ماذا فعلت الرباط بـ”ممثلين” أهانوا نساء وأطفال المغرب في فيديو أثار ضجة واسعة
شارك الموضوع:
يجري القضاء المغربي، محاكمة رسمية لممثل كوميدي فرنسي موقوف منذ أسبوع في المغرب. وذلك بتهم نشر فيديو اعتبر مهيناً على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك وفق ما أعلن محاميه، مراد العجوطي لوكالة “فرانس برس”، والممثل الفرنسي هو إبراهيم بوهليل. إلى جانب مغربي آخر هو “زبار بوكينغ”.
صور للقاصرين
و”إبراهيم بوهليل” ومؤثر فرنسي أيضا معروف باسم “زبار بوكينغ” ملاحقان بتهمة “نشر صور قاصرين بدون موافقة الوالدين.
ويتهمه القضاء أيضاً ببث تسجيل فيديو لشخص بدون موافقته والتشهير”، وهما جنحتان يعاقب على كل منهما بالسجن خمس سنوات، وفق قانون العقوبات المغربي.
اقرأ أيضاً: “هذا عيب وهذا عار”.. مغاربة يخرجون في مسيرة احتجاجية للمطالبة بصلاة التراويح
وفي تسجيل الفيديو يظهر “بوهليل” و”زبار بوكينغ” والممثل الفرنسي “الهادي بوشنافة” وهم يصورون ثلاثة قاصرين يطلقون شتائم، ما أثار استياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
استغلال أطفال في الشريط
وتعود فصول القضية إلى نهاية الأسبوع الماضي، حيث أثار مقطع فيديو مسيء لأطفال يبيعون المناديل الورقية بمدينة مراكش. استهجانا واسعا في شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب.
ويَظهر في هذا التسجيل المصور، ممثلون جزائريون يقيمون بالديار الفرنسية، يهينون أطفالا مغاربة يمتهنون بيع الورود والمناديل الورقية. ويتهمونهم بكونهم غير شرعيين، وينعتون نساء مغربيات بأوصاف قدحية.
وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، وتناقلته صفحات مغربية، مستنكرة محتواه المُغرض وعبارات الشتم التي يتضمنها.
تحقيق قضائي
وعلى إثر هذه الضجة، أمرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، الأحد الماضي، بفتح بحث قضائي في شأنه من أجل تحديد المسؤوليات.
وسارع إبراهيم بوهلال، أحد الممثلين الثلاثة الذين ظهروا في الفيديو إلى الاعتذار، عبر مقطع نشره على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال: “أود أن أعبر عن أسفي الشديد للشعب المغربي. من خلال ذلك الفيديو، كنت أريد أن أنتقد الأشخاص الذين يقومون بمثل تلك التصرفات. وينشرون تلك الادعاءات الخاطئة”.
وأضاف: “لقد كنت أؤدي دورا، وكنت أحاول أن أكون مضحكا. لكنني كنت مخطئا تماما. أحب هذا البلد -المغرب- وشعبه”.
وتابع: “أنا ألتقي أولئك الأطفال كل يوم. وأنا اليوم منهار، بعد أن أدركت سوء ما فعلته. أنا أعي فداحة ما قلته، ولهذا أطلب منكم أن تسامحوني”.
من جانبه، قام الممثل إيدي بوشنافة أيضا بتقديم اعتذاره، وقال “قمنا بذلك في إطار الدعابة، وأعطينا الأطفال المال مقابل التصوير معنا”.
وأضاف: “أنا آسف حقًا إذا قللت من احترامكم”. وأضاف قائلا “استُقبلت كالملك في المغرب، أنا لست من هؤلاء الأشخاص الذين تعتقدون. أقدم اعتذاري لأولئك الذين جرحت مشاعرهم”.
اعتذار غير مقبول
اعتذار الممثلين الشباب، لم يضعهم بمنأى عن الانتقادات، فقد أثارت المقاطع ردود فعل شديدة على مواقع التواصل من قبل نشطاء مغاربة.
وطالب النشطاء السلطات المختصة باتخاذ التدابير القانونية اللازمة في حق المعنيين لردع سلوكهم الذي بالإضافة. إلى خرقهم للقانون “يسيئون إلى سمعة شعب بكامله”.
فور ذلك، أعلنت شركة “أديداس” التي تتعاون مع الممثل إبراهيم بوهلال، أنها ستعيد النظر في هذا التعاون.
وقالت: “أديداس تعارض بشدة جميع أشكال عدم التسامح والتمييز على أساس الجنس”.
وأضافت “نحن ملتزمون بجعل الرياضة مساحة. يقبل فيها الجميع بشكل كامل. لا يوجد عقد بين العلامة التجارية وإبراهيم بوهليل”.
وفي مقال نُشر بجريدة “هسبريس” الإلكترونية، بعنوان “اعتذار غير مقبول”، كتب الناشط في حقوق الإنسان. سعيد ابن عائشة: “وكأن شيئا لم يكن، تناوب من يقدمون أنفسهم كفنانين جزائريين. ليقولوا إن الحادث المسجل عبر الفيديو لم يُفهم بشكل صحيح.. والحقيقة أن الكلمات الوقحة كانت واضحة، ولا مجال للحديث عن سوء الفهم”.
وتساءل ابن عائشة: “على من تضحكون؟ إن ما يحتاجه أولئك الأطفال هو رد اعتبار، وأكبر هدية يمكن أن تقدم لهم هي ألا يجدوا أمثالكم في طريقهم. لأنكم قدوة سيئة”.
وأضاف: “الأمل معقود على العدالة لتعاقب المتورطين في هذه القضية، بما يتناسب مع بشاعة فعلتهم”.
وفي نظر صبري الحو، محامي وخبير في القانون الجنائي الدولي، على المشتبه فيهم أن يثبتوا أمام هيئة الحكم في إطار مناقشة القضية. حسن نيتهم وانعدام القصد الجنائي كركن في الجريمة، وإثبات أن هذه المشاهد. لا تعدو أن تكون مشاهد تمثيلية في إطار عمل فني مرخص له مسبقا من قبل الجهة الإدارية المختصة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد