صحيفة وطن.. الذكرى السنوية الثلاثين لتأسيسها
![صحيفة وطن يغرد خارج السرب watanserb.com](https://www.watanserb.com/wp-content/uploads/2021/03/صحيفة-وطن.jpg)
يصادف هذا الشهر ”مارس“ آذار ذكرى صدور العدد الأول من صحيفة وطن يغرد خارج السرب في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وكانت الصحيفة الذي أسسها الإعلامي الفلسطيني الأمريكي نظام المهداوي قد صدرت في واشنطن في آذار عام 1990. وكانت إنطلاقتها شهرية مؤقتاً وخلال أشهر قليلة تحولت إلى نصف شهرية وخلال عامين صدرت بإنتظام كصحيفة إسبوعية.
بعد العام الأول من صدور صحيفة وطن، تعرضت لملاحقة قضائية حظيت وقتذاك بتغطية الصحافة الأمريكية من قبل مستشار سابق. للملك السعودي فهد بن عبدالعزيز بعد سلسلة من المواضيع المميزة نشرتها الصحيفة, وقام المستشار نفسه بتزويدها بتلك الوثائق على إثر خلاف بينه وبين الملك وقتذاك لكن الخلاف لم يدم والمستشار تراجع عن نشر الوثائق السرية.
السفارة السعودية في واشنطن
وبسبب ضغوط السفارة السعودية في واشنطن على المعلنين العرب المحليين، رأت صحيفة وطن أن تنقل مكتبها الرئيسي إلى ولاية كالفوريا عام 1994. حيث حظيت هناك بسوق إعلاني دعمه الإقبال الشديد على تجربة الصحيفة التي استفردت بها مستغلة قوانين الحريات السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1996 دشنت صحيفة وطن موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت ليكون أقدم موقع إخباري عربي تحتضنه الشبكة. وبعد إطلالة وطن على كافة العالم من خلال الإنترنت، حظي الموقع بجمهور واسع متعطش وقتذاك لقراءة ما لا تنشره الصحف والمواقع الأخرى.
وبسبب إنتشار صحيفة وطن، قامت السعودية بعد أشهر من انطلاق موقعها الإلكتروني بحجبه عن الجمهور السعودي حتى يومنا هذا. وقامت تونس في عهد زين العابدين بن علي بحجب الموقع أيضا.
وبعد اندلاع الثورات العربية، حجبت مصر موقع وطن منذ الأيام الأولى لإنطلاقة الثورة المصرية، وأزيل الحجب بعد سقوط نظام حسني مبارك. لكن سلطات السيسي قامت بحجب الموقع إلى يومنا هذا.
وبعد أن قامت صحيفة وطن بتغطية منفردة لاعتقال مئات المواطنين في دولة الإمارات قامت السلطات هناك بحجب الموقع الإلكتروني للصحيفة. ولم تكتف بذلك بل قامت باختراق موقع وطن وجميع المنصات التابعة له بعد أن نجحت في اختراق البريد الإلكتروني وقامت بالإستيلاء على محتوياته بما يتضمن صور وثائق شخصية.
وحاكمت الإمارات صحيفة وطن ومؤسسها نظام المهداوي واتهمته بأنه عضو مخضرم في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. وهي تهمة أثارت تندر الكثيرين من متابعي صحيفة وطن كما أتهمه أمن الدولة بدعم الإنقلاب على حكام الإمارات وهي تهمة مضحكة. حيث لم يتسن للمهداوي يوما زيارة الإمارات.
وقامت سلطات الإمارات بمخاطبة شركة الخادم الذي يحتضن الصحيفة ومقرها في ألمانيا مطالبة إياها بإزالة موقع وطن من خدماتها بناء على قرار محكمة إماراتية. وقد استكرت منظمات دولية تدافع عن الحريات هذا الإجراء كما نشرت صحف عالمية ومنها وول ستريت جورنال تستنكر هذا الإجراء الأول من نوعه بأن تطلب حكومة من شركة خوادم أجنبية حجب موقع ما.
الأردن بعد السعودية والإمارات ومصر تحجب وطن
وقبل سنوات قامت الأردن بحجب موقع وطن في خطوة أثارت استغراب الكثيرين، غير أن مصادر وثيقة في الأردن. أوضحت أن الحجب تم بناء على طلب من الإمارات.
وحجبت البحرين موقع وطن أيضا بعد اندلاع الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين. ومصر من جهة أخرى.
ماذا قال نظام المهداوي على وطن
وعن تلك الأزمات التي شهدتها وطن منذ إنطلاقتها يقول مؤسسها نظام المهداوي ” لم يكن الأمر سهلاً ولم يكن مستغرباً. فالحريات في عالمنا العربي شبه معدومة والصحيفة انطلقت في بداية إنهيار النظام العربي بعد غزو العراق للكويت وقيام حرب الخليج الأولى. منذاك بشرنا بقيام ثورات عربية تغير خارطة الوطن العربي ولم يكن الأمر يحتاج إلى منجمين بل كانت كل مؤشرات الفساد. وغياب العدالة الإجتماعية والفقر والقمع والتغييب القسري في امتداد الوطن العربي تشير إلى ذلك، وكان من الطبيعي أن تتبنى الصحيفة تلك الثورات. وتكون معبرة عنها ومن الطبيعي أيضا أن تتصدى للثورات المضادة“.
وعن التهم التي تلاحق الصحيفة بأنها تتلقى تمويلاً من هذه الجهة أو تلك يقول المهداوي: ” منذ صدور العدد الأول واجهتنا تلك الإتهمات. ليس ذنبنا أن نتبنى موقفاً قد تتبناه دولة أخرى فهذا لا يجعلنا بصفها كدولة. كنا ضد الحصار على العراق فاتهموا الصحيفة أنها ناطقة بإسم صدام وحزب البعث، وحين وقفت مع الثورات العربية أتهموا الصحيفة أنها تابعة لجماعة الإخوان. وأنها تتلقى تمويلاً مرة من قطر ومرة يقولون تركيا ومرة يقولون سلطنة عمان. الصحيفة لا تحتاج التمويل. مسيرتها جعلتها قادرة على الإستمرار من خلال موارد الإعلان الذي يسيطر على الموقع وقد يزعج القارئ أحيانا. هي بالنهاية صحيفة وليست فضائية تحتاج ميزانية مليونية، ونصف العاملين بها يعملون تطوعاً إيماناً منهم بدعم صمودها وإستمرارها“
6 دول عربية تحجب كلمة الحق
ويذكر أن الحجب الذي تفرضه السعودية والإمارات ومصر وسوريا والأردن والبحرين على موقع وطن جاء بنتيجة عكسية. فالموقع يحتل مراكز متقدمة حسب موقع ”أليكسا“ لقياس ترتيب المواقع حول العالم. كما أن العديد من الصحف الأجنبية الكبرى تقتبس منه وتنقل عن المواقع برامج فضائيات عربية. وتحتل أخباره صدارة اهتمام الجمهور في المواقع الإجتماعية.
وتنتهز إدارة صحيفة وطن هذه الفرصة لتقديم شكرها لكل من تابع ودعم وساهم في مسيرتها الشاقة وتشكر أيضا. من انتقدها وهاجمها واتهمها زوراً وبهتاناً فلولاهم ما عرفت الصحيفة أن تشق طريقها الصحيح وتكون دائما في صف الوطن. لا تجار ولا حكام الوطن.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد