هل تندلع حرب عسكرية بين المغرب والجزائر؟.. تقرير خطير والعواقب ستكون وخيمة جدا
نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية تقريرا خطيرا يتساءل عن احتمالية نشوب صراع عسكري بين المغرب والجزائر. في ظل التطورات الأخيرة والاستفزازات التي تقدم عليها الجزائر بدعمها جبهة البوليساريو.
وأشارت المجلة الفرنسية في تقريرها إلى أن العداء تنامى بشكل كبير بين المغرب والجزائر على ضوء التطورات المتعلقة بشأن نزاع الصحراء.
حيث اتخذ الصراع السياسي بين البلدين طابعا جديدا خلال الأشهر الأخيرة، يكاد أن يتحول إلى صراع علني مفتوح. بحسب وصف “جون أفريك”.
المجلة الفرنسية اضافت أيضا أن المغرب والجزائر يحرصان على عدم الدخول في صراع مفتوح ستكون عواقبه وخيمة عليهما.
لكن التاريخ يظهر أن البُلدان المتنازعة لا تتحكم في مستوى التصعيد المستقبلي، الذي سرعان ما تتزايد وتيرته بشكل سريع. وفق المجلة.
وتساءل التقرير أيضا عن إمكانية اندلاع حرب بين العاصمتين المغاربيتين.
وذلك اعتبارا لسباق التسلح الذي انخرط فيه البلدان منذ عقود، حيث تعول الجزائر على الأسلحة الروسية، فيما يميل المغرب إلى البلدان الغربية.
وهو ما يساهم في تعكير الأجواء السياسية، بالإضافة إلى خلفية تعيين مجموعة من المسؤولين المغاربة والجزائريين ببعض المناصب. “الحساسة” في ارتباطها مع قضية الصحراء.
بداية التصعيد
وبدأ التصعيد السياسي منذ العملية الأمنية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بمعبر “الكركرات”، وفق مجلة “جون أفريك”.
ثم تنامى بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء بنهاية 2020، في سياق الوهج الدبلوماسي المغربي بالقارة الإفريقية.
حيث فتحت مجموعة كبيرة من “البلدان السمراء” قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية للمغرب.
وأسهم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل ـ وفق المجلة الفرنسية ـ في رفع منسوب الاحتقان بين البلدين.
حيث تسببت الخطوة في غضب شديد لدى الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة “البوليساريو”.
ما أدى إلى إطلاق حملات إعلامية متبادلة وصلت إلى حد “الإهانة”.
وترى مجلة “جون افريك” الفرنسية أن العداء السياسي دام عقودا طويلة بين البلدين المغاربيين.
لكنه تنامى بشكل مطرد منذ أشهر، بفعل إغلاق البوابة الإفريقية من طرف الانفصاليين طيلة أسابيع دون أي تدخل مغربي.
فيما تواصل “البوليساريو” الترويج لما تسميه بـ”المعارك اليومية” التي تكشف وكالة الأنباء الجزائرية تفاصيلها بشكل ممنهج.
البوليساريو غير قادرة على مواجهة القوات المغربية
ويشار إلى أنه قبل أيام سلطت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية في تقرير لها الضوء على الصراع القائم بين، القوات المغربية وجبهة البوليساريو المتمردة. متوقعة هزيمة ساحقة للأخيرة.
التحقيق الذي أجراه فلاديمير شارابوف، الصحافي بالوكالة حول الوضع بالصحراء المغربية، أكد على أن ما تنشره وسائل إعلام البوليساريو. والتصريحات الصاخبة حول استئناف الحرب مبالغ فيه إلى حد كبير.
وأشار “شارابوف” في تقريره إلى أن الانفصاليين غير قادرين على مواجهة الجيش المغربي، الذي يتلقى بانتظام معدات حديثة من أمريكا.
البوليساريو تحاول لفت انتباه العالم
وفي تحقيقه حول الكيفية التي تحاول من خلالها جبهة البوليساريو لفت انتباه العالم إلى الصحراء المغربية. قال فلاديمير شارابوف إن أي مواجهة مفتوحة ستنتهي بهزيمة كاملة للانفصاليين الصحراويين.
وأضاف في تقريره “أنه لم يبق لهم سوى أن يأملوا مساعدة القوى العالمية للضغط على الرباط.”
شارابوف لفت أيضا إلى أنه “في سنة 1991 أعلنت الأمم المتحدة عزمها إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. لكن هذا لم يحدث خلال الثلاثين عاما الماضية”.
وتابع:”كما أن الأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، وطول هذه المدة لم تمارس أي دولة ضغوطا على المملكة لإجراء الاستفتاء”.
ويرى الصحافي الروسي أنه على العكس من ذلك، اتفق الكثيرون مع السيادة المغربية على الصحراء، وفتحوا بعثات دبلوماسية هناك.
وأضاف أنه حتى فرنسا، التي تتحدث عن حل عادل، لا تعارض بأن تصبح الصحراء ذات حكم ذاتي.
وهو المقترح الذي قدمه المغرب لحل النزاع ـ يضيف شارابوف ـ .
ووفق تحقيق الوكالة الروسية فإنه لا يتم التعبير عن الاستياء في هذا الملف سوى من قبل جبهة البوليساريو والجزائر وجنوب إفريقيا.
وختم الصحافي الروسي تحقيقه بالقول: “يبدو أن المجتمع الدولي تقبل ضمنيا السيادة الكاملة للمغرب على الصحراء”.
أزمة معبر الكركرات
الجدير ذكره، أنه في 13 نوفمبر الماضي. أعلن المغرب إطلاق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية على الحدود مع موريتانيا.
وحسب الجيش المغربي، فإن العملية أطلقت من أجل إعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري في المنقطة.
وفي حينه، أدان المغرب الاستفزازات بعد إقفال أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وادي الذهب وجبهة البوليساريو
ووادي الذهب هو الطريق الذي تمر منه خصوصا شاحنات نقل بضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وكانت جبهة البوليساريو أعلنت في أعقاب ذلك إنهاء وقف إطلاق النار المعمول به منذ العام 1991. ردا على العملية العسكرية المغربية في الكركرات، فيما أكد المغرب تشبّثه باتفاق وقف النار.
ويقترح المغرب الذي يسيطر على 80% من مساحة الصحراء الغربية، منحها حكما ذاتياً تحت سيادته.
بينما تطالب البوليساريو التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير ورد في اتفاق العام 1991.
اعتراف أمريكا بالسيادة المغربية
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعلن نهاية العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
جاء ذلك، على إثر الإعلان عن قبول المغرب التطبيع مع إسرائيل وإعادة العلاقات بين البلدين والتي توقفت منذ عام 2010.
من هم البوليساريو
أسست الجبهة في 20 مايو/ أيار 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.
ويشير اسم بوليساريو اختصاراً إلى الأحرف الأولى لـ” الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” باللغة الإسبانية.
وبدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر.
ثم خاضت نزاعا مسلحا، مع كل من المغرب وموريتانيا، بشأن استقلال الإقليم، لكن موريتانيا قامت من جانبها بالانسحاب من جنوب الصحراء الغربية.
وأعلنت ما بين 1975 و1976 تأسيس “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، وشكلت حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.
وتولى رئاسة الجبهة مصطفى سيد الوالي الرقيبي لمدة ثلاث سنوات منذ تأسيسها عام 1973 حتى مقتله في 9 يونيو/ حزيران 1976. خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، فخلفه محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيساً لمجلس قيادة الثورة من أغسطس/ آب 1976 حتى وفاته في مايو/أيار عام 2016 ليتولى القيادة إبراهيم غالي.
ما الذي نعرفه عن هذا النزاع الذي يعد واحداً من أطول نزاعات القارة الأفريقية؟
تمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة. إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
ويقول المغرب الذي يسيطر على ثمانين في المئة من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم. على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير. كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991. حسب تقرير بي بي سي .
أطول نزاعات القارة
بدأ النزاع فعلياً عام 1975، عندما وقعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية، اتفاقية مدريد مع كل من المغرب وموريتانيا. والتي اقتسم بموجبها البلدان الجاران الصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو، رفضوا الاتفاقية وواصلوا مطالبتهم بالانفصال. وصعدت الجبهة من وتيرة عملياتها وقامت بالتحريض على المظاهرات المطالبة بالاستقلال، بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 أعلن المغرب تنظيمه “المسيرة الخضراء” باتجاه منطقة الصحراء. وفي يناير/كانون الثاني 1976. أُعلن عن قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” بدعم من الجزائر.
وبدأ المغرب مطلع ثمانينيات القرن الماضي ببناء جدار رملي حول مدن السمارة والعيون وبوجدور لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات . والمدن الصحراوية الأساسية، وجعل هذا الجدار أهم الأراضي الصحراوية في مأمن من هجمات مسلحي البوليساريو.
وتعزز موقف المغرب بتخلي ليبيا منذ 1984 عن دعم البوليساريو وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية.
وتعتبر أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم.، إذ لجأ خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.
ويتباين تقدير عددهم حيث ينسب موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للحكومة الجزائرية القول إنه يوجد 165 ألف لاجئ صحراوي. في المخيمات الخمس الموجودة قرب تندوف في حين تشير بعض وكالات الأمم المتحدة إلى أن العدد يتراوح بين 90 و125 ألف لاجئ.
وتشير وكالات الأمم المتحدة إلى أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في ظل ظروف صعبة.
وقد تمكنت الأمم المتحدة من فرض وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 دون التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حتى الآن.
وتمت إقامة منطقة عازلة بطول المنطقة المتنازع عليها، لتفصل بين الجزء الخاضع للإدارة المغربية والجزء الذي تسيطر عليه الجبهة. وتضطلع قوات حفظ السلام الأممية بتأمين المنطقة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد