أثار التلفزيون الأردني جدلاً واسعاً بعد قراره منع بث المسلسل الأردني القروي “أم الدراهم”، والذي كان من المفترض عرضه خلال الدورة البرامجية الحالية لشهر رمضان.
التلفزيون الأردني روج بنفسه للمسلسل
وكان التلفزيون الأردني قد قاد بنفسه حملة ترويجية لمسلسل “أم الدراهم” لمدة 10 أيام عبر منصاته الإلكترونية. وعرض البرومو الترويجي له عبر الشاشة ضمن قائمة الأعمال الرمضانية.
https://youtu.be/B39XMUtHgVo
كما أرسل مدير التلفزيون الأردني للشركة المنتجة للمسلسل كتاباً رسمياً يفيد بشراء حقوق عرض المسلسل. بقيمة 70 ألف دينار أردني (100 ألف دولار)، قبل أن يعود في اليوم التالي برفض عرض المسلسل.
ساري الأسعد يرفض الصمت
وأثار قرار منع عرض المسلسل غضب بطل العمل ونقيب الفنانين الأردنيين السابق، ساري الأسعد. والذي قال إن العمل يتناول حياة ”مختار“ قرية يبطش بأهلها ويستولي على ممتلكاتهم.
وأوضح الأسعد، بفيديو نشره على صفحته عبر “فيسبوك”، أن المجتمع الأردني كغيره من المجتمعات فيه. الجيد والسيئ، وأن المسلسل يتناول قضايا مجتمعية، وهو بمثابة رسائل للحكومة عن أماكن الخلل في المجتمع.
وتابع الأسعد: “الجهات الرقابية قامت بتأويل بعض المشاهد بأنها إيحاءات جنسية، و تراجع الدراما الأردنية سببها الرقابة، وتواصل معي المنتج وطلب مني عدم التحدث في الموضوع، لكنني أرفض”.
https://youtu.be/fwj3md-xhrI
وأضاف: “يقولون المسلسل يحمل مضمونا سياسيا.. افعلوا ما شئتم لن نكفر بهذا الوطن”.
وقال الأسعد إن العمل تم رفضه من لجنتين، حيث قدمت إدارة التلفزيون للمنتج 38 ملاحظة حول المسلسل. كلها تتعلق أن المسلسل يحتوي إيحاءات وإسقاطات سياسية .
وأشار الأسعد إلى أن هناك مشاهد تم حذفها بالاتفاق مع إدارة التلفزيون قبل العرض، مضيفاً: “رغم أهمية. تلك المشاهد إلا إنه كان يُقال إن هذا المشهد يسقط على فلان، وهذا يسقط على علان، هل يجوز في علم الإدارة أن تعلن عن منتج مرفوض؟! ولماذا كل هذا الرعب من الأعمال الدرامية؟”.
“محكومون بالصمت”
وعبر مؤلف مسلسل “أم الدراهم”، الكاتب زكي مارديني، عن غضبه الشديد لمنع عرضه، وقال مارديني في منشورً. له عبر حسابه على موقع ” فيسبوك”: “إننا محكومون بالصمت، يبدو أن لعنة الرفض أو المنع من العرض أو في أحسن الأحوال. إخفاء المسلسل في الأدراج وعدم تسويقه، ستبقى ملازمة لكل الأعمال التي ترفع سقف التحدي وتناقش القضايا الحقيقية. التي يجب أن تطرح على الشاشات، بعيداً عن البلطجة والشبرية والخيانات والحب التركي”.
وتابع مارديني: “بدءا من مسلسل زوال الذي حظي بدعم شجاع من الاستاذة ديانا جبور فتم إنتاجه ولكن بعد تركها. لمؤسسة الانتاج التلفزيوني أصبح العمل من الانتاجات غير المرغوب بها، وفي هذا العام تحديداً ترفض الرقابة السعودية إجازة تصوير مسلسل من تأليفي”.
مخرج المسلسل يتهم “متنفذين” بحذفه
وفي ذات السياق، كتب مخرج المسلسل كارو أرداد عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: “تم إقصاء مسلسل أم الدراهم. من قبل بعض المتنفذين في التلفزيون الاردني لأسباب غير منطقية وواهية رغم أن المسلسل اجتماعي كوميدي قروي”.
وتابع: “من الطبيعي أن كل عمل فني قابل للتأويل، وما المشكلة بأن يتضمن المسلسل إسقاطات سياسية؟”.
وأضاف أرداد: “لكن يبدو أن هناك من يريد وضع العصي في الدواليب وإيقاف عجلة الفن الأردني لأسباب تخصه”.
التلفزيون الأردني يصدر توضيحاً
ورد التلفزيون الأردني على ما وصفه بـ”الهجمات”، موضحاً أن مسلسل أم الدراهم خضع للإجراءات الرقابية. بعد مراجعات متكررة مع المنتج للعمل ولعدة مرات حول تصويب مسار هذا العمل بدأ من اشارة المسلسل الى المحتوى بالمجمل.
وحول أسباب عدم قبول عرض المسلسل، ذكر التلفزيون، في بيان صحفي تناقلته وسائل إعلام محلية أن العمل. حصل على تقدير «ضعيف» إنتاجياً وإخراجياً بعد مشاهدة لجنة الرقابة 7 حلقات وكانت التوصية بالشراء بهدف دعم الدراما الأردنية قبل اتخاذ قرار لاحق بعدم الموافقة عليه.
وشددت الإدارة على تنافي مفهوم القرية في العمل مع الحفاظ على ثوابت أردنية. واستغربت الإدارة اتهام. التلفزيون ب “متنفذين أثّروا على قرار لجنة الرقابة”.
وأكدت إدارة التلفزيون تواصلها مع المنتج لإجراء 101 تعديل على العمل لاشتمال المحتوى على ما لايتوافق. مع المجتمع الأردني.
ونفت الإدارة تصريحات نسبت لمديرها محمد بلقر بأن الرفض جاء لأسباب سياسية أو اسقاطات، مؤكدة حرصها. على المواءمة في المصلحة العامة للمشاهد الأردني الذي ينتظر تقديم ما يحترم ارثه من عادات وتقاليد وأفكار كما هي للمنتج والفنان الأردني.
قصة المسلسل
يذكر أن قصة “أم الدراهم” تدور حول مختار قرية فاسد يستغل أهالي القرية للاستيلاء على أموالهم وإجبارهم. على بيع أراضيهم .
ويثور الشكان على المختار بعد كشفه من قبل الأهالي، ويتم وضع مختار أخرس، وعند ذاك تثور ثائرة المختار السابق، فيحاول بكل قوته العودة إلى الواجهة للاستفادة من الميزات الممنوحة له، فتجري إعادة الانتخابات وتأتي المفاجأة بمقاطعة الناس للانتخابات وعدم مشاركة أي شخص فيها باستثناء المختار ومجلس المخاتير.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد