أكد ناشطون وحقوقيون سعوديون، أن المملكة أطلقت سراح مواطنين اثنين يحملان الجنسية الأمريكية، كانا مسجونين بتهم ارتكاب جرائم إرهابية. وفقا للاتهامات التي وجهت إليهما من السلطات في إطار معتقلي الرأي.
إفراج دون قيد أو شرط
وقال حساب “معتقلي الرأي”، في تغريدة رصدتها “وطن”، إن المفرج عنهما هما صلاح الحيدر، نجل الناشطة النسوية عزيزة اليوسف. وبدر الإبراهيم، وهو طبيب وكاتب.
وأشار الحساب الشهير، إلى أن كلاهما اعتقل في أبريل/نيسان 2019، ووجهت إليهما تهم تتصل بجرائم إرهابية.
العفو الدولية: "سررنا للإفراج عن كل من #صلاح_الحيدر و #بدر_الإبراهيم. لم يكن ينبغي اعتقالهما في المقام الأول وعلى المملكة أن تُفرج فوراً ومن دون قيود مسبقة عن جميع الصحفيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان. pic.twitter.com/Hp9XHpemlq
— معتقلي الرأي (@m3takl) February 5, 2021
وأضاف الحساب: “لم يكن ينبغي اعتقالهما في المقام الأول وعلى المملكة أن تُفرج فوراً ومن دون قيود مسبقة عن جميع الصحفيين. والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان”.
وأُطلق سراح الحيدر والإبراهيم بانتظار محاكمتهما أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب، ومن المقرر أن تعقد أول جلسة لمحاكمتهما في 8 مارس/آذار.
أحكام مخففة
ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، خفف القضاء السعودي حكما بالسجن على الطبيب السعودي الأمريكي “وليد فتيحي”. إلى 3 سنوات وشهرين مع وقف تنفيذ نصف المدة.
جاء ذلك بعد أن كان قد تلقى حكما سابقا بالسجن لـ 6 سنوات، وهو ما أدى لإطلاق سراحه؛ حيث كان معتقلا منذ عام 2017.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن السعودية سرعت، خلال الشهر الماضي، محاكمات العشرات من الناشطين في سجونها. خوفا من تحولهم لأوراق ضغط بواسطة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
وتعهد بايدن، بإعادة تقييم الروابط مع السعودية على خلفية سجلها المتردي في مجال حقوق الإنسان.
وكانت إدارة دونالد ترامب تغض النظر إلى حد بعيد عن الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها السلطات في المملكة.
ومن المحتمل أن تضع المحاكمات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مسار تصادمي مع بايدن.
يأتي ذلك بعد إصدار بايدن قرار بتجميد مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، بشكل مؤقت؛ بسبب حربها المستمرة منذ 5 سنوات في اليمن، وملفات حقوقية.
وإلى جانب عشرات المحتجزين من الناشطين وأفراد العائلة المالكة، توجه السعودية أيضا تهما تتعلق بالفساد لولي العهد السابق محمد بن نايف.
ويعتبر محمد بن نايف حليف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ وقت طويل، والمحتجز منذ مارس/آذار الماضي.
إدارة بايدن والسعودية
وفي وقت سابق، قال محرر الشؤون الأمنية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فرانك غاردنر، إن ملف حقوق الإنسان في السعودية. أصبح في مركز الضوء بعد تغير الإدارة الأمريكية. ووصول فريق جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض.
وقال فريق حملة بايدن إن إدارة دونالد ترامب “منحت شيكا مفتوحا إلى السعودية” حيث اتهمت بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان. وإطالة أمد الحرب الكارثية في اليمن والتي قتلت عشرات الآلاف خلال السنوات الست الماضية.
ووعد الفريق الجديد في البيت الأبيض بإعادة ضبط كاملة للعلاقات مع السعودية حيث ستكون فيها حقوق الإنسان بارزة.
وعبر الرئيس بايدن عن نية لوقف الدعم العسكري الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية في اليمن.
ولم يمر أسبوع على بايدن في الرئاسة إلا وأعلن عن تعليق صفقات بمليارات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات العربية المتحدة لحين مراجعتها.
وتساءل غاردنر إن كان هناك شيء سيتغير على المدى البعيد؟ وهل سيكون للحملة التي تم الترويج لها بشكل واسع أثر على وضع حقوق الإنسان بالمملكة والحرب في اليمن؟.
بحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام فالسعودية كانت أكبر مستورد للسلاح في الفترة ما بين 2015- 2019
وبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام فالسعودية كانت أكبر مستورد للسلاح في الفترة ما بين 2015- 2019.
وجاء الكم الأكبر منها من الولايات المتحدة، وكذا الدول الغربية مثل بريطانيا التي باعتها قنابل استخدمت في اليمن.
وقال أندرو سميث من الحملة ضد تجارة السلاح، إنه حتى يتغير الوضع فهناك حاجة لأن يتخذ بايدن موقفا أشد مما اتخذه عندما. كان نائبا للرئيس باراك أوباما و”معظم صفقات الأسلحة بدأت في عهد أوباما”.
ملف حقوق الانسان في السعودية
أما ملف حقوق الإنسان داخل المملكة، فيشير المسؤولون السعوديون إلى تراجع حالات الإعدام. حيث يشعر الفريق المحيط بولي العهد محمد بن سلمان أن القصص حول انتهاكات حقوق الإنسان تركت أثرا سلبيا على صورة المملكة في الخارج.
ويقول النائب كريسبين بلانت إن محمد بن سلمان “يحصل على نصائح متناقضة ممن حوله، ولكن التركيز على حقوق الإنسان في عهد بايدن يقدم فرصة لمساعدة البراغماتيين. الذين يقدمون له النصح أن صورة المملكة مهمة.
ويعلق غاردنر أن السعودية اليوم تبدو مكانا مختلفا عما كانت عليه قبل عدة سنوات، لكن صعود محمد بن سلمان السريع قاد إلى تناقض.
فمن ناحية خفف القيود الاجتماعية وسمح للنساء بقيادة السيارات والحفلات الموسيقية والاختلاط وقلل من سلطة الشرطة الدينية.
لكن الأمير الذي لم يعش كثيرا في الغرب مثل عدد كبير من الأمراء قام بسلسلة من التحركات التعسفية والقمعية ضد حرية التعبير.
وكان السعوديون يستطيعون الشكوى عبر منصات التواصل الاجتماعي والنقد طالما لم يخرجوا إلى الشوارع. ولكنهم اليوم لا يستطيعون عمل أي منهما.
وحسب الكاتب، فقد تم سجن الآلاف ورميهم في المعتقلات بدون اعتذار أو مبرر من ولي العهد الذي يتعامل مع أي نقد له على أنه عقبة أمام خططه.
وتحول محمد بن سلمان بسبب انتهاكات حقوق الإنسان إلى منبوذ في الغرب، وتضم هذه جريمة قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018. والتي ستظهر عنها أدلة جديدة بعد الإفراج قريبا عن وثيقة للمخابرات المركزية الأمريكية تقدم تقييما حول المتورطين بالجريمة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد