إسبانيا ترد على المغرب في مسألة زعيم البوليساريو بعد رسالة شديدة

قالت وزير الخارجية الإسبانية، أرانشا غونثالث لايا، إن بلادها قدمت الشروحات التي تعتبرها مناسبة في ملف استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج.

سياسة غير ودية

وجاء ذلك، رداً على بيان وزارة الخارجية المغربية الذي صدر في وقت سابق يتهم فيه البلد الأوروبي بتبني سياسة غير ودية تجاه المصالح المغربية.

وكانت دبلوماسية الرباط قد أصدرت أمس السبت، بيان شديد اللهجة من فقراته القوية قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات “البوليساريو” ليس مجرد إغفال بسيط.

وأشارت إلى أنه عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لإسبانيا، أخذ المغرب علما كاملاً به، وسيستخلص منه كل التبعات.

وحذرت من مغبة تدهور العلاقات بين البلدين إذا لم تأخذ مدريد مطالب الرباط بعين الاعتبار.

ورداً على ذلك، قالت وزيرة الخارجية آرانشا لايا: “اسبانيا ليس لديها ما تضيفه لما قالته حتى الآن”.

وأحجمت الوزيرة عن تقديم مزيد من التوضيحات في هذا الشأن.

قرار إسباني سيادي

ويستخلص من هذا الرد المقتضب هو اعتبار مدريد استقبالها لزعيم البوليساريو هو قرار سيادي، ثم أن الاكتفاء بالتفسيرات السابقة هو محاولة تفادي مزيد من التصعيد في العلاقات الثنائية.

وتدهورت العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة ومن عناوينها تأجيل القمة الثنائية التي كانت ستجري خلال ديسمبر ثم فبراير الماضيين.

ويتهم المغرب جارته الشمالية اسبانيا بمعارضة قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء خلال ديسمبر الماضي.

وتفاقمت بعد الترخيص من طرف مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي منذ أسبوعين العلاج من مرض الكوفيد-19 في مستشفى بمدينة لوغرونيو شمال البلاد، ودخل بجواز دبلوماسي جزائري يحمل هوية مزيفة.

تقارير سابقة

يأتي ذلك بالرغم من تأكيد تقارير إعلامية، عدم تأثير استقبال إسبانيا لـ “إبراهيم غالي” زعيم البوليساريو لما وصف بأنه أسباب إنسانية، على العلاقات مع المغرب التي لا تعترف بالجبهة الانفصالية.

واستقبلت اسبانيا زعيم البوليساريو، بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة مرض كوفيد-19.

وجاء ذلك في الوقت الذي تعمل جمعية حقوقية على تحريك المتابعة ضد إبراهيم غالي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا الصدد، أوردت مصادر إعلامية متعددة أن زعيم البوليساريو إبراهيم غالي تلقى العلاج في مستشفى بمنطقة لوغرونيو شمال البلاد.

وحسب تلك المصادر، فقد جرى نقله على وجه السرعة من الجزائر للعلاج من كوفيد-19. وكتبت عن دخوله بهوية وجواز سفر جزائريين.

تصريحات اسبانية

وفي وقت سابق، اعترفت مصادر دبلوماسية إسبانية، لجريدة “البايس”، بوجود إبراهيم غالي في إسبانيا، ثم جاء التأكيد الرسمي في تصريحات لوزيرة خارجية إسبانيا غونثالث أرانشا لايا.

وقالت الوزيرة في ردها على سؤال حول احتمال تدهور العلاقات مع المغرب بسبب وجود زعيم البوليساريو في إسبانيا: “هذه القضية لن تؤثر نهائيا على العلاقات المتينة مع المغرب”.

وتابعت: “المغرب دولة صديقة وشريكة في مختلف القطاعات، وهذا لا يمنع من التزام حكومة مدريد بتعهداتها الإنسانية”.

وشددت الوزيرة على استمرار الرباط ومدريد في بحث تاريخ للقمة الثنائية.

مدريد والرباط

وكانت مدريد والرباط ستعقدان قمة خلال ديسمبر الماضي، لكن تأجلت بسبب الخلافات حول ملف الصحراء، لأن مدريد عارضت اعتراف الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.

وجرى الحديث عن عقد القمة خلال فبراير الماضي ثم تأجلت مجددا، ولا يبدو في الوقت الراهن وجود تاريخ محدد لها.

وفي أعقاب معرفة نقل إبراهيم غالي إلى إسبانيا، طالبت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان من المحكمة الوطنية في مدريد فتح تحقيق حول الدعوى التي رفعتها ضد زعيم البوليساريو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ما بين سنتي 1976-1987.

واعتبر رئيس هذه الجمعية رمضان العربي في تصريحات لوكالة أوروبا برس أن وجود إبراهيم غالي في إسبانيا مناسبة لفتح تحقيق معه حول الجرائم التي ارتكبها.

المحكمة الوطنية

وكانت مجموعة من الصحراويين قد تقدموا بدعاوى سنة 2016 ضد إبراهيم غالي و27 من المسؤولين الآخرين في البوليساريو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقبلت المحكمة الوطنية وقتها الدعوى، واستدعت زعيم البوليساريو الذي لم يحضر.

وكان إبراهيم غالي سيشارك سنة 2016 في مؤتمر إسباني لدعم البوليساريو انعقد في منطقة كتالونيا، لكنه في آخر المطاف تجنب الحضور تفاديا لاستدعائه من طرف القضاء.

وجرى تمديد التحقيق في هذا الملف سنة 2019، وكان مرتقبا حفظ التحقيق يوم 5 آب/أغسطس المقبل، وفق القوانين الإسبانية، لكن وجود إبراهيم غالي في إسبانيا يفتح التحقيق على آفاق جديدة.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. المغرب تعيب على اسبانيا استقبال زعيم البوليساروا وماذا تقولون عن انفسكم وباقي العربان الذين يستقبلون غاصب ومحتل وقاتل وكل يزم يخطط لاغراقكم في المشاكل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث