من هم السعوديون الثلاثة الذين أزالت واشنطن أسمائهم من تقرير مقتل خاشقجي دون أن ينتبه أحد؟!
شارك الموضوع:
كشفت قناة “سي إن إن” الأمريكية، مفاجأة صادمة تتعلق بإزالة ثلاثة أسماء من تقرير جهاز المخابرات الأمريكية المتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. والذي أعلن عنه الجمعة الماضية بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
استبدال النسخة الأولى من التقرير
وقالت القناة الأمريكية، إنه بعد فترة وجيزة من نشر أجهزة الاستخبارات الأميركية تقريرها، الذي طال انتظاره عن السعوديين المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي. تم حذفه دون تفسير واستبداله بنسخة أخرى، بعد حذف أسماء ثلاثة رجال كانت قد قالت في البداية، إنهم متواطئين.
وأكدت القناة، أن الرابط الأول للتقرير الذي أرسله مكتب مدير الاستخبارات الوطنية اختفى ثم تم استبداله بنسخة ثانية تم حذف فيه ثلاثة من الرجال الذين أعلن فيه أنهم كانوا مسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي.
وأشارت إلى أنه لم يلاحظ أحد هذا التغيير بسبب الاحتجاج على عدم معاقبة ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على مسؤوليته عن مقتل خاشقجي.
تقرير خاشقجي
وكان مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية أصدر تقريرا حول مقتل خاشقجي، أشار إلى أن محمد بن سلمان، أجاز عملية اغتيال أو اعتقال خاشقجي.
وقال التقرير الأميركي إن، محمد بن سلمان، كانت لديه “سيطرة مطلقة” على أجهزة الاستخبارات والأمن في المملكة منذ عام 2017. “ما يجعل من المستبعد جداً أن يكون مسؤولون سعوديون قد نفذوا عملية كهذه من دون الضوء الأخضر الصادر عن الأمير”.
وقال متحدث باسم مكتب الاستخبارات الوطنية للقناة الأميركية: “وضعنا وثيقة منقحة على الموقع لأن الوثيقة الأصلية احتوت خطأ وضع ثلاثة أسماء لم يكن ينبغي إدراجها”.
من هم الأسماء الثلاثة؟
والأسماء الثلاثة التي تمت إزالتها هم: عبد الله محمد الهوريني، الذي لم يسبق له أن ارتبط بوفاة خاشقجي. وبحسب شخص مطلع على الأعمال الداخلية للمخابرات السعودية.
وهو شقيق اللواء عبد العزيز بن محمد الهوريني، الوزير المسؤول عن رئاسة أمن الدولة القوية التي تشرف على العديد من وكالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب.
ويظهر عبد الله في التقارير السعودية بصفته مساعد رئيس أمن الدولة لمكافحة الإرهاب.
أما الاثنين الآخرين فهما ياسر خالد السالم وإبراهيم السالم، ولم يتضح على الفور من هم.
وخلص تقرير الاستخبارات الأميركية إلى 21 شخصا مسؤولين عن مقتل خاشقجي في إسطنبول، في حين احتوى التقرير الثاني على 18 اسما فقط.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، عزمها فرض عقوبات على 70 سعوديا، مرتبطين بحادثة القتل.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لفرض قيود على تأشيرات لأكثر من 70 سعوديا، ضمن سياسة الولايات المتحدة الجديدة لحماية الصحفيين والمعارضين، خارج بلدانهم.
ومن المقرر أيضا أن تفرض وزارة الخزانة عقوبات على عناصر فرقة التدخل السريع التابعة للحرس الملكي السعودي، والمتورطين في مقتل خاشقجي.
بايدن والملك سلمان
وفي وقت سابق، قال الرئيس الامريكي، جو بايدن، إنه أبلغ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. أن واشنطن ستحاسب الرياض على انتهاكات حقوق الانسان.
وأضاف بايدن: “نحن بصدد تحميل السعودية المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان”.
وتابع الرئيس الأمريكي أنه أبلغ العاهل السعودي أن واشنطن ستعلن تغييرات كبيرة في العلاقات الأمريكية – السعودية. يومي الجمعة والاثنين.
وحول ملف جمال خاشقجي قال بايدن إنه تحدث مع الملك سلمان وليس الامير في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان. مضيفاً :” لقد أوضحت له أن القواعد تتغير وأن الولايات المتحدة ستعلن عن تغييرات كبيرة يوم الجمعة ويوم الاثنين”.
وذكر بايدن: “سنحاسبهم على انتهاكات حقوق الإنسان ونتأكد من أنهم، في الواقع، إذا كانوا يريدون التعامل معنا فعليهم فعل ذلك. من خلال التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان”.
وتابع الرئيس الأمريكي قائلا: “نحن نحاول القيام بذلك في جميع أنحاء العالم، ولكن بشكل خاص هنا.. كان هذا التقرير هناك. ولم تنشره الإدارة الأخيرة. فور دخولي وجدنا التقرير.. قرأناه.. حصلنا عليه ونشرناه.. نشرناه اليوم.. وما حدث يعد شائنا”.
تقرير الاستخبارات الامريكية
ورفعت الإدارة الامريكية، السرية عن تقرير الاستخبارات حول مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، كاشفة وقوف محمد بن سلمان. وراء إعطاء أوامر اعتقال أو قتل خاشقجي.
وقال تقرير الاستخبارات الوطنية الأميركية المكوّن من أربع صفحات والذي رفعت عنه السرية، “توصلنا إلى استنتاج مفاده أن ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان أجاز عملية في اسطنبول، بتركيا، لاعتقال أو قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي”.
كما أضاف أنّ “ولي العهد اعتبر خاشقجي تهديداً للمملكة وأيد بصورة عامة اللجوء إلى تدابير عنيفة إذا لزم الأمر لإسكاته”.
السعودية ترفض التقرير!
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية رفض حكومة المملكة رفضاً قاطعاً لما ورد في التقرير الذي زود به الكونجرس بشأن جريمة مقتل جمال خاشقجي .
وأضافت الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: “تؤكد على ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة. من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة” .
كما قالت: “لمن المؤسف حقاً أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة. في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا”.
وشدد البيان على ان “المملكة ترفض أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها”.
كما وتطرّق البيان الى الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر تلك الشراكة “قوية ومتينة ارتكزت خلال الثمانية عقود الماضية على أسس راسخة قوامها الاحترام المتبادل. ونأمل أن تستمر هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قويًا لشراكة البلدين الاستراتيجية”.
التقرير يفضح محمد بن سلمان
كما أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة. نسخة رفع عنها السرية من تقرير المخابرات الأمريكية عن مقتل الصحفي. السعودي جمال خاشقجي في العام 2018.
وقال التقرير إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018. وأمر بذلك على الأرجح.
كما وأشار التقرير إلى أن ولي العهد السعودي رأى في خاشقجي تهديدا للمملكة، ودعم العنف بشكل كبير.
وأكد تقرير المخابرات أن التقييم الأمريكي قام على سيطرة ولي العهد على صنع القرار والتورط المباشر لمستشار رئيسي ودعمه للعنف لإسكات المعارضين.
كما أضاف التقرير الامريكي أن الفريق السعودي الذي وصل إلى إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 ضم مسؤولين ارتبطوا. بمركز دراسات بالديوان الملكي، الذي كان يقوده سعود القحطاني الذي قال علنا في العام نفسه، إنه لم يتخذ قرارات بدون موافقة ولي العهد.
ويقول التقرير إن الأمير محمد بن سلمان “له سيطرة مطلقة” على جهاز الاستخبارات والأمن السعودي، ما يعني أن مثل هذه العملية. لاستهداف خاشقجي لم تكن لتُنفذ بدون إذن منه.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد