ذي أتلانتك: النشطاء العرب استعدوا جيداً لثورات جديدة وتعلموا من فشل الربيع العربي
شارك الموضوع:
نشرت مجلة “ذي أتلاتنك”، مقالاً تحدث عن سبب احتجاج النشطاء العرب للاحتجاج بعد تجربة الربيع العربي التي وصفتها الكاتبة كيم غطاس بالفاشلة.
الربيع العربي والبقاء للدكتاتور
وقالت الكاتبة، إن هناك جيلاً جديداً من الناشطين العرب والقادة الذي لعبوا دوراً في “الانتفاضات الفاشلة”، تعلموا الدروس من تلك الثورات التي جعلت حلم الديمقراطية بعيداً والديكتاتوريين متمترسين في مواقعهم والحروب التي دمرت دولا بكاملها.
وأضافت: “وسط اليأس والخوف، هناك جيل جديد من المحتجين والناشطين الذي خرجوا إلى الشوارع منذ 2019 في بلدان مثل السودان والعراق ولبنان والجزائر”.
وتابعت: “تعلم هذا الجيل الجديد درسا مهما، وهو أن الثورات يمكن أن تغير النظام لكنها لا تنشئ الدول”.
وأكملت: “هم يقومون بتنظيم أنفسهم ودراسة قوانين الانتخابات والتخطيط للدولة التي يريدون بناءها، دولة تخدم المواطنين لا الحكام”.
واستكملت الكاتبة: “تعلموا من نكسات عام 2011 أن ما ينتظرهم أبعد من انتصار سريع في انتخابٍ واحد”.
واستدركت بالقول: “لكنهم يواجهون بالإضافة للتحديات المعروفة التي تواجهها المعارضة والناشطون، عالما يمثل عائقا كبيرا لمن هم في العالم العربي”.
وأشارت إلى أنه يتم تصيدهم واحدا بعد الآخر ويطلق عليهم النار في الشوارع أو في بيوتهم ويختفون قسريا أو يرمون في السجون، رجالا ونساء على حد سواء.
ويحظى بعضهم باهتمام دولي، أما الآخرون فلا ترد أسماؤهم إلا في الأخبار المحلية، على حد تعبير الكاتبة.
جيل واعد من الناشطين
ففي العالم العربي حتى أفغانستان، وفق المقال، هناك جيل واعد من الناشطين والمشرفين عليهم ممن لديهم دور في بناء مستقبل بلادهم يُلاحقون ويُسحقون.
اقرأ أيضاً: محلل عماني: الربيع العربي الذي تحدث عنه بن علوي سيضرب المنطقة قريباً وسيكون أقوى
وأضاف المقال: “لا أحد يعرف كيفية وقف عمليات الإسكات المنظّمة. وينبع كل هذا من ثقافة الحصانة من العقاب التي تنتشر في المنطقة والتي يغض الطرف عنها”.
وأضافت الكاتبة: “السبب هو اعتقاده أن الاستقرار الذي يقدمه هؤلاء الديكتاتوريين، والقائم على القمع والتعذيب والذي غذى الغضب والتطرف والهجرة”.
واستكملت: “ربما رد قادة الولايات المتحدة وأوروبا متسائلين عن البديل للديكتاتوريين والمستبدين والميليشيات التي تحكم العالم العربي”.
الخيارات البديلة لانجاح الربيع العربي
وتقول الكاتبة: “في معظم الحالات فالخيارات البديلة عن القمع تتعرض للتصفية أو السجن، وفي هذه الحالة لا يوجد بديل تقدمي منظم أو ليبرالي جاهز لأن يتحرك ويملأ الفراغ بعد سقوط الديكتاتوريين”.
وأكملت: “في الوقت الذي تعمل فيه إدارة جوزيف بايدن على سياستها في الشرق الأوسط، عليها الالتفات لهؤلاء المحتجين والحركات السياسية الناشئة ليس كجزء من أجندة حقوق الإنسان التي دعمتها الإدارات السابقة ولا من ضمن جهود تغيير الأنظمة أو إثارة ثورات جديدة، لأن الاحتجاجات هذه هي مثل حركات الحقوق المدنية، فهم لا يطالبون بالثورات كما فعل جيل 2011، بل يريدون الإصلاح وإنهاء الفساد والطائفية. وبعبارات أخرى حكم رشيد وحكم القانون والعدالة”.
العراق ومصر
ففي العراق كان الهتاف الذي تردد طوال عام 2019 هو “نريد دولة”.
وتشير الكاتبة إلى أنها سافرت في آذار/ مارس 2011 مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى القاهرة بعد سقوط حسني مبارك.
وبعد جولة صباحية في ميدان التحرير، التقت بمجموعة الشباب الثوريين الذي أسقطوا مبارك وأنهوا حكمه الذي استمر 30 عاما.
وكان اللقاء خاصا، لكن فريقها نقل لاحقا بعضا مما ورد فيه للصحافيين. وسألت كلينتون الشباب عن تحضيراتهم للانتخابات البرلمانية.
اقرأ أيضاً: عبدالخالق عبدالله ينتقص من شأن يوسف بن علوي.. هكذا جاءه الرد سريعا من مسقط
وأثارت أجوبتهم دهشتها، حيث قالوا لها إنهم ثوريون ولا يتعاملون مع السياسة وأن زخم الثورة سيقودهم للنصر في صناديق الاقتراع.
لكنهم خسروا بالطبع أمام الجماعة الأكثر تنظيما “الإخوان المسلمون” ثم الدولة العميقة في انقلاب قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، وفق قول الكاتبة.
دول عربية أخرى تنتظر ثورات الربيع العربي
ولم تثر إجاباتهم دهشة الكاتبة؛ لأن السياسة في العالم العربي هي كلمة قذرة. وتعني أن من يمارس السياسة في الجزائر ومصر والعراق يجب أن يكون من ضمن حاشية الديكتاتور بما يقتضيه ذلك من بناء علاقات مع الأقوياء والإذعان والقبول بالانتهاكات والفساد والمحسوبية وتبنّي شعارات فاسدة عن معارك تترك المواطنين جوعى.
وعادة ما يبتعد أصحاب النزاهة عن الحكم، ولا أحد من جيلها أو أصدقائها في لبنان فكّر سابقا بالدخول في السياسة إلا في وقت قريب، حسب تعبير كاتبة المقال.
وأشارت إلى حلقة نقاش عقدتها وقفية كارنيغي في آذار/ مارس، وهي زميلة غير مقيمة في المؤسسة، لكنها لم تشارك في تنظيم المناسبة. وجمعت جيلاً من ناشطي 2011 و2019 من مصر وليبيا وسوريا والعراق وتونس والجزائر.
وقدّم المشاركون في اللقاء الافتراضي الذي سهلته منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وكلوب هاوس وتويتر بحيث استطاع من واجه المنع المشاركة، عددا من التحديات والدورس من العقد الماضي.
وكان أهم ملمح في النقاش هو البراغماتية والقبول بواقع فشل محاولة تغيير النظام من الخارج. وتقبلوا فكرة الدخول في مضمار السياسة “القذرة” على أمل أن تتلاشى هذه لو دخلوا بأعداد متزايدة.
وحسب الكاتبة، سيدخلون نظاما زوّر قوانين الانتخابات وتدخل في عملية اختيار المرشحين وفضّل من هم جزء من النظام.
وترى أنهم سيشاركون في نظام عادة ما تلغى فيه الانتخابات وتؤجل ويتعرض فيه المرشحون المستقلون للتحرش والقتل.
اغتيال المعارضين
وأضاف المقال: “يشارك في قتل واغتيال وقمع الناشطين أطراف عدة. ففي العراق ولبنان هناك الميليشيات التي تدعمها إيران والقوى الخارجة عن سيطرة الدولة”.
وتابع: “ففي أثناء الاحتجاجات العراقية التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 قتل حوالي 500 محتج على يد الأجهزة الأمنية والقناصة المقنعون بالأسود”.
وأكمل المقال: “وفي العام الماضي قتل 30 ناشطا وعضوا في جماعات العمل المدني في اغتيالات حُمّلت الميليشيات المدعومة من إيران مسؤوليتها”.
وفي لبنان، وفق المقال، تعود الاغتيالات إلى عام 2005، حيث تم استهداف المفكرين التقدميين والسياسيين والصحافيين الذي كانوا سيشكلون بديلاً عن سنوات السيطرة السورية الفاسدة وتحدي دور إيران ووكليها المحلي حزب الله.
وحتى لو أرادت الولايات المتحدة حماية كل ناشط فلن تستطيع عمل هذا في لبنان والعراق. أما في مصر وسوريا فالقمع والتغييب هو من عمل الدولة، حسب المقال.
واستدركت الكاتبة: “لكن في مناطق خارجة عن سيطرة بشار الأسد تتم تصفية أي شخص يتحدى سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة”.
وأضافت: “وتحولت مصر إلى جمهورية الخوف في ظل السيسي، وبـ60 ألف سجين سياسي بمن فيهم شخصيات علمانية ومفكرون إسلاميون وصحافيون وبرلمانيون سابقون، رجال ونساء”.
وأكملت: “وتحقيق المحاسبة يحتاج إلى نهج مختلف في كل دولة، ففي العراق ولبنان تظل مستحيلة حتى تستطيع الدولة فرض سلطتها”.
واستكملت: “أما في الدول ذات النظم القضائية الفاسدة فالمحاسبة عبث. ولهذا يلجأ الناشطون إلى الخارج بناء على مبدأ الصلاحية أو الاختصاص العام أو جنسية المتهمين”.
وتابعت: “حتى لو أرادت الولايات المتحدة حماية كل ناشط فلن تستطيع عمل هذا في لبنان والعراق. أما في مصر وسوريا فالقمع والتغييب هو من عمل الدولة”.
وأضافت: “مع ذلك تظل هذه الجهود عبثية حتى تعيد واشنطن تأطير مواقفها وأولوياتها في المنطقة وتأخذ بعين الاعتبار مبدأ المحاسبة مع الشركاء والأعداء والتعامل مع الحركات السياسية أو الناشطين على أنها جماعات حقوق مدنية. وستكون إدارة بايدن حذرة من إثارة اضطرابات مثل 2011 في منطقة الشرق الأوسط”.
الربيع العربي: مساحة للأمل تنتظر الشباب العربي
وترى الكاتبة أن هناك مساحة للأمل يحقق من خلالها الناشطون الذين يطالبون بالإصلاح انتصارات في الانتخابات، مثل انتخابات العراق في تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي لبنان ظهرت عدة حركات معارضة بدأت بالتحضير للانتخابات البرلمانية في العام المقبل. وهم يواجهون تحديات لمواجهة المؤسسة السياسية التي تحاول التمسك بمزاياها وأمراء الحرب وحزب الله، إلا أنها حركة واعدة تعمل على تشكيل جبهة موحدة وبناء “دولة واحدة” من خلال توحيد المعارضة ودعم المرشحين وتعبئة الناخبين.
ويظل السودان من أنجح الأمثلة في احتجاجات عام 2019، وسيعقد انتخابات في الصيف المقبل. ولكن التقدم ليس تاما ومحفوف بالمخاطر، وفق المقال.
واستدرك: “لكن الحكومة الانتقالية المدنية العسكرية حققت تقدما من ناحية إلغاء الحكم الإسلامي وفصل الدين عن الدولة وتعيين أول امرأة كوزيرة للعدل”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد