“مصافحة البرق” .. سفن وطائرات مقاتلة للمغرب وأمريكا تنفذ مناورة بعد أنباء الحرب مع الجزائر فما الرسالة؟

أعلنت السفارة الأمريكية في الرباط، عن إجراء المغرب والولايات المتحدة مناورات عسكرية حملت اسم “مصافحة البرق”، وذلك قبل عدة أيام على وقع تقارير عن احتمالية نشوب صراع عسكري بين المغرب والجزائر .

مصافحة البرق 2021

وقالت السفارة، في تغريدة على تويتر رصدتها “وطن”، إن السفن والطائرات المقاتلة الأمريكية والمغربية، تدربت جنبا إلى جنب اليوم في مناورة (مصافحة البرق 2021)”.

https://twitter.com/MoroccanArmed/status/1367519411976962052

وأضافت: “هي مناورة عسكرية تشكل جزءًا من الشراكة الأمنية القوية والدائمة، بين الولايات المتحدة والمغرب”.

وتشارك في المناورات “المدمرة الأمريكية ذات الصواريخ الموجهة، يو إس إس بورتر”، وحاملة الطائرات الأمريكية، “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”.

ويشارك المغرب في المناورات، بـ”الفرقاطة البحرية الملكية المغربية، طارق بن زياد”، بحسب السفارة الأمريكية في الرباط، التي لم تذكر المدة التي تستغرقها المناورات.

https://twitter.com/FAR_maroc_ar/status/1367513570729226242

اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري

وكان المغرب والولايات المتحدة، وقعا في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري لمدة 10 سنوات.

جاء ذلك على هامش زيارة رسمية للرباط، أجراها وزير الدفاع الأمريكي السابق، “مارك إسبر”.

وقال “إسبر” آنذاك، في مؤتمر صحفي، إن الاتفاقية “ستفتح أبواب التعاون الثلاثي بين المغرب وأمريكا والدول الإفريقية”، مستدلا على ذلك بمناورات “الأسد الإفريقي”.

وفي عام 2007، انطلقت مناورات “الأسد الإفريقي” بين المغرب والولايات المتحدة. بمشاركة عدة دول إفريقية، لتطوير المهارات الميدانية والقتالية للقوات المشاركة.

وجاءت “مصافحة البرق” بعد أشهر قليلة من قرار المغرب بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وهو القرار الذي اتخذته بالتزامن مع اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

حرب مغربية جزائرية

يأتي ذلك بعد أيام من تقرير نشرته مجلة “جون أفريك” الفرنسية يتساءل عن احتمالية نشوب صراع عسكري بين المغرب والجزائر. في ظل التطورات الأخيرة والاستفزازات التي تقدم عليها الجزائر بدعمها جبهة البوليساريو.

وأشارت المجلة الفرنسية في تقريرها إلى أن العداء تنامى بشكل كبير بين المغرب والجزائر على ضوء التطورات المتعلقة بشأن نزاع الصحراء.

حيث اتخذ الصراع السياسي بين البلدين طابعا جديدا خلال الأشهر الأخيرة، يكاد أن يتحول إلى صراع علني مفتوح. بحسب وصف “جون أفريك”.

المجلة الفرنسية اضافت أيضا أن المغرب والجزائر يحرصان على عدم الدخول في صراع مفتوح ستكون عواقبه وخيمة عليهما.

لكن التاريخ يظهر أن البُلدان المتنازعة لا تتحكم في مستوى التصعيد المستقبلي، الذي سرعان ما تتزايد وتيرته بشكل سريع. وفق المجلة.

وتساءل التقرير أيضا عن إمكانية اندلاع حرب بين العاصمتين المغاربيتين.

وذلك اعتبارا لسباق التسلح الذي انخرط فيه البلدان منذ عقود، حيث تعول الجزائر على الأسلحة الروسية، فيما يميل المغرب إلى البلدان الغربية.

وهو ما يساهم في تعكير الأجواء السياسية، بالإضافة إلى خلفية تعيين مجموعة من المسؤولين المغاربة والجزائريين ببعض المناصب. “الحساسة” في ارتباطها مع قضية الصحراء.

بداية التصعيد

وبدأ التصعيد السياسي منذ العملية الأمنية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بمعبر “الكركرات”، وفق مجلة “جون أفريك”.

ثم تنامى بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء بنهاية 2020، في سياق الوهج الدبلوماسي المغربي بالقارة الإفريقية.

حيث فتحت مجموعة كبيرة من “البلدان السمراء” قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية للمغرب.

وأسهم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل ـ وفق المجلة الفرنسية ـ في رفع منسوب الاحتقان بين البلدين.

وتسببت الخطوة في غضب شديد لدى الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة “البوليساريو”.ما أدى إلى إطلاق حملات إعلامية متبادلة وصلت إلى حد “الإهانة”.

وترى مجلة “جون افريك” الفرنسية أن العداء السياسي دام عقودا طويلة بين البلدين المغاربيين.

لكنه تنامى بشكل مطرد منذ أشهر، بفعل إغلاق البوابة الإفريقية من طرف الانفصاليين طيلة أسابيع دون أي تدخل مغربي.

فيما تواصل “البوليساريو” الترويج لما تسميه بـ”المعارك اليومية” التي تكشف وكالة الأنباء الجزائرية تفاصيلها بشكل ممنهج.

البوليساريو غير قادرة على مواجهة القوات المغربية

ويشار إلى أنه قبل أيام سلطت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية في تقرير لها الضوء على الصراع القائم بين، القوات المغربية وجبهة البوليساريو المتمردة. متوقعة هزيمة ساحقة للأخيرة.

التحقيق الذي أجراه فلاديمير شارابوف، الصحافي بالوكالة حول الوضع بالصحراء المغربية، أكد على أن ما تنشره وسائل إعلام البوليساريو. والتصريحات الصاخبة حول استئناف الحرب مبالغ فيه إلى حد كبير.

وأشار “شارابوف” في تقريره إلى أن الانفصاليين غير قادرين على مواجهة الجيش المغربي، الذي يتلقى بانتظام معدات حديثة من أمريكا.

البوليساريو تحاول لفت انتباه العالم

وفي تحقيقه حول الكيفية التي تحاول من خلالها جبهة البوليساريو لفت انتباه العالم إلى الصحراء المغربية. قال فلاديمير شارابوف إن أي مواجهة مفتوحة ستنتهي بهزيمة كاملة للانفصاليين الصحراويين.

وأضاف في تقريره “أنه لم يبق لهم سوى أن يأملوا مساعدة القوى العالمية للضغط على الرباط.”

شارابوف لفت أيضا إلى أنه “في سنة 1991 أعلنت الأمم المتحدة عزمها إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. لكن هذا لم يحدث خلال الثلاثين عاما الماضية”.

وتابع:”كما أن الأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، وطول هذه المدة لم تمارس أي دولة ضغوطا على المملكة لإجراء الاستفتاء”.

ويرى الصحافي الروسي أنه على العكس من ذلك، اتفق الكثيرون مع السيادة المغربية على الصحراء، وفتحوا بعثات دبلوماسية هناك.

وأضاف أنه حتى فرنسا، التي تتحدث عن حل عادل، لا تعارض بأن تصبح الصحراء ذات حكم ذاتي.

وهو المقترح الذي قدمه المغرب لحل النزاع ـ يضيف شارابوف ـ .

ووفق تحقيق الوكالة الروسية فإنه لا يتم التعبير عن الاستياء في هذا الملف سوى من قبل جبهة البوليساريو والجزائر وجنوب إفريقيا.

وختم الصحافي الروسي تحقيقه بالقول: “يبدو أن المجتمع الدولي تقبل ضمنيا السيادة الكاملة للمغرب على الصحراء”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى