هل يأخذ جو بايدن حق جمال خاشقجي من محمد بن سلمان.. هذا ما قاله البيت الأبيض

وصف البيت الأبيض الأمريكي، جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بـ”الجريمة المروعة”، معلناً عن نيته تقديم التقرير الاستخباراتي جول عملية القتل إلى الكونجرس.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في مؤتمر صحفي عقدته مساء الجمعة، إن إدارة بايدن ستنشر “التقرير غير السري للكونغرس بشفافية التامة”. حول قتل خاشقجي، الذي وصفته بـ”الجريمة المروعة”، لكنها لم توضح متى سيتم اتخاذ هذه الخطوة.

وعود افريل هاينس وبايدن

وسبق أن تعهدت مرشحة بايدن لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينس، برفع السرية عن التقرير الاستخباراتي حول قتل خاشقجي. وتقديم الوثيقة للكونغرس.

كما وعد بايدن نفسه خلال حملته الانتخابية بتحقيق العدالة في قضية مقتل خاشقجي ومحاسبة المسؤولين عنه. مؤكدا أنه ينوي إعادة تقدير العلاقات مع السعودية.

مقتل جمال خاشقجي وتوتر علاقات مع انقرة

وقتل خاشقجي، الصحفي السعودي الذي كتب مقالات لصحيفة “واشنطن بوست” وكان يقيم في الولايات المتحدة منذ 2017. والمعروف بانتقاداته للقيادة السعودية، يوم 2 أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده في اسطنبول التركية على يد فريق اغتيال سعودي خاص، فيما لم يتم حتى الآن العثور على جثته.

وأدى هذا الحادث إلى تدهور حاد في العلاقات بين أنقرة والرياض، بينما تقول الحكومة التركية إن سلطات المملكة تسعى للتستر. على المسؤولين الحقيقيين عن الجريمة، في إشارة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يعتبر حليفا للولايات المتحدة.

وأصدرت النيابة العامة السعودية، يوم 7 سبتمبر 2020، عقوبات بالسجن 20 عاما على 5 متهمين في إطار القضية، وعقوبات بالسجن. بين 7 و10 سنوات على 3 آخرين، لكن هذا القرار لقي انتقادات واسعة.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على 17 سعوديا على خلفية قتل خاشقجي، إلا أن العديد من أعضاء الكونغرس. اتهموا إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب بالسعي، “لحماية” السعودية من المحاسبة.

وطالب الكونغرس في 2019 قيادة الاستخبارات الوطنية بالكشف عن التقرير الاستخباراتي حول قتل خاشقجي والآمرين بذلك. لكنها امتنعت عن اتخاذ هذه الخطوة، مصرة على أن المعلومات يجب أن تبقى سرية.

وفي وقت لاحق صادق الكونغرس على تعديل قانوني يطالب إدارة ترامب بتقديم تقرير كامل حول المسؤولين عن الجريمة، لكن ترامب. لم يستجب لهذه المطالبة، وذلك في الوقت الذي دعت فيه المقررة الأممية المعنية بحالات الإعدام خارج القانون، أغنيس كالامارد، إلى التحقيق مع ولي العد السعودي في إطار القضية.

طحنون بن زايد

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، تفاصيل تقرير سري بعثه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد إلى وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد. وذلك إبان أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وحمل التقرير السري عنوان “سري للغاية”. وتناول العتب السعودي على الإمارات بشأن طريقة تعاملها مع أزمة خاشقجي. وذلك في ذات العام الذي قتل فيه الصحفي السعودي.

تفاعلات العلاقات السعودية الإماراتية

وحسب وثيقة طحنون بن زايد السرية، فإنه يسري عتب سعودي كامن على غموض موقف أبو ظبي السياسي.

وتشير وثيقة طحنون، إلى أن العديد من المقرّبين من محمد بن سلمان اعتبروا أن الموقف السياسي العلني من القيادة السياسية والأمنية في أبو ظبي. تحديداً حيال وضع المملكة الصعب مع أزمة خاشقجي لم يرقَ إلى الطموحات السعودية.

وحسب الوثيقة، فإن ذلك يأتي على اعتبار أن أبو ظبي هي الحليف الأقرب للرياض في وقت يتعرّض ولي العهد السعودي لأشرس حملة بغيضة لم يتعرّض لها منذ عام 2015.

وأشار طحنون بن زايد، إلى أن السؤال الأهم في الرياض طيلة شهر هو: لماذا لم يزر الشيخ محمد بن زايد الرياض ولو لساعات؟.

توقعات القيادة السعودية

ويقول طحنون: “توقعات القيادة السعودية من أبوظبي هي أكبر من صدور بيان تضامن. برغم بيان وزارة الخارجية الإماراتية في 14 أكتوبر 2018. وتأكيد التضامن مع المملكة ضد كل من يحاول المساس بسياساتها وموقعها ومكانتها الإقليمية”.

وأشار التقرير السري، إلى تنامي حالة استياء نخبوي سعودي من الإمارات.

فمع أزمة خاشقجي، لوحظ تنامي مشاعر استياء من قبل نخب سياسية وأمنية وثقافية سعودية ضد الإمارات خاصة أبو ظبي.

وحسب التقرير، فقد انتشر القول في المجالس الخاصة وداخل مكاتب موظفي الدولة بأنها هي من ورّطت ولي العهد السعودي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ويضيف: “ليتحول إلى شخص مندفع، ويخرج عن تقاليد المدرسة التقليدية السعودية القائمة على الصبر والتحمّل والحلم”.

وأكمل: بل إن بعضاً من الأمنيين المحافظين ذهب مع الرواية التركية الرسمية بأن للإمارات دوراً ما في الحادثة.

دور عبد الخالق عبد الله

وحسب التقرير، فإن الدوائر المقرّبة من مكتب ولي العهد السعودي اهتمت برسائل وتوقيت المقالات التي كتبها الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله في موقع CNN. وخاصة مقال “جمال خاشقجي الذي أعرفه” في 10 أكتوبر 2018.

وأضاف التقرير: “لقد طُرحت العديد من التساؤلات، أوّلها هل هذه المقالة تمثل موقفاً شخصياً من الكاتب تجاه صديقه كما ورد في المقال أم أنها تعبر عن موقف تيار سياسي ما في دولة الإمارات؟”.

وحسب الصحيفة اللبنانية، فإنه وفي برقيتين منفصلتين، الأولى بتاريخ 1 تشرين الثاني 2018 والثانية في العاشر من الشهر نفسه. يرفع وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى رئيسه عبدالله بن زايد برقيتين أعدّهما مدير مكتبه علي مطر المناعي عن تفاعلات أزمة خاشقجي.

وحسب البرقيات، فإنه واستناداً إلى مصادر السفارة الإماراتية في الرياض، فإنه بعد الأوامر الملكية الأخيرة احتفظ الأمير محمد بن سلمان بجميع مناصبه.

وأشارت الوثيقة، إلى أنه تم اتخاذ قرارات سيادية تضبط عمل مؤسسات الدولة، بعد الاعتراف بأن السبب الأساسي. وراء الأزمة التي ولّدها قتل خاشقجي. هو تغوّل رجال ولي العهد “رموز الدولة الموازية” في مؤسسات الدولة، وتجاوز الأنظمة والقوانين والقضاء، واللجوء إلى الأوامر الشفهية وأوامر «الوتساب»

ومثل ذلك، حسب الوثيقة، أمر القنصل في إسطنبول للحضور إلى القنصلية وهو في إجازة من أجل لقاء خاشقجي. دون أن يعلم أيّ شيء عما يُرتب له.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

Exit mobile version