نفذت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، أمس الخميس، أول ضربة جوية لها في الأراضي السورية في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن. وذلك بقصف مواقع إيرانية في سوريا رداً على هجمات أربيل.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية ومحلية سورية ان الغارات الأمريكية في شرق سوريا أوقعت 17 قتيلا.
هجوم بأمر من بايدن
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أن مقاتلاتها شنت غارات على منشآت عسكرية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في شرق سوريا.
وحسب “البنتاغون”، فإن ذلك جاء فيما اعتبر رداً على هجمات صاروخية استهدفت مؤخراً قوات أمريكية متمركزة في العراق.
وقال المتحدث باسم “البنتاغون”، إنه بناء على توجيهات من الرئيس بايدن. شنت القوات العسكرية الأمريكية غارات على بنى تحتية تستخدمها جماعات عسكرية مدعومة من إيران في شرق سوريا.
وأوضح أن هذه الغارات جاءت “رداً على الهجمات الأخيرة ضد جنود أمريكيين وآخرين من قوات التحالف في العراق. وعلى التهديدات المستمرة التي تطال هؤلاء الجنود”.
فيما لم يذكر البيان إن كانت الغارات قد أسفرت عن وقوع إصابات.
أهداف الضربة الجوية
وأشار كيري، إلى أن هدف الغارات كان نقطة مراقبة حدودية تستخدمها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران. بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
ووصف كيربي غارات الخميس بأنها “متناسبة”، قائلاً إنها “نُفذت بالتزامن مع إجراءات دبلوماسية” تشمل التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف: “العملية تبعث برسالة بالغة الوضوح: الرئيس بايدن سيتحرك لحماية الجنود الأمريكيين وقوات التحالف”.
أول تعقيب روسي
وفي السياق، قال مصدر بوزارة الخارجية الروسية إن روسيا تدين الضربة الليلية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى سوريا، وتعتبرها انتهاكاً غير مقبول للقانون الدولي.
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن المصدر قوله: الضربة استهدفت أراضي دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة.وفقا لــ روسيا اليوم
وتابع المصدر: “هذا انتهاك غير مقبول للقانون الدولي. ولا بد من تحديد من هم الذين ضربوهم الأمريكيون هناك”.
بدوره، قال فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي. إن الضربة الأمريكية على سوريا غير قانونية، وتم خلالها قصف أراضي دولة ذات سيادة.
ووفقا له، من غير المستبعد في هذه الحالة، أن تلجأ الحكومة السورية إلى مجلس الأمن الدولي، وتطلب بحث الوضع في جلسة طارئة للمجلس.
وأضاف السيناتور الروسي: “تملك سوريا، الحق الكامل في القيام بذلك”.
وشدد جباروف، على أن “ما حدث في غاية الخطورة، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة بأسرها”. متابعاً: “مثل هذه الأعمال، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع نزاع كبير”.
وتابع جباروف القول: “تمتلك سوريا أسلحة حديثة، بما في ذلك بطاريات دفاع جوي صاروخية من طراز إس 300. ويجب على الأمريكيين توخي الحذر الشديد خلال ارتكاب مثل هذه الأعمال”.
وأشار إلى أن تفاصيل ما حدث، لا تزال غامضة ولم تتضح بعد، وبالتالي لا يمكن إجراء سوى تحليل أولي للوضع الآن. وقال السناتور: “لكن حتى الآن يبدو كل شيء في غاية الخطورة”.
ونوه جباروف، بأن القصف الأمريكي، استهدف مواقع لقوات مدعومة من إيران.
وأضاف: “يبدو أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بمحاربة الإرهابيين في سوريا، بل ترغب في تأجيج النزاع هناك، لكي يبقى مندلعا هناك باستمرار”.
هجمات العراق
وتأتي هذه الغارات بعد ثلاث هجمات بالصواريخ مؤخراً على منشآت يستخدمها الجيش الأمريكي وقوات التحالف في العراق في حربهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كما أدى هجوم صاروخي في 15 فبراير/شباط على قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنوداً أمريكيين إلى مقتل مدني ومتعاقد أجنبي وجرح آخرين بينهم عسكري أمريكي.
الهجمات في العراق التي يعتقد أن جماعات مسلحة تعمل بتوجيه من إيران تقف وراءها شكلت تحدياً لإدارة الرئيس جو بايدن. مع فتح الأخيرة الباب أمام استئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي.
إذ تقول إدارة بايدن إنها تريد إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والذي يهدف إلى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية ترى أيضاً في إيران تهديداً أمنياً مستمراً في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
قصف قاعدة “بلد”
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي. قال مسؤولو أمن عراقيون، إن ثلاثة صواريخ ضربت قاعدة “بلد” الجوية العراقية، في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد.
كما وأسفر القصف عن إصابة متعاقد عراقي، فيما يشير أول المعطيات إلى أنه تم استهداف هذه القاعدة لاستضافتها قوات أمريكية أو متعاقدين أمريكيين.
وحسب وكالة “رويترز” للأنباء، فإن المصادر الأمنية المذكورة رفضت نشر أسمائها، فيما لم تعلن بعدُ أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم.
وجاء ذلك، في الوقت الذي أكدت فيه جماعات مسلحة، يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق.
فيما ردت واشنطن على الهجمات الأخيرة. إذ قال البيت الأبيض حينها إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على تحديد المسؤول عن الهجوم.
البيت الأبيض يُعلق
وعند الضغط عليها للتعليق على إمكانية القيام بردٍّ انتقامي ضد المسؤولين عن الهجوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الرئيس “يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها”.
واستدركت ساكي: “لكننا سننتظر إلى أن يجري إسناد (الهجوم إلى جهة ما) قبل أن نتخذ أي خطوات إضافية، أودُّ أن أنقل لكم أن الدبلوماسية تحظى بالأولوية عند هذه الإدارة”.
كما يأتي الهجوم قبل ثلاثة أسابيع فقط من زيارة للعراق يجريها البابا فرنسيس، في مارس/آذار المقبل، من المقرر أن تشمل أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المستقل.
من جانبها، قالت إيران إنها تعارض أي أعمال تضرُّ بأمن العراق. ونفت إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى صلتها بالجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أربيل.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة لوسائل إعلام رسمية: “تعتبر إيران استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة”.
وأكمل: “كما ترفض أي عمل يخلُّ بالأمن والسلام في ذلك البلد”، وأدان ما اعتبرها “محاولات مريبة لنسب الهجوم إلى إيران”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد