تخوفات في الرباط .. هل يفعلها بايدن ويلغي قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية؟!

كشف كونراد تريبل، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مدريد بإسبانيا، عن إجراء الولايات المتحدة مباحثات مع أطراف متعددة حول ملف الصحراء الغربية.

الموقف لم يحدد بعد

وأوضح تريبل، وفق صحيفة “الباييس” الإسبانية، أن بلاده لم تحسم موقفها بشأن التراجع عن قرار اعتراف الرئيس الأمريكي. السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء.

وحسب الصحيفة، فإن دولتين تلعبان دوراً رئيسياً في هذه المشاورات هي فرنسا وإسبانيا. لافتةً إلى أن هناك توجه بالإبقاء على القرار ولكن سيكون مشروطاً بشروط سياسية.

وكان ترامب قد اعترف بمغربية الصحراء في قرار له يوم 10 ديسمبر الماضي، وتعهدت وزارة الخارجية الأمريكية. بفتح قنصلية لها في مدينة الداخلة أقصى جنوب الصحراء.

وقام السفير الأمريكي بزيارة المدينة، ونظمت الخارجية المغربية ونظيرتها الأمريكية لقاء عبر فيديو كونفرس. شاركت فيه عشرات الدول حول ملف الصحراء وفرص الاستثمار في المنطقة.

ومنذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض وبدء مراجعته لقرارات سلفه في ملفات كثيرة.

ومن هذه الملفات: حرب اليمن والملف النووي الإيراني ونوعية العلاقات مع السعودية والإمارات العربية، فيما تعيش. المغرب حالة ترقب حول ملف الصحراء، وإمكانية مراجعة قرار ترامب أو الحفاظ عليه.

إسبانيا تهتم بالقضية

وقال الدبلوماسي الأمريكي: “ندرك أهمية الموضوع لإسبانيا. إنه واحد من القضايا التي تجري دراستها. هناك مباحثات. مع جميع الفاعلين في إطار الأمم المتحدة”.

واستدرك بالقول: “لكننا لم نتخذ بعد أي قرار. وزير الخارجية بلنكين صرح أنه يريد معرفة السياق والالتزامات المحيطة بالقرار”.

وتابع: “كل ما أؤكده أن الإدارة الجديدة تجري المباحثات مع الحلفاء ودعم المؤسسات المتعددة الأطراف. مثل الأمم المتحدة، وكل قرار سيتم اتخاذه سيكون في هذا الإطار”.

مباحثات أمريكية غربية

وتجري وزارة الخارجية الأمريكية مباحثات مع الدول الغربية للخروج بموقف موحد ومع الأطراف الأخرى. مثل الأمم المتحدة والدول المعنية بالنزاع مثل المغرب والجزائر وموريتانيا علاوة على حركة البوليساريو.

وعلاقة بالغرب، تركز المباحثات مع فرنسا وإسبانيا. وتميل الأولى إلى دعم مغربية الصحراء، وبالتالي الإبقاء على قرار. ترامب مع تطويره ليكون مدخلاً لحل نهائي للنزاع.

بينما تتحفّظ إسبانيا على قرار ترامب وأعلنت معارضته وإن كانت قد أبدت بعض المرونة مؤخرا تفاديا لتأزيم العلاقات مع المغرب.

وفي وقت سابق، أشارت صحيفة “القدس العربي”، وفق معطيات حصلت عليها، إلى المعلومات نفسها التي قدمها. القائم بالأعمال كونراد تريبل في حواره مع صحيفة الباييس.

وحسب الصحيفة، فإنه يوجد انقسام وسط الدبلوماسية الأمريكية بين مؤيد للإبقاء على قرار ترامب الاعتراف. بسيادة المغرب على الصحراء.

ويأتي ذلك بحكم صفة الشريك التاريخي التي يتمتع بها المغرب في أعين الأمريكيين.

وحسب الصحيفة: “يركز هذا الفريق على أن القرار قد يكون مدخلا للاستقرار في المغرب العربي وحلّ هذا النزاع الذي. دام أكثر من خمسة عقود. وبين معارض للقرار ووصفه بخرق القانون الدولي كما ذهب إلى ذلك وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر مستعرضا رؤيته في مقال بصحيفة “واشنطن بوست”، ومطالبا بضرورة التراجع عنه.

وقبل مزعالجة مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء خلال أبريل/ نيسان المقبل، ستكون واشنطن قد بلورت موقفها. في هذا الشأن بالاستمرار في الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء من عدمه.

وتفيد المعطيات التي أشارت إليها سابقا “القدس العربي” بترجيح الإبقاء على الموقف مع ربطه بشروط واضحة. تتعلق بضرورة التزام الرباط احترام حقوق الإنسان وتحديد أجندة واقعية وواضحة لتطبيق الحكم الذاتي في الصحراء.

لكن تصريحات هذا الدبلوماسي تترك كل شيء معلقا بعدما قال إن كل قرار سيكون بالتشاور مع الحلفاء والأمم المتحدة. وكانت هذه الأخيرة قد انتقدت قرار ترامب بينما الدول الغربية لم تسايره باتخاذ قرار مماثل.

الكونجرس يطالب بإلغاء الاعتراف

وقبل عدة أيام، طالب 27 نائبا في الكونغرس، الرئيس الأميركي، جو بايدن، بإلغاء قرار سلفه دونالد ترامب حول الصحراء الغربية.

وحث النواب، في رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي، على إعادة التزام الولايات المتحدة بالسعي لإجراء استفتاء. على تقرير المصير للشعب الصحراوي في الصحراء الغربية.

واعتبر النواب الموقعون أن قرار ترامب هو بمثابة “قصر نظر”، كما جاء في الرسالة التي نشرها السيناتور جيم إينهوفي. عبر حسابه على تويتر.

ووصف الخطاب قرار ترامب بأنه قد أدى إلى تقويض “عقود من السياسة الأميركية المتسقة، وأبعد عددا كبيرا من الدول الأفريقية”.

كما قالت الرسالة “إننا نحثكم بكل احترام على عكس هذا القرار المضلل، وإعادة التزام الولايات المتحدة بالسعي لإجراء. استفتاء على تقرير المصير الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية “.

البوليساريو تُعلق

وفي السياق، قال ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، إن “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. تنتظر موقفاً حازماً من الدولة الإسبانية اتجاه القضية الصحراوية”.

ودعا العرابي، في تصريح صحفي، مدريد إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية اتجاه الشعب الصحراوي.

كما أضاف: “على إسبانيا تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية اتجاه الشعب الصحراوي، لتصفية آخر استعمار في القارة الافريقية”.

وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الإسبانية، رانشا غونزاليس لايا، بخصوص تسوية القضية الصحراوية. في إطار الأمم المتحدة “شيء إيجابي لكنه غير كاف”.

وتابع: “الدولة الإسبانية “لديها دور فعال ومن الممكن أن تقود مبادرة اتجاه حل سياسي وعادل” للقضية الصحراوية”.

وشدد على أنها يمكن أن “تدفع في اتجاه تسوية قانونية للمشكل الذي طال أمده من خلال دعم تطبيق قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث