أزمة برلمانية بين المغرب والجزائر بعد تحرك البرلمان الجزائري من تحت الطاولة ضد الرباط
شارك الموضوع:
انتقد الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي، مراسلة البرلمان الجزائري للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. من أجل إلغاء قرار الاعراف الامريكي على سيادة المغرب على الصحراء الغربية.
ووصف المالكي خلال ندوة بمناسبة اختتام الدورة الخريفية، اليوم الجمعة، الخطوة الجزائرية بأنها ” ارتباك ونرفزة”. وقال إن هناك سوء تقدير في هذه الخطوة؛ ما يؤكد وجود نوع من الارتباك والنرفزة” بحسب موقع “هسبريس“.
رسالة البرلمان الجزائري إلى بايدن
وكان البرلمان الجزائري قد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مراجعة قرار ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. لافتة إلى أن إعلان ترامب يعد “خرقا للمواقف الأمريكية حول هذه القضية المصنفة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار”، حسب تعبير الرسالة.
واعتبر المالكي أن “الغريب في مبادرة الجزائريين هو أن البرلمانات في العالم لا تخاطب رؤساء الدول بل تخاطب برلمانا آخر”.
وأكد المالكي أن البرلمان المغربي يستعد للرد على نظيره الجزائري.
كما أكد على أنه تقرر على مستوى رؤساء الفرق والمجموعات النيابية “إرسال مذكرة جوابية إلى البرلمان الجزائري والكونغرس. بشأن مراسلة الإدارة الأمريكية الجديدة حول قضية الاعتراف بالصحراء المغربية”.
رئيس مجلس النواب المغربي يحمل الجزائر مسؤولية الصراع
وانتقد المالكي، الجزائر محملا إياها مسؤولية استمرار نزاع الصحراء المغربية، داعيا إلى الرجوع للصواب والتوقف عن هدر الزمن المغاربي. على حد تعبيره.
وتساءل رئيس مجلس النواب عن الهدف والمقاصد وراء تشبث الجزائر بمواقفها الجامدة التي قال إنها لا تستجيب للحركة التاريخية. التي يعيشها العالم اليوم، معتبرا أن جنوب إفريقيا والجزائر هما البلدان الوحيدان اللذان يوجدان خارج السياق.
جدير بالذكر أن محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، كان قد أكد وجود مبادرة برلمانية مغربية بمجلسي النواب والمستشارين. تهدف إلى مراسلة الفرق البرلمانية في الجزائر، مشددا على أن فحوى الرسالة سيؤكد على عدم اكتراث المغرب بالتهديدات والمزايدات. التي تأتي من الجارة الشرقية للمملكة، مع الإشارة إلى أننا نمد أيدينا بالسلام. على حد تعبيره.
تحرك البرلمان الجزائري لم يكن الاول من نوعه
وكانت وسائل إعلام مغربية، اتهمت الجزائر، بمواصلة الضغط على الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة. لسحب اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
يأتي ذلك في إطار الخلاف المشتعل بين البلدين منذ عقود والذي تجدد مؤخراً مع اشتعال أزمة المغرب والبوليساريو. واعتراف ترامب بأحقية المغرب بالصحراء الغربية.
البداية مع جو بايدن
وقالت صحيفة “هيسبريس” المغربية، إنه ومنذ اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، باتت الجزائر تسعى جاهدة لتغيير هذا الموقف. خاصة بعد تعيين الرئيس الجديد جو بايدن.
وأوضحت الصحيفة، أنه رغم الضغوط التي يمارسها بعض السيناتورات الموالين لجبهة البوليساريو. يستبعد مراقبون تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ذلك يعود للتعاون الوثيق الذي يجمع الرباط وواشنطن في مختلف المجالات، وخصوصا الأمنية والعسكرية.
رسائل ود جزائرية للولايات المتحدة
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن حسن بلوان، محلل سياسي خبير في العلاقات الدولية. قوله إن الجزائر تسعى جاهدة لإرسال رسائل الود إلى الإدارة الامريكية الجديدة منذ إعلان انتخاب الرئيس بايدن.
واعتبر المحلل السياسي قرار ترامب بشان الصحراء الغربية بمثابة صفعة ترامب المدوية للجزائر، على حد وصفه.
وأضاف بلوان: “منذ تنصيب الرئيس جو بايدن، كثفت الجزائر اتصالاتها للضغط على مسؤولي الإدارة الجديدة لإلغاء قرار ترامب أو إعلان التراجع عنه”.
أربع آليات جزائرية
وأوضح بلوان، أنه لتحقيق هدفها تعتمد الجزائر أربع آليات، مستدركةً: “لم تحقق كلها أي اختراق يذكر”.
وحسب بلوان، فإن الآلية الأولى، ترتبط بـ “الترويج إعلاميا لمغالطات وأكاذيب توحي بأن الإدارة الجديدة ألغت أو ستلغي القرار الأمريكي حول الصحراء”. وفق قوله.
وأشار إلى أن ذلك جاء بعد أن قامت بأرشفة جميع قرارات الإدارة السابقة، قائلاً: “الأمر إجراء اعتيادي مع كل مرحلة جديدة”.
وأضاف: “ثاني الآليات، تتمثل في ضخ المزيد من أموال الشعب الجزائري لتمويل وإعادة تنشيط اللوبي الأمريكي الداعم للجزائر والبوليساريو”.
وتابع: “فقد حاول السيناتور جيمس انهوف إثارة موضوع الصحراء المغربية في جلسة تنصيب وزير الدفاع الأمريكي الجديد دون أن يحصل على مراده”.
وأكمل المحلل السياسي المغربي: “الآلية الثالثة التي جربتها الجزائر للإطاحة بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. كانت بعث وزير الخارجية الجزائر صبري بوقادوم لرسائل التهنئة مباشرة بعد تنصيب وزير الخارجية الجديد بلينكن”.
وحسب المحلل المغربي، فإن الوزير الجزائري حث نظيره الأمريكي على التعاون الثنائي في القضايا الإقليمية، دون أن يتلقى إشارات إيجابية.
واستكمل: “أما الآلية الأخيرة فهي استعانة الجزائر بحلفائها التقليديين، خاصة داخل القارة الإفريقية من خلال توكيل وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا. التي دعت مباشرة الرئيس بايدن إلى إلغاء قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه”.
إدارة بايدن تتجاهل المطلب الجزائري
وأشار المحلل المغربي، إلى أنه لا يمكن إنكار أن الإدارة الجديدة أعلنت التراجع عن مجموعة من قرارات ترامب أو مراجعتها أو إعادة دراستها.
وبين أن ذلك يأتي وفق رؤية بايدن وفريقه لمصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ذات الأولوية.
وأضاف: “تم مراجعة الكثير من القرارات الخاصة بترامب بما فيها الموقعة في إطار اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل. دون الإشارة لموضوع الصحراء المغربية”، وفق قوله.
واستبعد بلوان إمكانية التراجع عن القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية لمجموعة من الأسباب الأساسية.
وأهم هذه الأسباب وفق المحلل المغربي، الموقف الذي عبر عنه ترامب صراحة بإعلان رئاسي حول الصحراء.
وأضاف: “هذا قرار دولة تبنته معظم الإدارات السابقة، الديمقراطية والجمهورية، وشكل صلب السياسة الأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية”.
بايدن يختلف عن أسلافه
وبين المحلل السياسي أن إدارة بايدن تختلف مع الإدارة السابقة في جميع القضايا والملفات باستثناء اتفاقات التطبيع التي رحبت بها ودعت إلى دعمها وتوسيع مجالها.
وأكمل: “إذن لا يمكن أن تغامر الإدارة الجديدة بهذا الزخم، خاصة وأن جو بايدن ونائبته كاملا هاريس من أشد المدافعين عن إسرائيل ومن أكبر أصدقائها”.
وبين أنه يتوجب الإشارة إلى أن هناك مجموعة من المناصب الحساسة في إسرائيل يشغلها يهود من أصول مغربية.
وتابع: “رغم وجود بعض الوجوه في فريق بايدن تتبنى توجهات معاكسة لحقوق المغرب ومصالحه المشروعة كمديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور”، وفق تعبيره.
واستدرك بالقول: “إلا أن الغالبية العظمى تتماشى والطرح التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية الداعم للمغرب واعتباره حليفا تاريخيا واستراتيجيا”.
واستطرد: “لا يمكن التغاضي عن دور اليهود المغاربة في جميع أنحاء العالم الذين انخرطوا بكثافة في قضية الصحراء المغربية، وخاصة الولايات المتحدة”.
واستكمل: “أي تقصير في هذا المجال يمكن أن يؤثر على التراكمات الايجابية التي حققها المغرب في سعيه لطي هذا النزاع المفتعل”.
تجاهل أمريكي
وفي وقت سابق تجاهل وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أنتوني بلينكن، الرد على سؤال بشأن موقف إدارة الرئيس جو بايدن من قرار اعتراف الرئيس السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
وتفادى الوزير الأمريكي، في أول مؤتمر صحافي له، الرد عن سؤال صحفي بهذا الشأن. خاصة وأن إدارة بايدن لم تصدر أي تعليق بهذا الشأن حتى اليوم.
ضغوط على أمريكا و بايدن
يأتي ذلك في الوقت الذي يمارس في اللوبي الأمريكي الموالي لجبهة البوليساريو ضغوطا من أجل إلغاء القرار الذي اتخذه ترامب بعد اتفاقية التطبيع المغربية الإسرائيلية.
وباءت محاولات السيناتور جيم إينهوف، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، بالفشل مرتين خلال جلستين للمصادقة على تعيين كل من وزيري الدفاع والخارجية.
وأكد رداً على سؤال بشأن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء والمبيعات العسكرية ومبيعات إف-35 للإمارات العربية المتحدة والمبيعات للمملكة العربية السعودية. إن واشنطن تؤيد الاتفاقيات بشدة.
وأضاف: “نعتبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها والدول الأخرى في المنطقة تطور إيجابي للغاية. لذا أثنينا عليه ونأمل أن تكون. هناك فرصة للبناء عليه في الأشهر والسنوات المقبلة”.
وتابع بلينكن: “نحاول أيضا التأكد من أننا نفهم بشكل كامل أي التزامات قد تم التعهد بها لتأمين تلك الاتفاقيات، ونحن نبحث في هذا الموضوع الآن”.
الجزائر تعلق
في السياق، اعتبرت الصحافة الجزائرية، أن إدارة بايدن تسعى لمراجعة قرار ترامب بشأن الصحراء الغربية. مشيرة إلى تصريحات لوزير خارجيته بهذا الصدد.
كما وسلطت الصحافة الجزائرية الضوء على ما قاله الوزير الأمريكي أمام مجلس الشيوخ، إن بعض الحوافز التي قدمت للدول الأربع. لتحسين العلاقات مع إسرائيل تستحق نظرة فاحصة
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد