يبدو أن تطبيع المغرب مع إسرائيل لم يكن شكليا فقط مقابل اعتراف أمريكا بسيادته على الصحراء، حيث وصل التطبيع المغربي. مع الاحتلال لمجالات مختلفة آخرها المجال الطبي.
وفي هذا السياق كشف حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لخارجية الاحتلال على تويتر، تفاصيل اتفاقية جديدة بين المغرب وإسرائيل.
https://twitter.com/IsraelArabic/status/1363918862614491136
وذكر الحساب في تغريدة له رصدتها (وطن) أنه تم توقيع اتفاقية تعاون بالمجال الطبي بين مستشفيين إسرائيلي ومغربي.
وفي التفاصيل فقد وقع مستشفى “رمبام” في حيفا مع مستشفى الأطفال بالرباط، على اتفاقية تعاون طبي لعلاج أطفال مصابين بالسرطان.
وأوضح الحساب التابع لخارجية الاحتلال أن هذا الاتفاق، سيشمل خلاله التعاون “تبادل الزيارات، والمخزون المعرفي، والاستشارات الطبية”.
وذلك بخصوص علاج السرطان.
التطبيع بين المغرب وإسرائيل
وكانت المغرب قد وقعت في ديسمبر/كانون الأول المنصرم، على إعلان يتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينها وبين إسرائيل. وذلك من أجل خدمة السلام في المنطقة وتعزيز الأمن الاقليمي، وفق ما ذكرت حكومة المغرب وقتها.
وتأتي خطوة المغرب ضمن مسلسل بدأته الإمارات بتوقيعها اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في أغسطس/آب 2021. لتتبعها بعدها البحرين والسودان والمغرب.
واعتبرت القيادة الفلسطينية هذه الخطوات العربية بمثابة تحدِ جديد يضاف إلى التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني. ويناضل من أجلها منذ عقود لنيل حقوقه الوطنية والسياسية بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشهدت الأوقات التي تلت توقيع الاتفاقيات تلك، مسلسل من التعاون على كافة المستويات بين البلدان الموقعة وإسرائيل.
حيث خرج نتنياهو يتباهى بهذا الذي وصفه “بالإنجاز” على حساب العرب والمسلمين.
طباخ إسرائيلي يبعث برسالة لملك المغرب محمد السادس
وقبل يومين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بقصة الطاهي الإسرائيلي المنحدر من أصول مغربية وجزائرية آفي ليفي. والذي يعبر بشكل مستمر عن رغبته بعمل مأدبة طعام على شرف الملك المغربي محمد السادس.
وبحسب ما نشره موقع “هسبريس” المغربي يعتبر ليفي من أشهر الطباخين في إسرائيل.
ونشأ آفي في عائلة وافدة من المغرب والجزائر، مثل كل سكان دولة الاحتلال الذين تم جمعهم من شتات الأرض لإقامة كيان لهم.
وتعلم ليفي من جدته وأمه فنون الطبخ، واستقى منهم شغفه في صنع المأكولات.
وفاز إيفي في وقت سابق بلقب “ماستر شيف رقم واحد في إسرائيل”. مما أوصله لكسب تعاطف جماهيري واسع النطاق داخل الأرض المحتلة.
وقام ليفي ذو الأصول المغاربية بفتح مطعم لتقديم الوجبات المغربية والجزائرية في مدينة القدس عاصمة الشعب الفلسطيني.
ويحلم الآن بأن يقوم بعمل أطباق ضمن مأدبة، على شرف ملك المغرب محمد السادس.
وشهد ليفي عام 2018، تحقيق أحد أحلامه، حين تمت استضافته في مقر البرلمان المغربي، وقام بعمل وجبة عشاء احتفالية بأعضاء. من البرلمان في غرفتي المؤسسة التشريعية نفسها.
وعلق ليفي حينها حول هذا اللقاء في البرلمان المغربي بالقول: “أنا متحمس جدا. كان لقاء مدهشا بالفعل. خصوصا أنه قد تم استقبالنا بكل حفاوة”.
وأضاف ليفي خلال مقابلة له مع القناة الإسرائيلية الثانية عشر: “كانت لدي مخاوف؛ وفي النهاية التقيت بأناس رائعين. لم أصل البلاد برسالة سياسية، ولكنني زرتها حاملا الطعام”.
وتتزامن طموحات ليفي الطباخ الإسرائيلي، مع استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق تقارب. تاريخي مع المغرب، مع العمل في نفس الوقت على تعزيز التعاون في المجالات السياحية والثقافية والاقتصادية.
تطور العلاقات المغربية الإسرائيلية
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية قد كشفت عن اجتماع جرى عقده مستشارا حزبان في البرلمان المغربي، مع عضو الكنيست الإسرائيلي رام بن باراك.
وقالت الصحيفة أن كلا من النائبين المغربيين محمد البكوري المستشار عن حزب التجمع الوطني للأحرار. وعبد الكريم الهمص المستشار. عن حزب الأصالة والمعاصرة “المعارض”، أجريا اجتماعاً من النائب الإسرائيلي بن باراك.
ودعا بن باراك النائبين المغربيين لزيارة إسرائيل.
أعضاء الكنيست متحمسون لزيارة المغرب
كما أشار إلى أن أعضاء الكنيست الإسرائيليين متحمسون لزيارة المغرب، وأن العلاقة بين البلدين بالغة الأهمية، بحسب الصحيفة.
واقترح “بن باراك” عديد من المجالات للتعاون المشترك بين البلدين في المستقبل، بما في ذلك ملف الحرب على الإرهاب والتجارة. والاقتصاد والثقافة.
وأضاف: “نحن حريصون على إقامة العلاقات معكم”.
ومغربيا أعرب النائب محمد البكوري، عن سعادته للقاءه النائب الإسرائيلي بن باراك.
وأشار البكوري إلى أن هذه مناسبة جيدة لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معتبراً أن المغرب تتمتع بعلاقة خاصة مع إسرائيل”.
من جهته، أوضح “عبدالكريم الهمص” أن الاجتماع كان “تاريخيا” كما وصفه.
قال الهمص أن الاجتماع هذا سيكون “أساسا للتعايش بين البلدين”، في حين اعتبر “بن باراك” أن كلمات النائبين المغربيين “تثلج الصدر”.
وجاءت هذا اللقاء بين الأطراف المذكورة على هامش اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
والتي يشارك فيها النواب الثلاثة، وعقدت في وقت لاحق يوم الخميس الماضي.
لقاءات مكوكية
ويشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها برلمانيون من المغرب مع نظرائهم من دولة الاحتلال، عقب استئناف العلاقة بين الجانبين في ديسمبر الماضي.
وفي العاشر من ديسمبر 2020، أعلنت كل من المغرب وأمريكا وإسرائيل، استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
والتي كانت قد توقفت عام 2000، إبان انطلاق انتفاضة الأٌقصى التي فجرتها زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أرئيل شارون. للحرم القدسي بمدينة القدس الشريف، العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني.
وقام رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني بالتوقيع نيابة عن المغرب في 22 ديسمبر، على ما أسموه “إعلاناً مشتركاً” بين كل من المغرب. وإسرائيل والولايات المتحدة، بالعاصمة المغربية الرباط.
وتمخض عن الاتفاق بين الطرفين مواصلة التعاون في عديد من المجالات، وفتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.
وجاء استئناف المغرب لعلاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي تباعاً بعد ذهاب كل من الإمارات والبحرين والسودان نحو هذا المربع. الذي بدأته الإمارات في أغسطس 2020، برعاية أمريكية.
واعتبرت القيادة الفلسطينية الخطوات العربية تلك بمثابة طعنات غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني ونضاله الممتد لعقود.
وطالبت القيادة الفلسطينية من كافة الدول الأربعة المطبعة، بضرورة وقف هذه الخطوات لما لها من أبعاد تضر بمشروع الشعب الفلسطيني. بنيل دولته المستقلة كاملة السيادة، على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وفقاً للمبادرة العربية.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد