مسؤولون مغاربة بعثوا برسالة للإدارة الامريكية وكشفوا ماذا تفعل إيران في افريقيا

By Published On: 25 أبريل، 2021

شارك الموضوع:

أكد مسؤولون مغاربة أن “النظام الإيراني” يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، مستفيدا من الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية.

جاء ذلك في مقال نشرته مجلة “ناشيونال انترست” الامريكية، لنائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الامريكية، إيلان بيرمان، محذراً فيه من التمدد الإيراني في أفريقيا.

رسالة المغرب: احذروا توسعات إيران في أفريقيا

وتحت هذا العنوان قال إيلان بيرمان إنه بينما تركز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الدبلوماسية النووية المتجددة مع إيران، فإنها تخاطر بفقدان الإشارات الواضحة على أن النظام الإيراني يكثف نشاطه في مسرح إستراتيجي مهم هو شمال أفريقيا.

وقال إيلان بيرمان إنه سمع هذا التحذير في الرباط خلال زيارة له الشهر الحالي بناء على دعوة من وزارة الخارجية المغربية.

ونقل الكاتب عن مسؤولين مغاربة قولهم إن “النظام الإيراني” يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة، مستفيدا من الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية.

مجموعات متطرفة

وهناك أيضا أدلة موثوق بها على أن إيران تعمل مع مجموعات إقليمية “متطرفة”. فعلى سبيل المثال، عن طريق مليشيا حزب الله اللبناني، دعمت طهران جبهة البوليساريو، التي يصفها الكاتب بـ”اليسارية” منذ عام 2017 على الأقل.

اقرأ أيضاً: شركات أجنبية ترفض الاستجابة لدعوات البوليساريو بعدما حاولت استغلال أزمة الرباط وبرلين

ويشير الكاتب إلى أن هذا التعاون مقلق إلى درجة أن المملكة المغربية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران رسميا عام 2018 نتيجة ذلك.

وقال خبراء أمنيون إن وفود البوليساريو سافرت أيضا إلى لبنان للتدريب، وبالمثل هناك لإيران الآن وجود كبير في موريتانيا المجاورة وتونس المجاورة، ويعتقد أنها تنشط في كلا البلدين في القيام بعمليات التجنيد.

ويقول بيرمان إن هذا النمط من النشاط مألوف جدا، وإنه يعكس عن كثب جهود إيران السابقة منذ ما يقارب 15 عاما لاختراق أميركا اللاتينية، وخلق “ساحة دعم” في نصف الكرة الغربي لمساعدتها على تجنب العقوبات الدولية، وتعزيز العلاقات مع الأنظمة المتعاطفة المعادية لأميركا، وإقامة قدرة تشغيلية كاملة يمكن حشدها في مواجهة الولايات المتحدة.

وأما عن دوافع النشاط الإيراني الجديد، يقول الكاتب إن المسؤولين المغاربة يشيرون إلى عدد من العوامل..

الأول الانتهازية الإستراتيجية، إذ تنمو القارة الأفريقية في الأهمية الاقتصادية والسياسية والعالمية واستغلال التمدد الشيعي فيها برعايتها.

والثاني هو جهود النظام لتخفيف وطأة سياسة “الضغط القصوى” لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي نجحت إلى حد كبير في التأثير في الاقتصاد الإيراني على مدى العامين الماضيين.

وثالثا، وربما الأكثر إثارة للقلق في السياق المحلي، حسب الكاتب هو أن إيران كانت مهتمة بشكل أكبر بأفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020، وذلك ما زاد المخاوف بين المسؤولين المحليين من أن طهران قد تنتقم في النهاية باستهداف المصالح الأمريكية أو حلفاء في القارة.

الصحراء الغربية وقصة جبهة البوليساريو

والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة تبلغ مساحتها 266 ألف كيلومتر مربع وتقع شمال موريتانيا، وهي آخر أراضي القارة الإفريقية. التي لم يتم تسوية وضعها في حقبة ما بعد الاستعمار.

ويسيطر المغرب على أكثر من 80% من مساحتها غرباً، فيما تسيطر جبهة بوليساريو على أقل من 20% شرقاً. ويفصل بينهما جدار رملي ومنطقة عازلة تشرف عليها قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

وبعد نحو 30 عاماً على وقف إطلاق النار بين الطرفين، عاد التوتر إلى هذه المنطقة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

ونشر المغرب قواته في منطقة الكركرات في أقصى جنوب الصحراء الغربية. لطرد انفصاليين أغلقوا الطريق الوحيد. الذي يؤمّن الحركة التجارية مع غرب القارة الإفريقية.

ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً تحت سيادته، بينما تطالب بوليساريو مدعومة من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.

مجلس الأمن و جبهة البوليساريو

من جهته دعا مجلس الأمن الدولي في آخر موقف له حول النزاع في نهاية تشرين الثاني/أكتوبر إلى استئناف المفاوضات. بين الطرفين “بدون شروط مسبقة وبحسن نيّة.

وحسب مجلس الأمن، فإن ذلك من أجل التوصّل إلى حل سياسي عادل ودائم يحظى بالقبول المتبادل. ويمكّن من تقرير مصير شعب الصحراء الغربية.

والمفاوضات الجارية بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة ومشاركة الجزائر وموريتانيا متوقّفة منذ ربيع 2019.

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment