وطن – سلطت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في تقرير لها الضوء على الأزمة الحالية في الأردن داخل أسرة الحكم، واتهامات الملك عبدالله الثاني لأخيه الأمير حمزة بقيادة محاولة انقلاب فاشلة ضده تم إحباطها.
الصحيفة الفرنسية قالت في تقرير لها متناولة الأزمة، إن لقب “أمير القلوب”، الذي يستخدمه الأردنيون منذ أسبوع على مواقع. التواصل الاجتماعي، جاء لترسيخ المكانة التي يحتفظ بها الأمير حمزة بن الحسين منذ فترة.
الأمير حمزة فاز بقلب وعقول الأردنيين
وتابعت أن الأخ غير الشقيق لملك الأردن ـ تقصد الأمير حمزة ـ تمكن سلفاً من “الفوز بقلوب وعقول” الكثير من الأردنيين في السنوات الأخيرة.
والاتهامات التي أطلقها الملك عبد الله الثاني ضد الأمير حمزة بالتورط في ”محاولة لزعزعة” المملكة، وصفتها “ليبراسون” بأنها ما تزال غامضة للغاية.
اقرأ المزيد:
محققون أردنيون يكشفون خطّة باسم عوض الله والأمير حمزة لإثارة العشائر الساخطة
وشددت في الوقت ذاته على أن ما أقدم عليه ملك الأردن، خدم أخيه الأصغر من حيث “مضاعفة شعبيته الكبيرة أصلاً.”
إلى ذلك أشارت الصحيفة الفرنسية أيضا، إلى الانتشار الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي لصور الأمير حمزة “المبتسم الوسيم”. إلى جانب والده الراحل الملك حسين، مما يؤكد التشابه المذهل بين الاثنين.
وتقول “ليبراسيون” إنه يبدو أن حمزة كان الابن المفضل لمن حكم الأردن من 1952 إلى 1999 وأراد أن يكون خليفته.”
وتابعت:”لكن حمزة كان صغيرا جدا عندما توفي الملك الحسين، وكان شقيقه الأكبر عبد الله الثاني هو من اعتلى العرش. ومع ذلك. عيّن الأخير حمزة وليًا للعهد لمدة خمس سنوات، قبل أن يرفع عنه اللقب لصالح ابنه حسين.”
والأمير المتمرد الآن ـ تقول ليبراسيون” ـ والذي لا يشغل منصبًا في الدولة الأردنية، يحمل إرث والده، الذي ما يزال يحظى بشعبية. كبيرة بين الأردنيين، خاصة لقربه من الناس.
كما ركز تقرير الصحيفة على كلمة “أنا أردني حر، ابن أبي” التي أضحت أحد الشعارات التي يرفعها أنصار حمزة.
وهي جملة وجهها الأمير الشاب إلى قائد الجيش الأردني الذي جاء إلى بيته لإبلاغه بفرض الإقامة الجبرية عليه.
وقد أثارت الكلمات التي وجهها الأمير حمزة لقائد الجيش، والتي تم تسريبها في تسجيل صوتي، إعجاب الكثير من الأردنيين.
الأردنيون لم يقتنعوا بالرواية الرسمية
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الرأي العام الأردني لم يقتنع بما تحدث به السلطات الأردنية بشأن محاولة الانقلاب. في الأردن بقيادة الأمير حمزة بن الحسين.
“الانقلاب في الأردن”
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن البروفيسورة بسمة مومني، الباحثة في جامعة واترلو في كندا والزميلة البارزة بمركز الحكم الدولي. والإبداع، قولها، إن السلطات الأردنية هي من أعلنت عن محاولة الانقلاب في الأردن.
وأوضحت مومني، أن العالم عادة ما لا ينتبه للأحداث في الأردن، حيث تغير هذا الموقف وبشكل مثير يوم الأحد. عندما أعلنت مصادر إعلامية أن كيانات أجنبية ضبطت وهي تحاول زعزعة أمن الأردن.
وأضافت: “حتى تبدو الأمور أكثر إثارة، علم الأردنيون أن قائد الجيش زار ولي العهد السابق حمزة بن الحسين. وأخبره عن تقييد استخدامه لمنصات التواصل الاجتماعي”.
وأشارت إلى تحذير الأمير حمزة من استمرار التواصل مع أتباعه، كما اعتقلت السلطات أيضاً رموزاً من المجتمعات القبلية. في الضفة الشرقية من نهر الأردن، وبعضهم عمل مباشرة مع الأمير حمزة.
نقطة واحدة
وحسب الصحيفة، فقد ظهرت نقطة واحدة وبسيطة من كل هذه التحركات، وهي أن البلاط الملكي للملك عبد الله الثاني. أراد من الأردنيين والعالم تصديق أن محاولةً من نوع ما تمت للسيطرة على السلطة في البلاد.
واستدركت: “لكن السرد الرسمي سرعان ما تفكك، عندما بدأ حمزة وأقارب بعض المعتقلين بحكاية روايتهم من القصة على منصات التواصل الاجتماعي”.
وتابعت: “سرعان ما اكتشف الأردنيون أن تحركات السلطة لم تهدف لوقف محاولة انقلابية، أكثر من مقاومة انقلاب. في دولة تعاني فعلا من اقتصاد متضرر بسبب وباء كورونا”.
واستكملت: “كانت الدولة تحاول بشكل واضح إضعاف شعبية الأمير حمزة المتزايدة. فلطالما أُعجبت النخبة العشائرية. الشرق أردنية بالأمير الذي جسّد سحر وأسلوب والده الراحل، الملك حسين”.
تسجيلات الأمير حمزة
ووفق الصحيفة، اهتز الأردنيون مرة أخرى عندما نشر حمزة تسجيلا عبر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنكر فيه التهم ضده.
https://www.youtube.com/watch?v=gQJjbUBy1_I&feature=emb_title
وتابعت: “أهم من هذا، فقد استخدم اللحظة للهجوم واتهام البلاط الملكي بالمحسوبية وسوء الإدارة والفساد”.
https://www.youtube.com/watch?v=fhysruIBOl8
وأكملت: “أظهر في كلامه احتراما للقبائل وعاداتها وتعاطفا مع معاناة المواطن الأردني العادي من الظروف الاقتصادية وإحباطه من عجز الحكومة”.
وعندما بث حمزة تسجيلات أخرى، أكد ما كان يشك به الأردنيون، وهي أن سمعته هي المستهدفة بالتشويه.
https://www.youtube.com/watch?v=pY0bUlivvAs&feature=emb_title
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بدت الأزمة وكأنها خلاف عائلي أكثر من كونها محاولة لتولي السلطة بدعم قوى أجنبية اكتسبت زخما.
وتساءلت الصحيفة: “هل يمكن تفسير هذه الملحمة من خلال شعبية الأمير حمزة الذي خطف في السنوات الماضية الأضواء من الملك وولي عهده البالغ من العمر 26 عاما، الأمير الحسين بن عبد الله؟”.
وأكملت: “الجواب هو أن محاولة الدولة تشكيل مسار الحدث والقصة فشلت، وبالتأكيد فقد بدت محاولتها بوضوح هزيمة للذات”.
وتابعت: “بين ليلة وضحاها، تحول حمزة إلى بطل لدى الوطنيين والإصلاحيين في البلد، وبالتحديد بين الشرق أردنيين الذين سُجن حوالي 20 فردا منهم”.
باسم عوض الله
وأضافت: “عقّدت السلطات الأمر أكثر باعتقال باسم عوض الله، العارف السابق بخفايا الحكومة والذي حمّله الكثير من الأردنيين. مسؤولية سياسات التقشف الاقتصادية التي تبنتها الدولة.
وقالت الصحيفة: “على مدى السنوات أصبح اسم عوض الله مرادفا للانتهازية والفساد. وزاد دوره الحالي كمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وعلاقاته مع مجتمع رجال الأعمال في الإمارات، من الارتباك لهذه الخلطة”.
واستكملت: “لم يفت المعلقين في الإعلام الفضائي العربي والإسرائيلي أن “الكيانات الأجنبية” الغامضة ربما كانت تشير إلى السعوديين والإماراتيين والإسرائيليين الذين يعملون معا لإعادة تشكيل الشرق الأوسط”.
ولفت المعلقون، وفق الصحيفة، أن الدول هذه تحاول إحياء خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو ما تعرف بـ”صفقة القرن”. والتي تهدف لمنح الإسرائيليين الضفة الغربية لتحديد السيادة الفلسطينية. والتعاون مع الأمير حمزة لهز المملكة من الداخل.
واستدركت: “إلا أن الأردنيين لم تمر عليهم فكرة تعاون حمزة مع عوض الله والكيانات الأجنبية، ذلك أن ولي العهد السابق. يُنظر إليه كوطني ينبع دعمه من الشرق أردنيين الذين تتناقض مصالحهم مع المؤامرة المزعومة”.