قطعت خاشقجي وفشلت في قتل الجبري.. “الصندوق الأسود” لفرقة النمر يد محمد بن سلمان الباطشة
شارك الموضوع:
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باسم “فرقة التدخل السريع” أو فرقة النمر، منذ إصدار إدارة جو بايدن التقرير الخاص بعملية اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي.
وتساءل العديد من المغردين عن طبيعة هذه الفرقة التي تتبع الحرس الملكي السعودي، ويديرها ابن سلمان مباشرة، وما هي مهامها الغامضة؟.
والاثنين دعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس السعودية إلى “تفكيك وحدة الدعم السريع التابعة للحرس الملكي”.
وذلك في إطار الحديث عن إجراءات إدارة الرئيس جو بايدن المتوقعة في أعقاب نشر التقرير الاستخباراتي الخاص بمقتل خاشقجي عام 2018 في قنصلية بلاده بإسطنبول.
فشلت في اغتيال سعد الجبري
الحديث عن “وحدة الدعم السريع” بدأ بشكل ملحوظ في أعقاب جريمة اغتيال خاشقجي التي هزت العالم.
وكان موقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، هو أول من نشر بعض التفاصيل عن فريق الاغتيالات.
وذلك في تقرير نشر أواخر أكتوبر 2018، نقلاً عن مصادر لم يسمها.
كما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريراً آخر أكد نفس القصة، نقلاً عن مصدر داخل السعودية قريب له أحد أفراد فريق الاغتيالات.
لكن القضية التي رفعها سعد الجبري، مسؤول المخابرات السعودية السابق والذراع اليمنى لولي العهد السابق محمد بن نايف. أمام محكمة فيدرالية في واشنطن في أغسطس/آب الماضي.
ووجه فيها اتهامات لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمحاولة اغتياله في كندا، حيث يقيم، حملت تفاصيل أكثر بشأن فرقة الاغتيالات. وتكوينها وبعض العمليات التي قامت بتنفيذها.
وبحسب ما تكشف من معلومات، من خلال ما تم نشره من تقارير ومن خلال المستندات التي قدمها الجبري للمحكمة الأمريكية في قضيته. يتضح أن تأسيس فرقة الاغتيالات يعود إلى عام 2017.
ويبدو متزامناً مع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بقرار ملكي أصدره والده الملك سلمان ليحل محل ابن عمه الأمير محمد نايف وذلك في يونيو 2017.
وبحسب تقرير موقع “ميدل إيست آي” تتكون “فرقة النمر” من عناصر تابعة لجهات عسكرية وأمنية سعودية ومرخص لها بتنفيذ عمليات سرية وتنفيذ إعدامات خارج القانون.
ويطبق ذلك بحق معارضين لولي العهد داخل وخارج المملكة بطريقة “لا تلفت الأنظار ولا تثير ضجة في وسائل الإعلام أو على المستوى الدولي”.
ومما تم الكشف عنه من خلال تقرير الموقع البريطاني وأيضاً تقرير هيئة الإذاعة البريطانية، وأكدته لاحقاً المستندات التي قدمها الجبري للمحكمة الأمريكية، يبلغ عدد أعضاء “فرقة النمر” نحو 50 عنصراً عسكرياً وأمنياً.
وهم ينتمون للقوات المسلحة وأجهزة المخابرات والأمن في السعودية التي تخضع لسيطرة ولي العهد بصفته وزيراً للدفاع والحاكم الفعلي للمملكة.
حل قوة “التدخل السريع”
وطالبت الخارجية الأمريكية، السعودية بالعمل على تبني إصلاحات وضوابط مؤسساتية ومنهجية لضمان توقف الأنشطة والعمليات المناهضة للمعارضة بشكل تام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن وجهت دعوة للرياض لحل “قوة التدخل السريع”.
وأشار برايس، إلى أن تلك الوحدة في الحرس الملكي السعوي انخرطت في عملية محاربة معارضين، مشدداً على أن لها دور بارز في عملية قتل جمال خاشقجي”.
ورفض برايس، تأكيد أو نفي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذنا خاصاً في المستقبل إذا أراد المجيء إلى الولايات المتحدة.
وقال برايس: “أنتم على حق، كل شخص مشمول بلائحة حظر خاشقجي أو أي شخص محظور بسبب ارتكابه أعمالاً تعسفية يحتاج إلى إذن أو تنازل”.
لائحة “حظر خاشقجي”
وأضاف برايس: “لسنا في موقع لتفصيل هوية أولئك الخاضعين لهذه الإجراءات في الوقت الراهن بموجب لائحة حظر خاشقجي”.
وتابع: “لن نعرض بشكل مسبق أسماء الأشخاص الذين قد يتم إدراجهم في المستقبل كما أنني لست على علم بأي خطط. لولي العهد السعودي بالسفر إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب”.
ووضع برايس الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية بحق السعودية في إطار إعادة تقويم شروط العلاقة مع المملكة.
وأوضح أنه “منذ البدء فإن الإدارة الأميركية بعثت برسالة صادقة إلى القادة السعوديين بأنها تريد السعي إلى شراكة. تقوم على شفافية أكبر ومسؤولية ووفقاً للقيم الأميركية”.
وأضاف برايس، أن واشنطن أعلنت بوضوح للقادة السعوديين أن إجراءات مثل حبس ناشطات في مجال حقوق الإنسان وأميركيين واعتقالهم لأشهر. بل لسنوات من دون توجيه اتهامات لهم تقوض العلاقات والتعاون بين البلدين”.
وأشار إلى أن واشنطن “تشجعت في الأسابيع الأخيرة برؤية إخراج مواطنين أميركيين والناشطة لجين الهذلول من الاعتقال”.
ولكنه دعا السعودية إلى “اتخاذ خطوات إضافية لرفع حظر السفر عن الذين تم إطلاق سراحهم وتخفيف الأحكام وحل القضايا مثل قضية الناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهن”.
خطوات إضافية لمحاسبة الحوثيين
من ناحية أخرى، كشف برايس أن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ خطوات إضافية لمحاسبة قادة الحوثيين بعد الهجمات المعقدة. التي قام بها الحوثيون على السعودية، الأحد الماضي.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية الحوثيين إلى” وقف غاراتهم على السعودية والهجوم العسكري على مأرب والموافقة. على وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وقال: “من أجل تحقيق تقدم نحو السلام فإن تصرف الحوثيين يجب أن يتغير”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن واشنطن “تحتفظ بحقها في فرض عقوبات على ولي العهد السعودي. الأمير محمد بن سلمان، في المستقبل”، فيما يتعلق بمقتل خاشقجي.
وأضافت أن استهداف الشبكة المسؤولة عن مقتل خاشقجي بالعقوبات، هو “أفضل وسيلة لتفادي تكرار مثل تلك الأعمال”.
وكانت ساكي قد ذكرت، الأحد، أن تقرير الاستخبارات الأميركية حول مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، هو جزء من إجراءات الرد على الجريمة “المروعة”.
وشددت على أن العلاقات مع السعودية “مهمة” بالنسبة للولايات المتحدة.
وفي 16 فبراير، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يريد “إعادة ضبط” العلاقات مع السعودية، وأنه محادثاته ستجري مع الملك، سلمان بن عبد العزيز، وليس مع ولي العهد، محمد بن سلمان.
قوة التدخل السريع
وفي وقت سابق، وضعت وزارة الخزانة الأميركية، أفراد قوة التدخل السريع السعودية على قائمة العقوبات. وذلك على خلفية دورهم في مقتل خاشقجي.
كما ضمنت في قرارها الأسماء المختلفة للقوة، لتشمل أيضا “المجموعة السعودية للتدخل السريع”، و”فرقة النمر”. لتقطع الشك باليقين في أن الاسم مستخدم بالفعل للإشارة لمجموعة حقيقية. حسب ما ذكرت الحرة في تقريرها.
مصطلح “قوات التدخل السريع” يستخدم عادة في العسكريات العربية لوصف قوات النخبة أو الكوماندوز. أو غيرها من المسميات المتعلقة بفرق خاصة من الجنود المتميزين في الشرطة أو القوات المسلحة.
ورغم أن المواقع الرسمية للشرطة السعودية والقوات المسلحة السعودية تفصل أنواع الجنود والوحدات المختلفة. إلا أنه لم يرد فيها إشارة لفرقة تسمى “التدخل السريع”.
ومع ذلك، كان هناك وسيلتان إعلاميتان سعوديتان استخدمتا هذا المسمى، المرة الأولى عبر قناة “العربية”. التي قالت إن هذه القوات تتمركز على منافذ مكة المكرمة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.
في الفيديو المنشور للقناة القريبة من الحكومة خلال يونيو 2017، قال الرقيب صالح الرقيبان من وحدة التدخل السريع. إنه حصل على عدة دورات منها مطاردة واقتحام، واشتباك وسيطرة وعلميات خاصة وقناصة ورماية أثناء القيادة.
المرة الثانية كانت في أغسطس عام 2017، عندما نشرت صحيفة “عرب تايمز” السعودية الناطقة باللغة الإنكليزية. مقطع فيديو عبر يوتيوب لحفل تخرج مئات المجندين على “أساليب التدخل السريع” بجدة. دون إشارة إن كان هذا تدريبا عاما، أم تدريبا مؤهلا للانضمام إلى قوة خاصة.
