الملك عبدالله الثاني و الأمير حمزة لا يتكلمان مع بعضهما .. تقرير أمريكي يكشف سبب الأزمة في الأردن

وطن – تطرّق تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز“، الى سبب الأزمة في الأردن، واتهام الأمير حمزة بن الحسين مع “جهات خارجية” وما تسمى “المعارضة الخارجية” في “محاولات لزعزعة أمن البلاد” و”تجييش المواطنين ضد الدولة”.

وبحسب الصحيفة فإنّ السبب وراء الأزمة الجارية في الأردن هو التنافس القديم والمستحكم بين الأخوين الملك عبد الله الثاني وولي العهد السابق الأمير حمزة، الذي يصل إلى مرحلة “العدائية”.

استغلال الأزمة الاقتصادية

وأشارت الصحيفة إلى اتهام الأمير حمزة باستغلال الأزمة الاقتصادية والسخط من النظام، لتحقيق طموحة بالملك، وهو ما ينفيه أنصار ولي العهد السابق.

“مظاهر العداء بين الأخوين”

وقالت الصحيفة إن “مظاهر العداء بين الأخوين تعود لسنوات عديدة، ومنذ صغر حمزة ربي على أنه سيصبح الملك، خاصة أنه يتحدث بطريقة تشبه والده الملك الراحل حسين، والذي قرر قبل وفاته بأسبوعين تعيين ابنه الأكبر عبد الله وليا للعهد، مجردا شقيقه الحسن منها”.

ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب من حمزة بأنه علاقته مع الملك “عدائية”، بدأت “بقبول متذمر” لقرار إعفائه من ولاية العهد، لكن بعدما “كبر اعتقد أن الناس حول الملك فاسدون ويسرقون كل شيء”.

“حمزة وعبد الله لا يتكلمون مع بعضهما”

وأضاف الشخص المقرب: “من المعروف أن حمزة وعبد الله لا يتكلمون مع بعضهما البعض، وعزل حمزة من الجيش قبل عدة سنوات، وهو قرار زاد من غضبه، بالإضافة لتغيير حرسه الذي أعتقد أنهم لم يكونوا لحمايته، بل للتجسس عليه”، حسب الشخص نفسه.

صبر الملك نفد

وقالت الصحيفة إن الأشخاص حول الملك أشاروا إلى أن “صبره نفد، وعندما اندلعت تظاهرات ضد الحكومة عام 2018 وعزل الملك رئيس الحكومة، دعا الأمير عبر تويتر إلى مكافحة الفساد”.

وقال أحد المقربين من القصر: “إن الملك كان رحيما، لكن حمزة دفع بالأمر وحكم الدولة، وتجول بحمايتها، مستخدما امتيازاته كأمير للعمل ضد الملك”.

ورغم وساطة عم الطرفين الأمير الحسن، الذي “همشه شقيقه قبل سنوات” وخروج قرار بحظر النشر في وسائل الإعلام عن القضية، إلا أن أحد المصادر قال: “تلك ليست نهاية القصة”.

باسم عوض الله

وفيما يخصّ اعتقال باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي السابق ومستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قالت الصحيفة إنه “يعتقد أن القصر لا يثق بباسم عوض الله، الذي يحمل الجنسيتين الأردنية والسعودية”.

ونقلت عن أحد مسؤولي القصر “أن عوض الله هو الذي أشرف ونصح الأمير حمزة”.

مصادر: هذا ما حدث مع الأمير حمزة في صلاة العيد ودفع الملك لاتخاذ قراره الصعب ضدّه

 

ولفتت الصحيفة إلى أن شخصا مطلعا قال إن السعوديين طلبوا من الأردنيين تسليم عوض الله، وتم رفض الطلب، في حين نفى شخص آخر مطلع على الموقف السعودي حدوث هذا الطلب.

العلاقة بين الأمير وعوض الله

وقال حسن البراري، المحاضر في جامعة قطر، إنه غير صحيح ما يشاع عن العلاقة بين الأمير وعوض الله.
وتابع: “حمزة شخص ذكي، ويعرف أن عوض الله غير محبوب في الأردن. وكان الأمير يتجول في البلاد يتحدث ضد الفساد والوصفة الليبيرالية الجديدة التي دعا إليها عوض الله”.

وأضاف: “لو كانت لديه طموحات، فسيكون من غبيا إذا ارتبط به.. لقد ارتكب النظام خطأ في طريقة تعامله مع الأمير، لأنه يحظى بشعبية بين الأردنيين”.

وشددت الصحيفة على أنه “رغم أن الأمر لا يتعلق بانقلاب، إلا أن الجيش -الذي يسيطر عليه الملك بقوة- اعترض بعد لقاءات قادة العشائر والضغوط المحلية المتزايدة التي تفاقمت بفعل تفشي كورونا، وهو ما أثار مخاوف الأجهزة الأمنية والقصر”.

وقالت الصحيفة إن “معسكر حمزة يصوره بأنه ضحية للملك الذي يبدي بشكل متزايد عدم تسامح مع الأصوات المعارضة، إلا أن المقربين من القصر يصورون ولي العهد السابق بالمهووس بالعرش، ويحاول استثمار مشاكل البلد لإضعاف أخيه الملك”.

ونقلت عن أحد المقربين من القصر أن حمزة “لم يتجاوز حقيقة أنه لن يصبح ملكا، ويفكر على ما يبدو أنه صنع للملك”.

بالمقابل نفى أحد المقربين من حمزة هذا وقال: “كل مخاوفه كانت على العائلة وإرثها، ولن يفعل أي شيء يعرضهم للخطر”.

“الفتنة وئدت”

مساء الأربعاء (7/4/2021)، قال عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني،  إن “الفتنة وئدت”، وإن الأمير حمزة، في قصره مع عائلته وتحت رعايته، مشددا على أن “الجوانب الأخرى قيد التحقيق”.

جاء ذلك في رسالة مكتوبة وجهها الملك عبدالله الثاني إلى الأردنيين .

وتوجه الملك عبد الله إلى الأردنيين قائلا: “أتحدث إليكم اليوم لأطمئنكم أن الفتنة وئدت. وأن أردننا الأبي آمن مستقر. وسيبقى، بإذن الله عز وجل، آمنا مستقرا، محصنا بعزيمة الأردنيين . وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية”، وفق بيان للديوان الملكي.

وأضاف الملك: “للثبات على المواقف ثمن، لكن لا ثمن يحيدنا عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات جلل. من أجل رفعة شعبنا وأمتنا، ومن أجل فلسطين والقدس ومقدساتها”.

“أطراف الفتنة من داخل بيتنا”

وتابع: “لم يكن تحدي الأيام الماضية هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما. ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه. ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز”.

وأردف الملك: “مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه. ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة”.

واستطرد: “قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال. والتزم الأمير حمزة أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى”.

وأفاد الديوان الملكي، في بيان الإثنين، بأن الأمير حمزة وقع رسالة يؤكد فيها ولاءه للملك.

وقال الملك عبدالله الثاني إن “حمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي”.

واستدرك الملك: “فيما يتعلق بالجوانب الأخرى، فهي قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله (…) وبما يضمن العدل والشفافية”.

وتابع الملك عبدالله الثاني: “يواجه وطننا تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا. وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا”.

وزاد الملك عبدالله الثاني: “ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائما، متّحدين. يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى