“العائلة نشرت غسيلها الوسخ”.. فورين بوليسي: لم يكن هناك أي انقلاب في الأردن وهذا ما جرى

سلطت صحيفة “فورين بوليسي” الضوء على الأحداث الأخيرة المتتالية في الأردن، كاشفة عن مفاجأة مفادها أن ما حدث في الأردن لم يكن انقلابا وأن الحكومة لم تقدم وبعد عشرة أيام من إعلانها عن مؤامرة للانقلاب على الملك وزعزعة استقرار البلد أي دليل.

انقلاب الأردن حكاية لا معنى لها

كما ولم تقدم الحكومة الأردنية وفق الصحيفة، معلومات عن الجهات الخارجية التي قالت إن المعتقلين كانوا يتعاونون معها ومع أخ. الملك الأمير حمزة بن حسين.

مما يعني ـ وفق فورين بوليسي ـ “أن الحكاية لا معنى لها. وكل ما شاهدناه هي قصة قديمة في العالم: معركة على الخلافة بين أخوين. فقد وضع الملك عبد الله الثاني أخيه ولي العهد السابق تحت الإقامة الجبرية إلى جانب 18 شخصا من المتآمرين المزعومين.”

أقرأ المزيد: مفاجأة.. الاستخبارات التركية أبلغت الأردن بمؤامرة الانقلاب للإطاحة بالملك عبدالله

وبدلا من الكشف عن أمير قاد عصيانا أظهرت كل الحادثة ملكا يميل بشكل متزايد للاستبداد ويشعر بعدم الأمان، تقول الصحيفة.

العائلة الحاكمة في الأردن نشرت غسيلها الوسخ

إلى ذلك قالت أنشال فوهرا معدة هذا التقرير بـ“فوررين بوليسي” إن الأحداث الأخيرة تظهر مشاكل في الحكم وسوء الإدارة أكثر. من “مؤامرة” انقلابية وإن الملك عبد الله الثاني هو الملام.

وتقول إن الشريف حسين كان لديه قبل قرن أحلام كبيرة بعائلة هاشمية عندما كان ملكا على الحجاز وأميرا على مكة والمدينة.

وتابعت أنشال:”لكن ومنذ أيام لورنس العرب عندما كان الهاشميون حلفاء البريطانيين الوحيدون بالمنطقة وأعلنوا الثورة العربية. ضد الحكم العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، والعائلة في تراجع، وبالخلاف الأخير المستمر بين أحفاد الحسين في الأردن، فقد وصلت العائلة أدنى مستوياتها.”

مشيرة إلى أن العائلة الهاشمية واجهت عددا من التحديات الخارجية والداخلية، وعادة ما تم التخلي عن الإخوة الذين ينتظرون العرش. من أجل الأبناء لكن لم يحدث أن نشرت العائلة غسيلها الوسخ وتحولت إلى مصدر للقيل والقال بين السكان، بحسب وصفها.

أنشال فوهرا أضافت في تقريرها أن العشائر الأردنية بايعت الهاشميين، لنسبهم الديني إلى عائلة النبي محمد الذي ينحدر من بني هاشم. ويعتبر دعمها مهما للعائلة الحاكمة، لكنها تشعر وبشكل متزايد بالتهميش وعدم الرضى.

ورغم الدعم الرسمي الأمريكي للملك إلا أن الإدارة أجبرت على ملاحظة القمع المتزايد في ظل قيادة الملك عبد الله.

انقلاب الأردن الفاشل

وتقول إن الملك قدم نفسه للغرب كزعيم مؤيد للديمقراطية، لكنه عزز قبضته في القصر وكمم الإعلام واعتقل المتظاهرين وتردد. في الإصلاح بما في ذلك تفويض جزء من سلطاته إلى المشرعين في البرلمان.

وأصبح الهاشميون الذين كان ينظر إليهم كعائلة حديثة وغربية النظرة مثل أي عائلة تحكم دولة مستبدة. وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود” فمرتبة الأردن في حرية الصحافة تأتي في الـ 128 من بين 180 دولة وبعد أفغانستان.

كما خفضت مؤسسة “فريدوم هاوس” في العام الماضي وضع الأردن من “حر بشكل جزئي” إلى بلد “ليس حرا”.

وصاية الهاشميين على القدس

وتقول فوهرا إن تلميح القصر بأن إسرائيل والسعودية تريدان أن يصبح الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين في الضفة الغربية وكجزء. من صفقة واسعة تستبدل وصاية الهاشميين على القدس بوصاية سعودية، ولأن الملك عبد الله لا يريد أن يمشي في خططهم، ولهذا أرادوا من حمزة القيام بانقلاب عبر انتفاضة شعبية.

ويرفض المراقبون هذا التحليل ويرونه نوعا من التكهنات. ويعلق توبياس بورك، الزميل في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن “تم تعويم الفكرة هذه على مدى نصف القرن الماضي أو أكثر ولم تؤخذ بجدية وبالتأكيد من الحكومات العربية”.

و”عادة ما يتم الحديث عن تعامل السعودية أو الإمارات على أنهما الخيار السياسي المجدي، ولكنني لا أعتقد بهذا ولم أسمع أبدا أي سياسي سعودي أو إماراتي يتعامل مع الفكرة بجدية”.

وفي قلب شعور الملك بعدم الأمن هي حركة الاحتجاج التي يطلق عليها بالحراك الأردني. ففي 2011 الذي غمرت فيه ثورات. الربيع العربي المنطقة، خرج الإسلاميون من جماعة الإخوان المسلمين وأبناء العشائر إلى الشوارع للاحتجاج.

ويرى التل أن أساس الحراك “بدأ عام 2010 عندما أصدر المتقاعدون من الجيش بيانا لم يتحدثوا فيه بشكل واضح عن استبدال. الملك بحمزة لكن خيارهم كان واضحا”.

وتسيطر على مؤسسات الجيش والأمن عناصر من أبناء العشائر. ورغم تعيين الملك هذه القيادات إلا أن خوفه الدائم من انقلاب. أحدهم عليه لصالح حمزة.

مخاوف الملك عبدالله الثاني أمر مبالغ فيه

ولكن محللين آخرين يرون في الحديث عن مخاوف الملك أمرا مبالغا فيه “فرغم وجود خطوط صدع أيديولوجية وإثنية عديدة في السياسة الأردنية. من دعاة الإصلاح وتظاهرات دعاة الديمقراطية -من يسار ووطنيين وإسلاميين وحركات غير حزبية- وتظاهرت واحتجت ضد الفساد وطالبت بالإصلاح كل جمعة. منذ أكثر من عام” كما يقول كيرتيس رايان من جامعة ولاية أبالا تشيان “إلا أن هذا لا يعني ثورة قادمة أو حربا أهلية.

وبالتأكيد لا يزال معظم الأردنيين يدعمون الملكية ويريدون منها قيادة الإصلاح”.

وتختم بالقول إن الملك يبدو عدوا لنفسه وليس حمزة أو أي من المعارضين المعروفين.

والتاريخ حافل بالملوك الذين يشعرون بعدم الأمان ويدمرون أنفسهم.

وبدلا من الاعتقالات أو الحديث عن نظريات غير مؤكدة فمن الأفضل لو ركز الملك على إصلاح سياسي وفوض السلطة إلى البرلمان.

وتابعت:”فقيادة دراجة “هارلي” النارية لا تجعلك ملكا حديثا ولكن مؤسسة ملكية دستورية، يلعب فيها الملك رمزا للدولة وليس أكثر من هذا.”

الاستخبارات التركية أبلغت الأردن بمؤامرة الانقلاب

وفي مفاجأة من العيار الثقيل كشف موقع مجلة “إنتليجينس أون لاين” المعنية بشؤون الاستخبارات، عن دور جهاز الاستخبارات. التركي في إفشال محاولة الانقلاب بالأردن، وأن مخابرات تركيا كانت أول من كشف هذا المخطط وأبلغت به نظيرتها في الأردن.

وفي هذا السياق كشفت المصادر للمجلة الاستخباراتية بأن جهاز الاستخبارات الوطنية التركي (MIT) هو مصدر إبلاغ دائرة. المخابرات العامة الأردنية بوجود “مؤامرة” للإطاحة بالملك “عبدالله الثاني”.

ويشار إلى أن جهاز المخابرات التركي، سبق وأن أفسد على ولي العهد السعودي مخطط اغتيال جمال خاشقجي، داخل قنصلية. بلاده بإسطنبول.

حيث اعتقد النظام السعودي أنه نفذ جريمته على أكمل وجه ولم يترك اي أثر وراءه، إلا أن مخابرات تركيا كانت على علم بكل شيء. وفضحت ما حدث بالتفصيل، ما سبب أكبر أزمة لولي العهد السعودي منذ صعوده للحكم.

كما أوضحت المصادر أن الدائرة الأردنية أصدرت، فور إبلاغها، تعليمات بتحديد حلفاء ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين.

وكان معظمهم من قبائل الكرك ومعان، بحسب المجلة الفرنسية التي أضافت أن المخابرات الأردنية حددت لاحقا حلفاء الأمير “حمزة”. في دائرة المحيطين بالعاهل الأردني، وعلى رأسهم المستشار السابق بالديوان الملكي الأردني، الشريف “حسن بن زيد”.

ومعروف أن الشريف حسن هو من الأشراف الهاشميين، ويحمل الجنسية السعودية إلى جانب جنسيته الأردنية، وسبق أن شغل. منصب مبعوث الملك “عبدالله الثاني” إلى الرياض.

وزير خارجية الأردن يكشف التفاصيل

وذكرت المصادر أن وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” أعلن اعتقال مقربين من الأمير “حمزة” في مؤتمر صحفي عقده بعمان بناء على المعلومات الواردة من الاستخبارات التركية.

ووضعت السلطات الأردنية الأمير حمزة بن الحسين، في 3 أبريل/نيسان الجاري قيد الإقامة الجبرية.

كما شنت حملة اعتقالات شملت “باسم عوض الله”، الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني، والرئيس التنفيذي لشركة “طموح” في دبي.

وكانت علاقة “عوض الله” ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، وهو ما ظهر جليا إبان مرحلة الملك الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز”.  حتى أنه حصل على الجنسية السعودية.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

Exit mobile version