وأظهر الفيديو عملية تدريب قتالية لهؤلاء المجندين تشمل الإنزال من الطائرة العمودية، وكيفية التعامل المفاجئ مع الأفراد المسلحين. بالإضافة إلى المطاردات عبر السيارات وتبادل إطلاق النار.
علاوة على استخدام طائرات “درونز” الذكية بدون طيار، والمواجهات المباشرة اعتمادا على المهارات القتالية الشخصية.
ولا يوجد تأكيدات بأن قوات التدخل السريع التي ظهرت في الوسيلتين الإعلاميتين لها صلة بفرقة النمر التي تعرضت لعقوبات أميركية.
السيف الأجرب
في يناير 2018، كشفت صحيفة “سبق” الإلكترونية السعودية، عن قوة عسكرية باسم “السيف الأجرب” ترتبط مباشرة بولي العهد. برز اسمها خلال عملية القبض على الأمراء الذين خالفوا التعليمات بالتجمهر أمام قصر الحكم.
وأشارت الصحيفة السعودية إلى أن قوة السيف الأجرب تابعة لإحدى كتائب الحرس الملكي، الذي يعتبر قوة عسكرية. منفصلة يبلغ قوامها أكثر من 50 ألف فرد. ولها نظام تجنيد خاص وميزانية منفصلة عن وزارة الدفاع، وتضطلع بمهمة حماية الملك وولي العهد.
أفراد السيف الأجرب
وطبقا للصحيفة، يبلغ عدد أفراد السيف الأجرب أكثر من 5 آلاف عنصر من مختلف الرتب العسكرية، وقالت الصحيفة إن قوة السيف الأجرب تأسست عندما تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم.
والسيف الأجرب هو رمز تاريخي سعودي باعتباره يعود لمؤسس الدولة الثانية، تركي بن عبدالله آل سعود. قبل ما يقرب من 200 سنة خلال معاركه ضد الدولة العثمانية، لكن السيف أهدي للبحرين في وقت لاحق.
وعاد السيف إلى السعودية مرة أخرى لدى زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمنامة في عام 2010، فيما قدم أبناء. الملك السعودي الراحل السيف الأجرب هدية للعاهل الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
وتمت إزالة موقع الحرس الملكي بالكامل من على شبكة الإنترنت في أواخر 2019. ولا تحتوي الصفحات المؤرشفة. المتبقية منه أي إشارة للأمير محمد بن سلمان. أو قوات التدخل السريع، أو وجود قوة أسسها بنفسه تحت أي مسمى. وفق التقرير.
تاريخ “النمر” وأبرز مهامها
المعلومات المتاحة عن فرقة النمر أو قوة التدخل السريع تقول إن تشكيلها كان غير تقليدي على الإطلاق، ولا يتبع أي. ترتيب عسكري متعارف عليه.
وقد صرح مسؤولون أميركيون لنيويورك تايمز، أن أحد المسؤولين عن قوة التدخل السريع كان سعود القحطاني. المستشار السابق بالديوان الملكي، والمسؤول الأول عما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني” أو اللجان الإلكترونية المسؤولة عن نشر أخبار إيجابية في وقت معين، أو مهاجمة شخص أو جهة بعينها عبر الإنترنت، خاصة عبر منصة تويتر.
أما المسؤول الميداني لقوة التدخل السريع، فهو ماهر عبدالعزيز مطرب، وهو ضابط مخابرات مقرب من ولي العهد، وفي موقع القيادة أيضا ثائر غالب الحربي، الذي كان ضابطا في الحرس الملكي السعودي.
وتأسست هذه القوة عام 2015 وفقا لبيان وزارة الخزانة الأميركية، لكن ظهور اسمها في وسائل الإعلام السعودية كان عام 2017.
وهو العام ذاته الذي ارتقى فيه الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولاية العهد في المملكة الخليجية الثرية بالنفط.
ووفقا للكاتب بصحيفة “واشنطن بوست”، ديفيد أغناتيوس، فإن الحكومة الأميركية علمت أن نائب رئيس الاستخبارات السعودية. اللواء أحمد عسيري. كان يخطط لتشكيل فريقا للقيام بعمليات خاصة سرية، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لا يعرفون أهدافها.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية اللواء عسيري بصفته الشخصية ضمن المشمولين بعقوباتها أيضا.
وبحسب مسؤولين أميركيين، نفذت المجموعة عشرات العمليات داخل المملكة وخارجها، بما في ذلك الإعادة القسرية. للسعوديين من دول عربية أخرى.
كما يبدو أن المجموعة متورطة في اعتقال وإساءة معاملة نشطاء حقوق المرأة البارزين، مثل لجين الهذلول.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” هذه القوة بـ “وحدة القتل السعودي”، وأكدت أنها نفذت حملة وحشية لسحق المعارضة. داخل المملكة وخارجها، بما فيها عملية خاشقجي.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد