كشف خالد ياسر الشمري، والد الطفل “البدون” علي الشمري (11 عاماً)، والذي أثار خبر انتحاره أمس الثلاثاء غضباً واسعا في الكويت. ملابسات وأسباب إقدام طفله على قتل نفسه.
العوز والحاجة
وقال والد الطفل علي الذي دُفن عصر أمس في مقبرة الصليبيخات، إن العوز والحاجة السبب في فقدان فلذة كبده. مضيفاً في حديثه لصحيفة “الراي” الكويتية: “كثيراً ما كان علي يراني أتألم عندما يطلب وإخوانه شراء ألعاب أو ملابس أو هاتف أو آيباد. كحال أقرانهم، فأرد عليهم والألم يعتصر قلبي (والله يا يبا ماعندي)”.
وأشار والد الطفل البدون إلى أنه يعمل براتب 150 ديناراً (495 دولار أمريكي)، وأنه منذ 3 أشهر لم يتسلم منها شئ. رغم أنه يعيل زوجته وأطفاله الستة.
وحول أسباب انتحار الطفل علي، قال والده: “قبل انتحاره بيوم، طلب مني 12 ديناراً (40 دولار) ليُحضر بلاي ستيشن من ورشة التصليح. إذ إنه محتجز منذ أسابيع ولا أملك المبلغ لتسلمه، وقلت له أنني سأعطيه حين يتوفر معي”.
علي الشمري: لن أدعك تحتاج أحد
وتابع الأب: “رد عليا بقوله، أعلم يا أبي أنك تعمل وتتعب من أجلي أنا وإخوتي، ودائماً ما تذكر لنا أن العوز كسر ظهرك، لكني. بإذن الله لن أدعك تحتاج أحداً”.
واستطرد الأب: “قام وقبل رأسي، ثم قبله مرة أخرى وقال هذه لأمي حتى لا تحزن، وذهب للنوم في غرفته”.
في الساعة 2:30 صباحاً، تفاجأ الأب بصوت نجله الآخر يصرخ قائلاً (الحق أخوي علي مات)، فذهب الأب بحسب روايته لغرفة علي. وإذا به معلّق في سلك خاص بوحدة التكييف، ولم يستطع تحمل المنظر وسقط بجانبه.
الطفل علي الشمري متفوق في دراسته
وتحدث عم الطفل عن اللحظات التي تبعت لحظة العثور عليه، وقال: “نقله والده إلى مستشفى الفروانية، حيث وصل ميتاً وتم. نقله للأدلة الجنائية، وتسلمنا الجثة وتصريح الدفن حيث ووري الثرى عصر أمس”.
وأكد عم الطفل البدون، أن علي يدرس في الصف السادس، ومتفوق ومطيع ومحب لوالديه وملازم لهما. منوهاً إلى أن علي تأخّر هذا العام في دخول المدرسة لعدم تجديد بطاقة والده بسبب مديونية.
وقال عم الطفل: “لا نعلم إلى متى ستستمر هذه المعاناة ويكفي ما حصدته من أرواح لا ذنب لها إلّا أنها ولدت في هذه الأرض. ولا وطن لها غير الكويت، حيث فقدت روح طفل قبل يومين من الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده وترك الأعلام التي كان فرحاً بها وهي خفاقة فوق منزله”.
النواب ينتفضون بعد حادثة انتحار طفل بدون
هذا وقد أثار انتحار الطفل البدون علي الشمري ردود فعل نيابية، حذروا من خطورة الوضع وشدّدوا على ضرورة إيجاد حل لقضية البدون.
ومنهم النائب صالح الشلاحي الذي أكد أنه سيتقدّم بطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، لبحث أسباب انتحار الطفل.
وقال الشلاحي في تصريح صحفي عن البدون: “هؤلاء الناس الذين يعيشون بيننا يجب أن نعطيهم على أقل تقدير حياة كريمة. وأنا أعلم أنهم يريدون الجنسية وكثير منهم، ولكن نحن نعيش مأساة حقيقية يجب التعامل معها الآن”.
و قال النائب فرز الديحاني: “الاستمرار في هذا الوضع المأساوي سيفجّر قنبلة موقوتة خسائرها فادحة”.
لا أفق للبدون في الكويت
بينما طالب النائب عبدالكريم الكندري لجان المجلس بإنجاز قوانين حل قضية البدون لرفع الظلم عمَنْ “باتوا يفضّلون الموت على مشقة الحياة. بحسب تعبيره.
وقال النائب أحمد الحمد: “انتحار طفل من أهلنا الكويتيين البدون دلالة جديدة على الحالة التي وصلت إليها هذه الفئة بعد المعاناة. واليأس وانعدام أي أفق للتغيير في المستقبل”.
محاسبة الحكومة
وطالب النائب مرزوق الخليفة بمحاسبة الحكومة، وقال: “عندما ينتحر طفل بدون يعيش حياة الجحيم، فهذا يعني أن الحكومة. عليها أن تدفع الثمن وتُحاسَب لأنها هي التي وضعته تحت وطأة الحرمان من دون ذنب اقترفه”.
ورأى النائب مهند الساير أن انتحار طفل بدون يعبّر عن عمق الكارثة الإنسانية التي يحملها هذا الملف. مضيفا: “الأزمة ليست أزمة قوانين أو إثبات مواطنة”.
وتحدث النائب فايز الجمهور عن حكم الانتحار، وقال: “لا شك أن الانتحار محرّم، ولكن ما أسبابه بين إخواننا البدون؟ إنه التضييق في الحياة. لا عمل ولا سكن ولا زواج”.
كلام الطفل أكبر من عمره
وأكد النائب السابق مبارك النجادة أنه يعلم الظروف المعيشية التي تمر بها عائلة الطفل علي، وكتب: ” الأطفال في سنه من ألعاب. وامام العوز وضيق الحال وتكرار التعذر من الاب عن شراء أبسط الاشياء كبر (علي) من خلال همه أكبر من عمره المفترض، وكان في اليومين الماضيين يتكلم كلاماً. بالفعل أكبر من عمره كلام من ذاق مرارة الحياة فصار يتكلم وكأنه ابن ستين عاماً وليس ابن الحادية عشر”.
https://twitter.com/Mubarkalnajadah/status/1364316855809298436
وغرد النائب ثامر السويط: ” نحن لم نقتل الطفل، اطلاقاً.. فقط طاردناه في المدرسة والمستشفى والمرور والجوازات والجهاز المركزي. والشارع وأغلقنا في وجهه كل أبواب الحياة.. ثم أعطيناه حبل مشنقة صغير !! فلا حول ولا قوة إلا بالله”.
https://twitter.com/ThamerAlsuwait/status/1364166576816218114
انتحار طفل بدون
وأثار خبر انتحار الطفل البدون علي الشمري غضباً واسعا بتويتر، ليتصدر وسم عن الحادثة التريند الكويتي خلال وقت قياسي تحت. وسم “انتحار طفل بدون”. عبر خلاله الناشطون عن صدمتهم وتضامنهم مع البدون، موجهين. انتقادات حادة للمسؤولين بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها هذه الفئة.
وذلك بعد تلقي عمليات الداخلية بلاغاً يفيد بانتحار طفل. (11 عاما) من فئة غير محددي الجنسية في منطقة الصليبية بمحافظة الجهراء في الكويت.
وتكررت حوادث انتحار أفراد من فئة غير محددي الجنسية “البدون” في الآونة الأخيرة، مما أثار جدلا واسعا في الكويت.
ووفقاً لأحدث تقرير من منظمة هيومن رايتس ووتش، يبلغ عدد البدون في الكويت حوالي 100 ألف شخص. ونظراً لـ “عدم قانونية” إقامة البدون في الكويت، يعانون من الحرمان من الحقوق التي يتمتع بها المواطن الكويتي.
ويقوم “الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية” بإصدار بطاقات أمنية للبدون، على أن يتم تجديدها. دورياً من قبل الجهاز، ولا تعتبر هذه البطاقة هوية شخصية لحاملها، وفقاً لوصف الجهاز نفسه.
وكان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح قد أصدر مرسوماً سنة 1999 يقضي بمنح الجنسية لـ2000 من. البدون سنوياً، لكن وفقا لتقارير إعلامية “لا يستفيد البدون من هذا القانون بسبب قيود تحد من تطبيقه”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد