هل تنقذ إسرائيل المغرب من أزمتها الكبرى بعد التطبيع؟.. هذا ما يأمله الملك محمد السادس
سلطت وكالة “رويترز” في تقرير مطول لها الضوء على الأزمة الاقتصادية الطاحنة في المغرب والتي تهدد استقرار الدولة، مشيرا إلى إمكانية المساعدة الإسرائيلية في الخروج منها عقب التطبيع الذي تم بين البلدين برعاية أمريكية.
وقال التقرير إن المغرب يأمل أن يساعد تحسن علاقاته مع إسرائيل إضافة إلى التاريخ اليهودي الذي يعود إلى قرون مضت في تعويض. بعض الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وذلك بجلب عدد كبير من الزوار الإسرائيليين فور استئناف الرحلات الجوية في أبريل 2021.
اتفاق التطبيع المغربي الاسرائيلي
هذا واتفق المغرب وإسرائيل في ديسمبر 2020 على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة تسيير رحلات جوية مباشرة بينهما. في إطار اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة.
ويشمل أيضا اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
ونقلت “رويترز” عن ريفكا شطريت، وهي معلمة إسرائيلية متقاعدة عمرها 69 عاما، أنها ترغب في رؤية المكان الذي عاش فيه والداها. ودفن فيه أجدادها.
وقالت شطريت:”“كنت خائفة جدا من الذهاب في السابق لأنه بلد عربي، رغم ما قيل لي عن أن الرحلات هناك تسير على ما يرام. الآن هناك سلام، وأعتقد أن بمقدوري الذهاب دون خوف”.
وأضافت “أنوي الذهاب عند معاودة فتح الأجواء”.
ولفت التقرير إلى أن المغرب كان موطنا لإحدى أكبر الجاليات اليهودية وأكثرها ازدهارا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على مدى قرون حتى قيام إسرائيل عام 1948.
ومع فرار أو طرد اليهود من كثير من الدول العربية، يُقدر بأن ربع مليون منهم غادروا المغرب إلى إسرائيل بين عامي 1948 و1964.
3 آلاف يهودي في المغرب
ولا يتبقى حاليا سوى ثلاثة آلاف يهودي تقريبا في المغرب بينما يقول مئات الآلاف من الإسرائيليين إن لهم أصولا مغربية.
وسعى المغرب خلال السنوات القليلة الماضية للإقرار بدور اليهود في تاريخه، أكثر مما تفعل دول أخرى في منطقة يُعد ذلك فيها من المحظورات.
ودشن عام 2010 برنامجا لإحياء المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودية وعاود إطلاق الأسماء الأصلية على بعض الأحياء اليهودية.
ومع أن عدد الزوار الإسرائيليين سيكون صغيرا على الأرجح مقارنة بمجمل السياح الذين كانوا يتوافدون على المغرب قبل كوفيد-19، فإنه قد يساعد قطاعا تعصف به الجائحة.
وقالت وزيرة السياحة نادية فتاح العلوي لوكالة “رويترز” إنها تتوقع قدوم 200 ألف زائر إسرائيلي في العام الأول بعد استئناف. الرحلات الجوية المباشرة.
هذا وبلغ عدد السياح الأجانب الذين كانوا يزورون المغرب سنويا نحو 13 مليونا قبل الجائحة. وتراجعت إيرادات السياحة 53.8 بالمئة. إلى 36.3 مليار درهم (3.8 مليار دولار) في 2020.
قطاع السياحة
ويستعد قطاع السياحة في مدينة الصويرة الساحلية الجميلة لانتعاش العمل.
وكانت المدينة ذات يوم وطنا لطائفة يهودية كبيرة ولا تزال تضم عدة أضرحة مهمة.
ويتوقع أيوب سوري، الذي يملك محلا للحرف الخشبية بالقرب من متحف يهودي، ازدهار العمل. وقال “نتطلع إلى استقبال المزيد من السياح اليهود بعد اتفاق التطبيع”.
على الرغم من أن عددا صغيرا من السياح الإسرائيليين يأتون بالفعل إلى المغرب، أعاق عدم وجود رحلات جوية مباشرة وعلاقات دبلوماسية الكثيرين عن الزيارة.
وقال ديفيد جوفرين القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، الذي أُعيد فتحه بعد الاتفاق، إنه يتوقع استئناف الرحلات الجوية في شهر أبريل 2021.
وأضاف “هذا هو السبب الرئيسي في أن عدد السياح الإسرائيليين سيزيد كثيرا”.
وأمر المكتب المعني بالترويج للسياحة في المغرب بإجراء دراسة بشأن جذب السياح من إسرائيل.
وقال هنري أبيزكر، وهو أحد قيادات الجالية اليهودية ورجل أعمال في الرباط لديه وكالة سفر تنظم رحلات للإسرائيليين، إنه أكثر تفاؤلا. حيال الأعداد إذ يتوقع قدوم ما يصل إلى 400 ألف سائح.
والمغرب مقصد جذاب نظرا لتاريخ اليهود فيه ومزاراتهم على وجه الخصوص، ويجذب سياحة قد تفيد العاملين المتخصصين في القطاع.
وقال أبيزكر “الأجيال الأصغر سنا تميل لأن تكون أكثر تحررا، لكن اليهود المتشددين يصرون على مراعاة مقتضيات الشريعة اليهودية”.
كما نقلت رويترز عن حاييم بيريتس، وهو إسرائيلي من أصل مغربي يعمل الآن مرشدا سياحيا بإسرائيل، قوله إن السياح المحتملين. ينتظرون بالأساس الرحلات الجوية المباشرة.
وأضاف “نتوقع، من حيث المبدأ، نمو الطلب على السياحة في المغرب”.
اقتصاد المغرب يعاني
وكان للإغلاق الشامل الذي فرضه المغرب منذ مارس الماضي، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، أثر سلبي على عدد من. القطاعات الاقتصادية في المملكة.
ورغم أن المغرب فضل الحفاظ على صحة مواطنيه وجازف في المقابل باقتصاده، فقد اتخذ جملة من المبادرات واعتمد سياسة استباقية. ساهمت في التخفيف من وطأة الأزمة على الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وتوقعت مؤسسات دولية، من ضمنها البنك الدولي، أن ينكمش الاقتصاد المغربي بنسبة 6.3 في المئة عام 2020، وهي نسبة. لا تختلف كثيرا عن التوقعات التي قدمها البنك المركزي المغربي، وهي 6.6 في المئة.
ورغم هذه المؤشرات، فإن المغرب يقبل على السنة الجديدة 2021 بتفاؤل كبير في تحقيق نمو بنسبة 4.7 في المئة، حسب أرقام البنك المركزي. وذلك استنادا إلى عوامل عديدة على رأسها ظهور لقاحات ضد كوفيد-19، وتسجيل موسم زراعي جيد بفضل الظروف المناخية المواتية.
انتعاش أنشطة تجارية
ومع تضرر مجموعة من القطاعات من تداعيات أزمة كورونا الخانقة، فإن بعض الأنشطة التجارية عرفت انتعاشا قويا من أبرزها التجارة الإلكترونية. والتي ساهمت بدورها في تحريك مجالات اقتصادية أخرى.
وسجل الأداء بواسطة البطاقات المصرفية عبر الإنترنيت، خلال النصف الأول من سنة 2020، حوالي 6 ملايين عملية أداء عن طريق. بطاقات بنكية مغربية وأجنبية، على مواقع تجارية تابعة لمركز النقديات المغربي، بقيمة بلغت 2.9 مليار درهم.
كما أعادت صناعة وتصدير الكمامات خلال ذروة انتشار فيروس كورنا، المصانع المغربية إلى عجلة الدوران، حيث انكبت على إنتاج الملايين. من الكمامات، تجاوز بفضلها المغرب اكتفائه الذاتي، ليتحول إلى بلد مصدر لهذا المنتوج.
مواجهة الأزمة الاقتصادية
ولتجاوز هذه الظروف الاقتصادية غير المسبوقة، أطلق المغرب حزمة إجراءات، لدعم المشغلين الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ. على أعمالهم، ومساعدة الشركات والمقاولات على الصمود أمام الجائحة.
وفي هذا الإطار، تم إنشاء لجنة اليقظة الاقتصادية على مستوى وزارة الاقتصاد والمالية، والتي أوكل إليها رصد وتتبع الانعكاسات. الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لفيروس كورونا على الاقتصاد الوطني، ومواكبة النشاطات الأكثر عرضة للصدمات الناجمة عن هذه الأزمة.
واتخذت اللجنة عدة تدابير لفائدة المتوقفين مؤقتا عن العمل والأسر العاملة في القطاع غير المهيكل، ولفائدة المقاولات، خاصة الصغيرة جدا. والصغيرة والمتوسطة والمهن الحرة.
وقد منحت اللجنة تعويضا شهريا للعاملين، وتعليق أداء المساهمات الاجتماعية، مع تأجيل سداد الديون البنكية، والاستفادة. من القروض المضمونة من الدولة بالنسبة للمقاولات المتضررة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد