أثارت تصريحات لرئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري السابق سعيد سعدي. ردود فعل ساخرة وانتقادات. بعد حديثه عن التربية الدينية بالمدارس الجزائرية ومهاجمته للإسلاميين.
المدرسة الجزائرية
وقال سعدي، في تصريحات تلفزيونية، إن أبناءه تابعوا دراستهم بالمدرسة الجزائرية بأطوارها الثلاثة، لذلك فهو يدرك جيداً “ما يوجد بالمقررات المدرسية”.
وذكر أن هذه المقررات تعمل على نشر ثقافة القتل، قائلا: “يعلمون الشباب كيف يقوم الزوج الذي تخونه زوجته بذبحها من الرقبة بسكين غير حاد حتى يفرح الله”، على حد قوله.
وحمّل الإسلاميين المسؤولية عن نشر هذه الثقافة.
سخرية وتكذيب
ولاقت هذه التصريحات ردودا ساخرة وتكذيبا لسعدي من ناشطين جزائريين، مؤكدين أن المناهج التعليمية لا تتضمن المزاعم التي ذكرها سعدي.
وسخر الجزائريون من تصريحاته، على خلفية أنهم درسوا بالمدرسة الجزائرية لكنهم لم يدرسوا نفس مقررات أبناء سعدي.
وكذبوا جملة وتفصيلا ما جاء على لسان سعدي، لأن البرامج الدراسية في الجزائر حسبهم لا تحتوي على دروس من هذا القبيل ولا الشرع الإسلامي ولا أحاديث الرسول تشير إلى ما جاء على لسان سعيد سعدي.
التعليم في الجزائر
ويعتبر التعليم في الجزائر أحد أهم القطاعات التي تولي لها الدولة أهمية بالغة من جميع النواحي، سواء من خلال الميزانية التي ترصدها للتعليم سنوياً. أو من خلال الطاقة البشرية الهائلة التي يظمها القطاع.
ويتكون التعليم في الجزائر من التعليم العالي الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التعليم الثانوي، التعليم المتوسط.
كما يشمل التعليم الابتدائي والتي تشرف عليهم وزارة التربية الوطنية، بالإضافة للتكوين المهني، التي تشرف عليه وزارة التعليم والتكوين المهنيين.
فرنسا والجزائر
وعملت فرنسا منذ الغزو على محاربة الثقافة العربية، فقضت على المراكز الثقافية المزدهرة في الجزائر منذ قرون خلت.
كذلك أغلقت نحو ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية كانت موجودة في الجزائر في سنة 1830. وقد حمل أحد الكتاب الفرنسيين وهو ًيولارً فرنسا مسؤولية تأخر الجزائر في القرن العشرين.
وقال: “لقد أشاع دخول الفرنسيين إلى الأوساط العلمية والأدبية، اضطرابا شديدا فهجر معظم الأساتذة الأفذاذ مراكزهم هاربين”.
وأضاف: “لقد كان يقدر عدد الطلاب قبل 1830 م بمائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون؛ ومهما يكن من أمر فلم ينجح من المدارس القديمة سوى عدد قليل من المدارس الصغيرة. وحرمت أجيال عديدة من التّعليم”.
وتابع: “روّجت الدّوائر الاستعمارية في أوساط الأجيال الصاعدة، أن الجزائر قد بلغت في القرون الماضية أسفل درجات الجهالة والهمجية. إذا لم يكن بالبلد أي تعليم منظم ولا حياة فكرية فلا عالم بينهم ولا كاتب أديب ولا شاعر”.
واستكمل: “فالأمة الجزائرية مؤلفة كلها من أميين يجهلون القراءة والكتابة وقالوا إنّ اللّغة العربية قد ماتت منذ زمن بعيد ودفنت مع اللّغات الميتة الأخرى”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد