شيخ إماراتي استعان بجواسيس إسرائيليين للحصول على معلومات سرية.. فما علاقة الأميرة هيا
شارك الموضوع:
كشفت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، تفاصيل فضحية جديدة للإمارات وحكامها، والتي تتعلق باستعانة شيخ إماراتي. بجواسيس إسرائيليين للحصول على معلومات سرية.
فضيحة تجسس اماراتية ومعلومات استخباراتية خطيرة
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن عملاء لشركة استخبارات إسرائيلية تنكروا في شخصية صحفيين، تسللوا إلى قناة. Fox News الأمريكية في محاولة لجمع معلومات عن قضية ضد أحد أفراد العائلة الملكية في الإمارات.
وحسب الصحيفة، فقد زيّفت شركة الاستخبارات الإسرائيلية شخصيتين لفردين، أحدهما باحثة بشبكة Fox News. والآخر صحفي في صحيفة La Stampa الإيطالية.
وأوضحت الصحيفة، أن الشخصين تواصلا مع الأفراد الذين رفعوا دعوى قضائية ضد أمير رأس الخيمة الشيخ. سعود بن صقر القاسمي.
الهدف من هذه العملية، بحسب الصحيفة، هو السعي للكشف عن معلومات عن قدر المعلومات التي يعرفها. أصحاب الدعوى عن الجهة المدعى عليها، الأمير الإماراتي.
الكشف عن الجهة المنفذة
الصحيفة الأمريكية استطاعت الحصول على معلومات عن الشخصين، وبالاستعانة بشركة فيسبوك، ربطت بينهما. وبين شركة إسرائيلية تُدعى Bluehawk C. والتي لم ترد على استفسارات الصحيفة الأمريكية حول المسألة.
لكن التقرير أشار إلى أنّ مؤسسها هو الإسرائيلي غاي كليزمان “ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق”.
وتزعم أنّها تقدم خدماتها في الأمن السيبراني وتفتخر بفريق عمل من “خريجي الوحدات الخاصة في المجتمع. الاستخباراتي الإسرائيلي”.
وفي الاتصالات التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية، يظهر عملاء الشركة وهم يحاولون جمع معلومات متعلقة. بالشؤون الداخلية الإماراتية.
ووصف التقرير أحد منتحلي الشخصية بأنّها “صحفية وباحثة بقناة Fox News في نيويورك، تُجري بحثاً حول الأوضاع بالإمارات.
وأُرسِلَت الرسائل من بريد إلكتروني يبدو موثوقاً وتابعاً للشبكة الإعلامية الأمريكية.
شخصيات وهمية
وأضاف التقرير أنّ الشخصيات المنتحلة كانت “مبنيةً على هويةٍ مسروقة لشابةٍ حقيقية، تُشبه الجاسوسة في. العمر والمظهر”.
وتابع: “كانت تعمل بالفعل في Fox. حتى إنّ رقم الهاتف الذي استخدمته الصحفية المزيفة كان يقود إلى رقم. الشبكة الأمريكية”.
تواصل المنتحلان لأول مرة مع أسامة العمري، وهو مواطن أمريكي كان قد عمل رئيساً تنفيذياً لمنطقة التجارة الحرة. برأس الخيمة ورفع دعوى قضائية ضد الإمارة في عام 2016. بسبب ما وصفه بأنه مبلغ إجمالي مستحق له كجزء من عقده.
وفي فبراير 2020، أرسلت “سامانثا” بريداً إلكترونياً إلى العمري، وقدمت نفسها على أنها “صحفية وباحثة بقناة FOX. الإخبارية في نيويورك”. كانت مهتمة بالكتابة عن “العديد من حالات الهجرة والاحتجاز في الإمارات.
بدت اللغة الإنجليزية لسامانثا خرقاء (كتبت أنها كانت “تجري بحثاً حول الوضع في الإمارات”).
ولكن بدا كما لو أنها تواصلت من خلال عنوان بريد إلكتروني شرعي من Fox News. كانت على دراية بقضية العمري.
لذلك رحب بتواصلها، معتقداً أنه يمكن أن يجذب بعض انتباه الصحافة إلى خلافه مع قيادة رأس الخيمة.
حياة مهنية
وبحسب الصحيفة، فقد تمتع العمري بحياة مهنية في رأس الخيمة، حيث عمل جنباً إلى جنب مع الشيخ. فيصل بن صقر القاسمي.
واستدركت: “لكن في أوراق المحكمة، قال العمري إنه وجد نفسه “عالقاً في نزاع عائلي ومباراة على السلطة”. عندما توفي والد فيصل، صقر، الحاكم السابق لرأس الخيمة، وتولى سعود شقيق فيصل، العرش.
في الدعوى القضائية التي رفعها عام 2016، ادعى العمري أنه بعد إقصاء فيصل من قيادة منطقة التجارة الحرة. طُرد ظلماً من المنظمة.
وحسب الدعوى، فهو لا يزال يتعرض للاضطهاد في محكمة حكام رأس الخيمة، غيابياً، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
وزعم العمري أنه إدانته في رأس الخيمة عام 2015 بتهمة الاختلاس كانت تهمة كاذبة ذات دوافع سياسية.
وكانت “سامانثا” على دراية بمعركة العمري القانونية، وفي مقابلة عبر سكايب معه، توقعت التعاطف. قالت بلغة إنجليزية. متقنة ولهجة شديدة: “أريد حقاً أن أكشف النقاب عن المخالفات من جميع الجوانب. التي يمكنني العثور عليها حقا. كما تعلمون”. مختبئة وراء شعار فوكس، دفعته إلى الحصول على معلومات. حول “معرفته بمزاعم تم العثور عليها في ثلاث دعاوى قضائية” ضد رأس الخيمة والأطراف المعنية. وفقاً لدعوى رفعها العمري في مارس/آذار 2020.
لكن اختفاء سامانثا بشكل غير مبرر، أثار عديداً من الأسئلة لدى العمري، ليتبين لاحقاً أن عنوان البريد الإلكتروني. الخاص بشركة Fox News الذي استخدمته سامانثا مزيف ولا علاقة له بالشبكة، ورقم الهاتف المدرج. في الجزء السفلي من بريدها الإلكتروني هو خط دعم العملاء العام لـFox News.
صندوق الثروة السيادية
بالطريقة نفسها، قام مستخدم على فيسبوك تظاهر بأنه صحفي إيطالي، بالاقتراب من خاطر مسعد، وهو مواطن لبناني سويسري. عمل رئيساً لصندوق الثروة السيادية برأس الخيمة حتى مغادرته في عام 2012.
في عام 2015، أدانت محكمة برأس الخيمة مسعد غيابياً بالاختلاس من هيئة رأس الخيمة واتهمته بسرقة الملايين من المنظمة.
لكن مسعد زعم أن التهم الموجهة إليه باطلة وذات دوافع سياسية، نتيجة اعتبار رأس الخيمة له حليفاً لفيصل. ومعارضاً للحكومة الحالية للإمارة.
الصحفي الإيطالي المزيف تواصل مع مسعد عبر رسالة على فيسبوك، طالباً فيها مناقشة علاقته بحكومة رأس الخيمة. مسعد لم يتورط في المحاولة.
وقد اتضح للصحيفة أن المراسل الإيطالي الفضولي كان محتالاً مرتبطاً بـBluehawk CI، وكذلك سامانثا.
التواصل مع المحامية
في حادثة منفصلة، تواصلت فاعلة خير مزيفة مع رادها ستيرلنغ، المحامية التي مثلت العمري ومسعد في قضايا تتعلق برأس الخيمة.
عكس المراسلَين المزيفين المرتبطين بـBluehawk CI، ليس من الواضح مَن المسؤول عن هذه المحاولة، حيث لا توجد أدلة كافية لإسنادها إلى أي ممثل معين.
لكن الحادث، الذي تضمن محاولة فجة لاختراق هاتف المحامي، يُظهر المدى الذي يبدو أن البعض على استعداد. لبذله للحصول على معلومات حول الدعاوى القضائية المرفوعة ضد رأس الخيمة.
في العام الماضي، ظهرت جوستين دوترو بصندوق بريد ستيرلينغ وقدمت نفسها كمساعد لفاعل خير ثري. مُلمحة إلى أنها قد تكون مهتمة بتمويل عمل “ستيرلنغ” في القضايا المتعلقة برأس الخيمة.
ومع ذلك كانت ستيرلينغ متشككة منذ البداية.
وقالت ستيرلينغ لصحيفة ديلي بيست: “لقد كانوا حريصين جداً علي أن أعطيهم معلومات تتعلق باللاعبين. الذين كنت على اتصال بهم. ضمن الدعاوى القضائية المختلفة المتعلقة برأس الخيمة”.
الأميرة هيا
كما قالت ستيرلينغ: “لقد أرادوا معرفة ما إذا كنت على اتصال بالأميرة هيا وما إذا كان بإمكاني تقديمهم إلى السيدة شاكلتون. محامية هيا بنت الحسين طليقة حاكم دبي محمد بن راشد“.
وفقاً لستيرلينغ، “أرادت جوستين أن تعرف بشكل خاص عن المساعد الشخصي للأميرة هيا” ، وما إذا كانت لا تزال تعمل لدى الأميرة. وما إذا كان بإمكان ستيرلينغ المساعدة في تقديم مقدمة للأميرة وحاشيتها.
خلال المحادثات، استخدمت جوستين إغراء المال كطُعم لكسب ثقة ستيرلينغ. عرضت على ستيرلينغ رحلة. على متن طائرة خاصة إلى المغرب. لمقابلة صاحب عملها، وطلبت منها إرسال فاتورة للدفع.
ثم أخذت المحادثة منعطفاً أكثر خطراً، حينما أرسلت جوستين تطبيقين إلى سترلينغ بعنوان “PaymentsApp” و “CapitalControl” عبر WhatsApp.
وأوضحت أن التطبيقين سيسمحان لها بمراقبة مدفوعات الملياردير لشركتها وتسهيل المدفوعات المستقبلية.
من جانبه، قال جون سكوت رايلتون، كبير الباحثين في Citizen Lab بجامعة تورونتو: “إن هذا البرنامج هو فيروس. للوصول عن بُعد. مبنيّ على إطار عمل Metasploit المتاح للجمهور”، وهو موقع للأمن السيبراني ينتج مجموعة من البرامج الضارة المتاحة للباحثين.
وأوضح أن البرامج الضارة المرسلة إلى ستيرلينغ “ليست معقدة على الإطلاق، ولكن إذا نجحت فستكون طريقة. فعالة لمراقبة شخص ما”.
لكن المتسللين أرسلوا عن طريق الخطأ برامج ضارة مصممة لنظام تشغيل Android إلى جهاز iPhone ، حيث لم تكن تعمل.
وتقول ستيرلينغ، وهي مواطنة أمريكية وبريطانية وأسترالية، إنها مصممة على معرفة من كان وراء محاولة اختراقها.
فيما قال الضحيتان، العمري ومسعد، إنّهما يزعمان تقديم شكوى إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.