أكد وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أن بلاده ستوقع اتفاقية مع السعودية لتسليمها نظام صواريخ باتريوت ونصبه وتشغيله في أراضي المملكة.
سلاح دفاعي وليس هجومي
وأشار الوزير اليوناني إلى أن ذلك سيكون بالإضافة إلى نشر قوات يونانية أيضاً، فيما ذكرت صحيفة محلية أن هذا الاتفاق وشيك. دون تحديد موعد.
وأضاف “دندياس” أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اليوناني، أن هذا السلاح “ليس سلاحاً هجومياً، بل هو سلاح دفاعي”.
سياسة عدوانية
وبحسب وسائل إعلام يونانية؛ شدد الوزير على أن بلاده “لم ولن تتبع سياسة عدوانية أبداً”.
وقالت صحيفة “إكاثيميريني” اليونانية، إنه بمقتضى الاتفاق الذي اقترب موعد توقيعه، “ستنشر أثينا قواتها على أراضي. المملكة العربية السعودية في حدود التعاون بشأن نصب وتشغيل الصواريخ المذكورة”.
وأفادت الصحيفة بأنه “لا تزال التفاصيل الفنية المتعلقة بنقل الصواريخ ونشرها وتكلفتها ومسؤوليتها التشغيلية. بحاجة إلى تسوية من أجل إتمام إبرام الاتفاقية”.
وجاء ذلك، بعد أسابيع من اتفاق وزارتي خارجية البلدين خلال زيارة وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” لأثينا. على تعزيز القدرات العسكرية الجوية للرياض. في ظل الهجمات التي تعرضت لها منشآت شركة “أرامكو” النفطية، عبر صواريخ ومسيّرات جماعة الحوثي في الأشهر الأخيرة. بحسب الصحيفة.
اتفاق دفاعي
ومنتصف الشهر الماضي، قالت وسائل إعلام يونانية، إنه من المرجح أن تتوصل أثينا والرياض إلى اتفاق دفاعي. يتم بمقتضاه تسليم القوات المسلحة اليونانية إلى نظيرتها السعودية نظام صواريخ باتريوت.
ووفق الصحيفة، يعود هذا التوجه اليوناني نحو التعاون العسكري مع السعودية إلى الضغوط الأمريكية لدفع أثينا. إلى الوجود عسكرياً في منطقة الخليج.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن اليونان رفضت مرتين الاستجابة لمطالب واشنطن بإرسال فرقاطة إلى مياه الخليج. لتعزيز الوجود العسكري البحري لواشنطن وحلفائها في المنطقة تحت القيادة الأمريكية.
علاقات سعودية تركية متوترة
وتأتي تلك الأنباء، بالتوازي مع استمرار توتر العلاقات السعودية التركية وإن كان شهد بعض الحلحلة، حيث يمثل تقارب. الرياض مع أثينا، إزعاجا لتركيا.
خصوصا بعد اعتراض اليونان ومصر وقبرص اليونانية على توقيع الحكومة التركية، وحكومة الوفاق الوطني الليبية. في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مذكرتي تفاهم تنص أولاهما على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين. بدأت تركيا على إثرها التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص التركية.
وجاء توتر العلاقات السعودية التركية، على خلفية عدة قضايا، أبرزها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. ومطالبة تركيا بالكشف عن الآمر الحقيقي بتنفيذ عملية الاغتيال، والذي تشير تحقيقات إلى أنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تركيا واليونان
وعاد التوتر بين تركيا واليونان مجدداً، بعد إرسال أنقرة سفينة أبحاث جديدة شمال بحر إيجه، يستمر نشاطها. حتى الثاني من آذار/ مارس المقبل.
وأخطرت البحرية التركية، قبل أيام، بأن سفينة الأبحاث “تشيشمي” ستجري مسحا بحريا في 18 شباط/ فبراير. حتى 2 آذار/ مارس المقبل في شمال بحر إيجة.
واتهمت مصادر عسكرية تركية، اليونان بتصعيد التوتر بعد ممارسة العديد من الأنشطة في بحر إيجة بدءا من المناورات. وحتى مهام الغواصات منذ انطلاق المحادثات الاستشكافية بين البلدين.
وبعد غياب لـ5 سنوات، شهدت ولاية إسطنبول، الجولة الـ61 الاستشكافية بين تركيا واليونان، في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي. على أن تجرى جولة أخرى في آذار/ مارس المقبل.
وتقول اليونان، إن النشاط البحري التركي الجديد في إيجة، “غير ضروري ولا يساعد في خلق مشاعر إيجابية”. فيما قامت بتقديم شكوى عبر خارجيتها لنظيرتها التركية.
ويشير اليونانيون، إلى أنه بالرغم من أن السفينة تعمل في المياه الدولية، فإن مسؤولية إصدار إخطارات بحرية في ذلك. الجزء من بحر إيجة من اختصاص اليونان.
الدفاع التركية
وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية إن سفينة الأبحاث “تشيشمي” ستقوم بدراسات علمية وتقنية في شمال بحر إيجة. لغاية 2 آذار/ مارس في إطار برنامج سنوي مخطط له مسبقًا. لا يشمل قاع البحر وستجرى الدراسات بما يتوافق تماما مع “اتفاقية برن” لعام 1976.
وذكرت أن سفينة الأبحاث “HS Naftilos” التابعة للقوات البحرية اليونانية قامت بدراسات مشابهة في مناطق بحرية. شملت المياه الدولية شمال وغرب جزيرة “ميديلّي” وشمال جزيرتي “صاقز” و”أهيكيريا” خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر 2020.
وأكّدت أن سفينة الأبحاث “AEGAEO” اليونانية قامت أيضا بدراسات تحت الماء في مناطق بحرية شملت المياه الدولية. بين جزيرة “كريت” وشبه جزيرة “مورا” في الفترة التي أعقبت 25 يناير تاريخ انطلاق “المحادثات الاستشارية” بين تركيا واليونان.
ولفتت إلى أن اليونان تواصل في الوقت الراهن دراسات تحت الماء أطلقتها شمالي “كريت” عبر إصدار إخطار نافتيكس. (للبحارة) بتاريخ 18 شباط/ فبراير الجاري ومن غير المعروف متى ستنتهي.
وأكّدت أن تصريحات اليونان بأن تركيا تمارس أعمالا تصعد التوتر في المنطقة، لا تعكس الحقيقة وقد صدرت بغية تضليل. الرأي العام الدولي بطريقة علنية. في هذه الفترة التي تتواصل فيها المحادثات الاستشارية بين البلدين، وأن تركيا تتابعها بأسف واستغراب.
واعتبرت أن هذه التصريحات دليل صريح على موقف اليونان الذي لا يتمتع برغبة لحل المشاكل عن طريق المفاوضات والحوار. ويؤدي إلى التوتر وغير قابل للتفاهم.
وأشارت المصادر إلى أن اليونان أجرت منذ 25 يناير مناورات “البرق-21” بمشاركة 20 سفينة وعدد كبير من العناصر الجوية. في منطقة شملت المياه الدولية شمال غربي جزيرة “إسكيري”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد