. وبالتالي، سيتعين على إدارة بايدن تغيير رأيها في هذا الموضوع، لأنه بالإضافة إلى الإمكانات الاقتصادية، فإن إفريقيا هي أيضاً قضية أمنية وتحدٍّ كبير في مواجهة مع الصين.

ماذا يمكن أن يتوقع المغرب في هذا السياق؟

قالت تشالنج إنه لا مبرر للتخوف من أن تراجع إدارة بايدن على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، فهو أمر يبدو مستبعداً. ومن ناحية أخرى، فالرباط مطالبة بتنشيط علاقاتها مع المستثمرين الأمريكيين وإبراز قيمة المغرب في القارة الإفريقية.

وقال لحسن حداد، الوزير السابق والبرلماني الحالي عن حزب “الاستقلال” المعارض في المغرب، إن جو بايدن، منذ بداية حملته الانتخابية. لم يخفِ رؤيته لدور أمريكي متجدد على الساحة الدولية، على أساس التحالفات مع الدول والأمم التي تشاركها قيم الحرية الأمريكية وحقوق الإنسان والسعي لتحقيق الازدهار للجميع.

وتوقع أن يستفيد المغرب من الدعم السياسي في قضية الصحراء، بحكم كونه حليفاً تاريخيًاً للولايات المتحدة الأمريكية. خاصة وأن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الإقليم قد حرر الأمريكيين من عقبة كانت صعبة في السابق.

وبالتالي ـ يقول حداد ـ سيتكرس نهج التعاون مع المغرب من أجل السلام والأمن في منطقة الساحل وغرب إفريقيا. كما أن إدارة بايدن ستعزز التعاون العسكري والأمني ​​مع المغرب، وستعطي معنى أكبر للحوار السياسي الاستراتيجي الذي بدأ منذ ولاية أوباما الأولى.

كما توقع استمرار المساعدة التنموية من خلال استراتيجية «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» التي تهدف إلى تشجيع كفاءات الشباب. ومشاركة المواطنين وتحسين مستوى تعليم أطفال المدارس الابتدائية مثلما يشير إلى ذلك موقع فرع الوكالة في المغرب.

ولفت البرلماني المغربي الانتباه بشكل خاص إلى اتفاق الرباط لتحدي الألفية، الذي يستهدف توظيف الشباب وإنتاجية الأرض.

التعاون الامريكي مع المغرب

وتطرق أيضاً إلى إمكانات التعاون الأمريكي مع المغرب، لا سيما على صعيد التكنولوجيا والصناعة والطاقات المتجددة والبحث والتطوير. داعياً الطرف الأمريكي إلى تقليص الفجوة وتطوير الحوار السياسي الاستراتيجي،

كما اعتبر أن الفاعلين المغاربة مدعوون إلى بذل المزيد من الجهود لتعبئة الرأي العام الدولي لصالح قضية الصحراء، من أجل تسهيل المهمة على الأمريكيين.

وختم تصريحه بالقول إن الكُرة في كلا المعسكرين، لكن على المغاربة أن يضاعفوا جهودهم وأن يستثمروا الفرصة المواتية لجعل الكفة لصالحهم بشكل لا رجعة فيه.

المغرب “مصدر قوة” 

في الاتجاه نفسه، يرى الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن “المغرب يمثل مصدر قوة للولايات المتحدة”. وأضاف قائلاً: “يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية في إفريقيا هي إجماع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء أكانت جمهورية أم ديمقراطية. حيث إن النقطة المشتركة هي السباق المحموم من أجل الحفاظ على قوة الاقتصاد الأمريكي في مواجهة الصعود الحتمي للاقتصاد الصيني وخاصة مشروعها الكوكبي لإعادة إطلاق طريق الحرير الذي يهدف إلى الوصول إلى إفريقيا.

ومن جانبه أوضح محمد لوليشكي، السفير السابق للمغرب في الأمم المتحدة، أن إدارة بايدن واعية تمام الوعي بدور المغرب التاريخي والريادي.

وقال: لا أفهم سبباً وجيهاً لإمكانية أن تتراجع إدارة بايدن عن قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، لأن الأمر بالنسبة لواشنطن يتعلق بشريك أساسي وحليف تاريخي للولايات المتحدة.

واستطرد قائلاً: “لكن حتى الآن، فإن الإشارات التي أعطاها الرئيس بايدن من خلال الشخصيات المختارة لقيادة السياسة الخارجية الأمريكية. والتوجهات الرئيسية بشأن أولويات تلك السياسة نفسها، وخاصة تجاه إفريقيا والشرق الأوسط، تبعث على الاطمئنان في هذا الصدد”.

“شهر السفراء”

وعلى الصعيد ذاته قالت أسبوعية “الأيام” إن المغرب يخوض حملة واسعة على المستوى الدبلوماسي. في محاولة على ما يبدو لتحيين معطيات الدول الصديقة وغير الصديقة حول المستوى الذي صعد إليه ملف الصحراء إثر الاعتراف الأمريكي. الذي يعد بمثابة منعطف حاسم وتاريخي في مسار النزاع.

وأضافت أن وزارة الخارجية المغربية وجهت شبكة سفراء لتكثيف الحملات الإعلامية والأنشطة التي تسهم في تعريف. المجتمع الدولي بجديد ملف الصحراء. وأيضاً لتطويق أي محاولة معادية لحشد الدعم ضد المغرب، ومن أبرز من يأتي على رأس هذه الحملة يوجد سفير المملكة. في جنوب إفريقيا إحدى القلاع الداعمة الأخيرة لجبهة البوليساريو الانفصالية.

يوسف العمراني، السفير المغربي في بريتوريا، أصدر منشوراً بعنوان “الصحراء المغربية: قضية وطن” يسعى من خلاله إلى الإجابة. عن تسعة من الأسئلة الأكثر شيوعاً بخصوص النزاع الإقليمي المفتعل حول قضية الصحراء المغربية.

الدعم الدولي غير مسبوق

ويمكن القول إن شهر كانون الثاني/ يناير كان شهر السفراء المغاربة، فحتى سفير المغرب في أستراليا كريم مدرك. علّق على المؤتمر الوزاري. لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، عبر مقال نشرته صحيفة “سيدني صن” الأسترالية الإلكترونية، يقول فيه إن هذا الدعم الدولي غير المسبوق لهذا المخطط. الذي تم تقديمه في عام 2007 «يمثل مقدمة لعصر جديد من السلم والازدهار بالمنطقة برمتها ونهاية لنزاع مفتعل خلق عمداً خلال الحرب الباردة بناء على حجج مضللة وبالية».

كما أوضح السفير أن الولايات المتحدة ذكرت خلال هذا المؤتمر أن قرارها لم يأت بين عشية وضحاها. ولفت إلى أن جميع الإدارات الأمريكية، منذ إدارة الرئيس بيل كلينتون، أكدت دعمها لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وقال سفير المغرب لدى اليابان، رشاد بوهلال، في تصريح لوكالة الأنباء اليابانية الخاصة “بان أورينت نيوز”، إن النموذج التنموي الجديد. للأقاليم الجنوبية يشكل رافعة للتنمية بالمنطقة، التي أضحت حاضنة للتنوع على الصعيد الجغرافي والاقتصادي والثقافي.

وعلق على أهمية الإعلان الرئاسي الأمريكي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، قائلاً إن هذا الإعلان “لم يكن وليد الصدفة. بل هو نتيجة عمل جبار أسست له الرؤية الملكية، حيث دأب مختلف الفاعلين الدوليين، خاصة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والأمم المتحدة على التأكيد الثابت لدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

سفير المغرب لدى بلجيكا

بدوره، سفير المغرب لدى بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، محمد عامر، اعتبر أن الاعتراف الأمريكي بسيادة. المغرب على صحرائه. يندرج ضمن منطق تسوية نزاع يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرقل الشراكة مع أوروبا.

وفي الأمم المتحدة، يخوض السفير هلال منذ سنوات مرافعات دفاعاً عن مغربية الصحراء. آخرها رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن. ندد فيها باستغلال جنوب إفريقيا لرئاستها للاتحاد الإفريقي كأداة لخدمة أجندتها الأيديولوجية والسياسية حول قضية الصحراء المغربية.

واتهم جنوب إفريقيا بمحاولة تضليل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، عبر مراسلة وجهتها إليهما. تدعي فيها بأن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول «إسكات البنادق»، خصصت حصرياً لقضية الصحراء المغربية.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment