الصراع بين الجزائر والمغرب يدخل منحنى مختلف وهدف جديد في الشباك الجزائرية بإمضاء محمد السادس

بالتزامن مع اشتداد التوتر بين كل من الرباط والجزائر العاصمة، بسبب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء. يُسدل الستار اليوم الأحد السابع من فبراير/شباط 2021، على منافسات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم “شان”.

البطولة التي احتضنتها دولة الكاميرون طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، انتهى معها فصل جديد ومختلف من الصراع المغربي الجزائري. على ملاعب الرياضة حول المقعد الإفريقي بالمكتب التنفيذي للفيفا.

المتابع لحالة الاحتقان بين البلدين يعلم تماماً أنه “كلما تفجرت الخلافات السياسية بينهما، تتساقط الشظايا على الملاعب الرياضية. وملاعب الكرة بشكل خاص”.

دعم رسمي من السلطات

ومن جانبه حرص رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي على حضور منافسات “شان” بدولة الكاميرن.

وذلك على الرغم من أن منتخب بلاده غير معني بالمنافسات، عقب خروجة من التصفيات على يد المنتخب المغربي المحلي بواقع. ثلاثة أهداف لصفر، في الدور الحاسم المؤهل للنهائيات.

وجاء حضور رئيس الاتحاد الجزائري بهدف حشد الدعم لترشحه لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي “فيفا”، إلى جانب المغربي فوزي لقجع. والمصري هاني أبوريدة، وغوستافو إيدوندونغ من غينيا الاستوائية، الذين يتنافسون على مقعدين مخصصين لإفريقيا بالهيئة المشرفة على كرة القدم في العالم.

وكان “زطشي” قد توجه إلى الكاميرون مدعوماً من سلطات بلاده للظفر بأحد المقعدين، وفق ما أعلنه عمار بهلول نائبه، في تصريح له مع الإذاعة الجزائرية.

حيث قال بهلول: “تلقينا ضمانات ودعماً رسمياً من الدولة الجزائرية والسلطات العليا، لمساندة ملف خير الدين زطشي للظفر بمقعد في مجلس الفيفا”.

وكان الهدف من هذا الدعم الذي تلقاه المرشح الجزائري من سلطات بلاده، هو قطع الطريق على منافسه المغربي، وبدرجة أقل منافسه المصري.

وذلك على اعتبار أن غوستافو الغيني، دخل سباق الترشح ممثلاً عن الدول الناطقة باللغتين البرتغالية والإسبانية، خلافاً لقجع وزطشي. اللذين يمثلان المنطقة نفسها (شمال إفريقيا).

من ناحيته لم يدخر فوزي لقجع جهداً خلال وجوده في دولة الكاميرون، من أجل قطف ثمار ما قام بزرعه طيلة السنوات الماضية.

والتي عمل خلالها بدعم من سلطات المغرب، على عقد شراكات واتفاقيات مع عشرات الاتحادات الإفريقية.

هذا بالإضافة إلى احتضان المغرب لاجتماعات وأنشطة الكونفيدرالية الإفريقية للعبة “كاف”، كلفت خزينة الاتحاد المغربي نحو 20 مليون دولار منذ عام 2017، وفق تقرير لموقع “عربي بوست“.

صفعة غير متوقعة من “فيفا”

جهود  رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي ، في مدينتي ياوندي ودوالا الكاميرونيتين، ذهبت سدى بعد  أن رفض الاتحاد الدولي لملفه.

ومنذ وصوله إلى الكاميرون، عرض زطشي مساعدات على وفود المنتخبات التي شاركت في “شان”، بدعم من سفارة الجزائر بالعاصمة الكاميرونية.

كما قام بالتقرب إلى ممثلي اتحادات الدول الناطقة بالإنجليزية (الأنجلوسكسونية) عن طريق رئيس الاتحاد الجنوب الإفريقي. باتريس موتسيبي المرشح القوي لرئاسة “كاف”.

لتقوم “فيفا” بتبخير مساعي ممثل الجزائر، ورفضت ملفه، على خلفية “تقديمه معلومات مغلوطة في استمارة ترشيحه”.

إذ لم يكشف زطشي عن عقوبتين سابقتين صدرتا بحقه من قبل “كاف” والاتحاد الجزائري، ما اعتبرته اللجنة المختصة. بالاتحاد الدولي تصريحاً كاذباً ومنافياً للأخلاقيات.

اتهامات ضد المغرب

وعكف عدد من المحللين الرياضيين والتقارير الإعلامية الجزائرية على توجيه الاتهامات بوجود خيانة داخلية، بتنسيق مع الاتحاد المغربي. من أجل الإطاحة بزطشي.

وصرح زطشي في هذا السياق بأن هناك أطرافاً خرجت من الاتحاد الجزائري تريد أن تعرقله وتبعده عن رئاسته.

وقال في تصريح للإعلام المحلي إن من “حطموا الكرة الجزائرية يريدون العودة ويعملون من خلف الستار”.

وراحت عديد من التحليلات إلى أبعد من هذا المدى، حيث اعتبر خبراً إن فوزي لقجع هو المسؤول وراء إبعاد ممثل الجزائر. عن سباق الترشح لعضوية “فيفا”.

بل إن أحدهم قال إن لقجع استغل علاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتأثير على جيوفاني إيفانتينو رئيس الاتحاد الدولي وإبعاد زطشي.

وصار لقجع بمثابة “الحصان الأسود” كما وصفته الصحافة الرياضية الجزائرية، لمسؤولي كرة القدم الجزائرية.

وبالأخص بعد ضلوعه بإبعاد رئيس الاتحاد الجزائري السابق محمد روراوة من “كاف” في انتخابات اللجنة التنفيذية للكونفيدرالية. الإفريقية الخاصة بمنطقة شمال إفريقيا. التي شهدت كذلك انتخاب المالغاشي أحمد أحمد خلفاً للكاميروني عيسى حياتو، إذ ظل روراوة صامداً في منصبه كنائب للرئيس السابق حياتو لسنوات طويلة.

أهداف دبلوماسية بهدوء كبير

ونجح فوزي لقجع في تسجيل أهداف دبلوماسية بهدوء كبير، حيث بعد إثارته لغضب الجزائر بتنظيمه نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم. داخل الصالات مطلع العام الماضي بمدينة العيون.

وهي مدينة ضمن المنطقة المتنازع عليها بين المغرب والجزائر.

وقالت مصادر مطلعة إنه من الممكن أن يقدم رئيس الاتحاد المغربي على عمل بطولة إفريقيا للسيدات، والتي هي مقرر إجراؤها خلال. العام المقبل في نفس المدينة.

البطولة التي كان المغرب قد حصل على مهمة تنظيمها، ضمن الاجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في دولة الكاميرون. على هامش مسابقة “شان”.

وقالت المصادر نفسها بأن رد فعل الاتحاد الجزائري في حال الموافقة من قبل السلطات المغربية على مقترح لقجع بتنظيم البطولة النسائية بالعيون. لن يكون مختلفاً عن رد الفعل السابق، الذي تلا احتضان المدينة نفسها بطولة إفريقيا لكرة القدم داخل الصالة.

إذ قام بمراسلة الكونفيدرالية الإفريقية، وعبّر عن احتجاجه بشدة على ذلك.

كما من المرتقب أن يقاطع منتخب الجزائر البطولة، مثله مثل العديد من الأندية الجزائرية في الرياضات المختلفة، التي لم توافق على المشاركة. في بطولات تم تنظيمها في مدن الصحراء.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

Exit mobile version