طالبت منظمة العفو الدولية من السلطات السعودية، ضرورة الإفراج عن الدكتور محمد الخضري، فلسطيني الجنسية. ويعمل ممثلاً لحركة حماس في الرياض، ونجله هاني المعتقلين بسجون المملكة.
وانتقدت المنظمة حرمان الأب وولده من العلاج، كما التسبب في تراجع حالتهما الصحية بالإهمال.
الخضري يعاني تدهوراً في حالته الصحية
وشددت المنظمة الدولية على أن الدكتور الخضري البالغ من العمر 83 عاماً، والمعتقل في السعودية، يعاني تدهوراً في حالته الصحية بسبب الإهمال الذي يتعرض له.
#Saudi authorities have denied an 83-year-old man and cancer patient access to adequate health care while his health has been steadily deteriorating in detention. His life is at risk and must be released immediately and provided with urgent medical care. https://t.co/KfJCYHpeqe pic.twitter.com/4LJ4mM8BcV
— Amnesty Gulf (@amnestygulf) February 15, 2021
وتابعت المنظمة أن تدهور الحالة الصحية للدكتور الخضري وهو ممثل حماس في السعودية، ناجم عن الإهمال الكبير.
مؤكدة أنه لا يحصل على الرعاية الصحية الكافية، بما في ذلك العناية بقسطرة المثانة، مما أدى إلى تفاقم ظروف الاحتجاز السيئة.
ولفتت المنظمة إلى أن الدكتور الخضري خضع لعملية جراحية، وكان يعالج من مرض سرطان البروستاتا، عندما قامت السلطات السعودية. باعتقاله بشكل تعسفي، مع نجله الدكتور هاني الخضري، بتاريخ الرابع من نيسان/أبريل للعام 2019.
وأضافت أنه بعد عام واحد، قُدِّم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة جماعية شابتها انتهاكات خطيرة على حد تأكيدها.
وشددت “أمنستي” على أن الحالة الصحية للمعتقل الفلسطيني تتدهور باطراد في سجن أبها بالمملكة العربية السعودية.
كما تزايدت المخاوف على صحته مع انتشار جائحة COVID-19 خصوصاً وأنه من فئة كبار السن، الذين يعانون من حالات طبية أساسية.
فقد القدرة على تحريك يده
وقال تقرير “أمنستي” إنه في وقت سابق من العام الجاري 2021، فقد الدكتور محمد الخضري القدرة على تحريك يده اليمنى، وبعض أسنانه. وهو الآن يعتمد على نجله المحتجز معه من أجل إطعامه ومساعدته في السجن.
وفي شهر تشرين الثاني من العام المنصرم 2020، تم نقل الدكتور الخضري ونجله هاني إلى أبها. وهي منشأة تفتقر إلى الأخصائيين الطبيين والرعاية الصحية السليمة التي تحتاجها حالته الصحية.
وتوجهت منظمة العفو الدولية بالخطاب إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. داعية إياه إلى ضمان إسقاط التهم التي لا أساس لها من الصحة ضد الدكتور محمد الخضري والدكتور هاني الخضري.
وأكدت المنظمة على ضرورة إطلاق سراح الأب ونجله.
كما شددت المنظمة على ضرورة نقل الدكتور محمد الخضري بشكل عاجل إلى المستشفى. حيث يكون قادرًا على تلقي الرعاية الطبية المتخصصة العاجلة التي يحتاجها، قبل استكمال إجراءات الإفراج عنه.
ومن جهتها أعلنت حركة حماس في وقت سابق عن اعتقال السلطات السعودية لممثلها في المملكة محمد صالح الخضري، وذلك منذ شهور عديدة. وسط حالة تكتم حول الظروف وملابسات الاعتقال.
وقالت الحركة إن اعتقال الخضري جاء في سياق حملة شملت العديد من المقيمين الفلسطينيين في السعودية. حيث لم يشفع للرجل عمره البالغ 81 عاماً ولا وضعه الصحي.
وتابعت الحركة بأن الخضري يعاني من مرض عضال، وهو ذو مكانة علمية باعتباره أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال الأنف والأذن والحنجرة.
وأضافت الحركة في حديثها حول الخضري: “التزمنا الصمت على مدى خمسة شهور لإفساح المجال أمام الدبلوماسية ومساعي الوسطاء. لكنها لم تسفر عن أي نتائج”.
واستهجن البيان قيام جهاز مباحث أمن الدولة السعودي، باعتقال الخضري المقيم في جدة منذ ثلاثة عقود، حيث كان مسؤولا. عن إدارة علاقة حماس مع المملكة، كما تقلد مواقع قيادية عليا في الحركة.
وأضافت حماس أنه تم اعتقال نجل الخضري الأكبر من دون أي مبرر ضمن حملة شملت العديد من الفلسطينيين المقيمين في المملكة.
وطالبت حماس السلطات السعودية بإطلاق سراح الخضري ونجله وجميع المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
من هو الخضري
ومحمد الخضري بحسب ما قاله شقيقه عبد الماجد (70 عاما)، لوكالة “الأناضول“، من مواليد 1938، تخرج من جامعة القاهرة، من كلية الطب عام 1962.
عاد بعد التخرج إلى قطاع غزة، وعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور قبل أن يغادرها إلى الكويت.
فور وصوله للكويت، عمل “الخضري”، وفق شقيقه، في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق في الجيش الكويتي ليعمل فيه كطبيب.
وبعد فترة، حصل على درجة “الزمالة” من جامعة “إدنبرة” البريطانية، في تخصص أنف وأذن وحنجرة.
واصل الخضري، بعد ذلك، عمله في الجيش الكويتي، كرئيس قسم “أنف وأذن وحنجرة”، وذلك في المستشفى العسكري بالكويت.
وبعد أن غادر الفلسطينيون الكويت عام 1990 (بفعل تداعيات الغزو العراقي)، انتقل الخضري، بحسب شقيقه، إلى عمان.
ويضيف شقيقه:” عام 1992، انتقل الخضري للإقامة في المملكة العربية السعودية، وعمل آنذاك ممثلا لحركة “حماس”، بشكل علني ورسمي. وبعلم السلطات السعودية.
لكنه، غادر هذا المنصب منذ نحو 10 سنوات، بحسب الخضري.
واعتبر “عبد الماجد الخضري”، منصب شقيقه، بمثابة السفير، الذي “يجب أن يكون له احترامه في الدولة التي يقيم فيها”.
وقال إن الخضري “شارك في المقابلة التي جمعت بين الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم الحركة آنذاك أحمد ياسين، عام 1998.
وخلال فترة تمثيله لحركة “حماس”، قال الخضري إن شقيقه كان، وبعلم من السلطات السعودية، يجمع التبرعات للفلسطينيين، كما أنه لم يكن يعمل بالخفاء.
وتابع:” من واجبه نقل صورة المعاناة لأهل السعودية وبالتالي كانوا يقوموا بجمع تبرعات لفلسطين وبعلم الحكومة”.
اعتقال الخضري
واعتقل الخضري فجر الرابع من أبريل/ نيسان 2019، في مدينة جدّة، على يد جهاز مباحث “أمن الدولة” السعودي.
وأبلغ “أمن الدولة” السعودي، الخضري آنذاك، أن الجهاز يريده في قضية صغيرة لفترة زمنية قصيرة، وسيتم إعادته إلى منزله. لكن القيادي الثمانيني المُصاب بمرض السرطان، ما زال قيد الاعتقال.
كما اعتقل الجهاز ذاته، في وقت لاحق من ذلك اليوم، نجل الخضري الأكبر “هاني”، المهندس المحاضر في جامعة “أم القرى” بمكة.
الخضري ونجله، لم يكونا الوحيديْن اللذيْن تم اعتقالهما بدون توجيه تهمة، إذ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “مقره جنيف” إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
اقرأ المزيد حول محمد الخضري
لا يتجاوب مع أي علاج.. محمد الخضري ممثل حماس يصارع الموت في سجون السعودية
هآرتس: الأحكام بحق المعتقلين الفلسطينيين “مهر” محمد بن سلمان لتعزيز علاقته مع إسرائيل
اختطفوه بعد صلاة الفجر.. من هو “الخضري” القيادي بحماس .. ولماذا زجّت به السعودية في سجونها؟
(شاهد) الفيديو الذي تسبب باعتقال مقيم فلسطيني في السعودية بتهمة الإساءة لولاة الأمر