فشل مفاوضات المصالحة بين السعودية وتركيا وابن سلمان يطلق حملة لمقاطعة المنتجات التركية

تصعيد سعودي جديد ضد تركيا

في تصعيد سعودي جديد ضد تركيا، دعت ما تسمى بـ “الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا” في السعودية، إلى التخلي الكامل عن أي من المنتجات التركية.

“توسع العداء التركي”

واعتبرت الحملة، في بيان صحفي، الليلة الماضية، أن الاستمرار في بيعها سيكون غير مقبول خاصة في ظل “توسع العداء التركي”، وفق تعبيره.

https://twitter.com/ThePCBT/status/1363536488361844739

وقالت الحملة: “مضى على انطلاق الحملة الشعبية المباركة لمقاطعة المنتجات التركية نحو 4 أشهر، تجاوبت. خلالها مشكورة العديد من الشركات والمتاجر والأسواق. وأكد بعضها عبر بيانات رسمية أنها ستقوم بتصريف البضائع التركية المتوفرة بالمخازن والمستودعات لحين انتهاء الكمية”.

منعطف جديد في الحرب المتصاعدة بين الجانبين

وتابع البيان: “اليوم تدخل الحملة الشعبية منعطفاً مهماً لن يكون فيه مقبولاً على الإطلاق استمرار أي متجر. في عرض وبيع أي منتج تركي تحت أي ذريعة كانت”.

واعتبر مروجو الحملة أن “الفترة الماضية كانت كافية لتصريف البضائع التركية ووقف التعامل الكامل مع أي منتج. أو مستورد تركي نهائياً. وصولاً لهدف الحملة الرئيس المتمثل في الشعار “صفر تعامل مع تركيا”.

وأضاف البيان: “وجود أي متاجر اليوم تعرض البضائع التركية هو بمثابة عدم التزام بالبيانات الإعلامية التي أصدرتها. خلال انطلاق الحملة الشعبية”.

وزعم البيان، أن ذلك محاولة التفاف على تعهداتها السابقة الصادرة في أكتوبر 2020. واستخفاف بالمستهلك. الوطني الواعي والمحب لوطنه، والذي يرفض التعامل مع أي دولة تعادي وطنه وقيادته”.

وأردف: “لا نملك اليوم مع استمرار وتوسع حالة العداء التركي وإعلانهم رسميّا خريطة أطماعهم في المنطقة إلا مقاطعة. أي متاجر تتعامل مع تركيا وتبيع منتجاتها، وعدم التعامل معها نهائيا”.

وأكمل: “كما قلنا وأكدنا مرارا الوطن والقيادة خط أحمر، لا يقبل المساس به”.

الحملة انطلقت في أكتوبر الماضي

وأعلنت منذ أكتوبر 2020 مجموعة واسعة من المؤسسات والشركات السعودية العاملة في القطاعات التجارية. والصناعية المختلفة انضمامها إلى مقاطعة المنتجات التركية.

واعتبر ذلك أكبر استجابة من نوعها للحملة التي تحظى بدعم علني من قبل بعض المسؤولين وأعضاء العائلة الحاكمة. ووسائل الإعلام شبه الرسمية في المملكة.

وتشهد العلاقات بين تركيا والسعودية توتراً منذ سنوات بسبب قضايا في السياسة الخارجية، خاصة بعد مقتل الصحفي السعودي. جمال خاشقجي، يوم 2 أكتوبر 2018 في قنصلية المملكة باسطنبول.

وتحتل السعودية المركز الـ15 في قائمة أكبر أسواق الصادرات التركية، حيث بلغت مبيعاتها التي يتصدرها السجاد والمنسوجات. والكيماويات والحبوب والأثاث والصلب، 1.91 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2020.

وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 17% عن عام 2019 حيث وصل هذا المؤشر في حينه 2.3 مليار دولار.

تفاصيل مفاوضات المصالحة بين البلدين

وفي سياق ذي صلة، كشف مصدر مطلع، وجود توتر بالمفاوضات بين النظام السعودي وتركيا، لافتاً إلى أن التوتر. ساد في المرحلة الأخيرة بعد مساعي لإصلاح العلاقات المتدهورة بين الطرفين.

وقال المصدر، وفق موقع “ويكليكس سعودية”، إن الملك سلمان ومن ورائه نجله ولي العهد محمد يحاولان. تسرّيع مفاوضات المصالحة مع تركيا.

وأشار المصدر، إلى أن ذلك سعياً لإنهاء ملف جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018.

وأكد المصدر أن بن سلمان يحاول إقناع تركيا لإغلاق هذا الملف في محاولة لتهدئة غضب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أردوغان يتمسك بشروطه

وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المقابل يتمسك بشروط صعبة ضد المسؤول عن جريمة القتل داخل. الأراضي التركية، وذلك في إشارة لولي العهد.

وأكد المصدر أن بن سلمان يشعر بالغضب من موقف تركيا وتمسكها بمبادئها، ما دفعه لتصعيد حملة المقاطعة ضد المنتجات التركية.

وسبق أن قالت مصادر سعودية إن المملكة تتجه حاليا نحو إتمام المصالحة مع تركيا وذلك بعد إحراز تقدم. في ملف المصالحة الخليجية.

وذكرت المصادر، أن الملك سلمان أمر خلال يناير الماضي، بتشكيل لجنة سعودية تتولى ملف المصالحة مع تركيا.

وأشارت إلى أن وفد سعودي رفيع المستوى غادر الرياض لزيارة أنقرة وبحث تعزيز العلاقات مع البلدين

مناخ إيجابي

وحسب وكالة “الأناضول” التركية، فقد تبدو أن العلاقات التركية السعودية لن تعود إلى سابق عهدها خلال فترة قصيرة. ومع هذا فإن المستجدات التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة شكلت مناخا إيجابيا بين البلدين.

وحسب الوكالة، فإنه مع التأكيد على ضرورة اتخاذ حكومتي البلدين خطوات بناءة خلال هذه المرحلة، فإنه يجب. تدعيم هذه الخطوات بتوقف الحكومة السعودية عن السعي وراء مزيد من المغامرات. وتغليب “عقل الدولة” قبل كل شيء.

وأضافت: “تصاعد توتر العلاقات بين البلدين مع انطلاق ديناميكيات مرحلة “الربيع العربي”، وتفاقم التوتر جراء عدد من المستجدات التي وقعت خلال السنوات الخمس الأخيرة”.

وأكملت: “مما لا شك فيه أن أبرز أسباب توتر هذه العلاقات متعلق بالنهج الذي اتبعه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. الذي صعد لهذا المنصب عام 2017 بعد عامين من تولي والده الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد العرش في 2015”.

واستكملت: “اتبع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سياسات لترسيخ سلطته، وانتهج سياسات المغامرة عبر انجراره وراء دولة الإمارات”.

وأشارت إلى أنه يمكن أن توفّر تغير التوازنات في المنطقة واتخاذ عدد من الخطوات الدبلوماسية مع جلوس جو بايدن. على كرسي الرئاسة الأمريكية، فرص التقارب بين تركيا والسعودية مجددا.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى