كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في تقرير لها تفاصيل ما قالت إنه تعمد من قبل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتعطيل (التهدئة) في غزة، وهو أمر مرتبط بمصيره السياسي.
الولايات المتحدة ومصر وسطاء لاتمام التهدئة في غزة
ووفق تقرير الصحيفة الأمريكية فإنه مع توجُّه وسطاء الولايات المتحدة ومصر إلى إسرائيل يوم الخميس، 13 مايو 2021، لبدء محادثات التهدئة، كانت جميع الأطراف تدرس الاعتبارات الداخلية الحساسة قبل الموافقة على محادثات إنهاء العنف.
وتقول (نيويورك تايمز) إن بنيامين نتنياهو يحسب تأثير القتال على مستقبله السياسي، الذي زاد تعقيداً بسبب الاضطرابات الداخلية بين العرب واليهود في العديد من مدن الداخل.
وقبل الأزمة في القدس التي أشعلت الحرب، كان الرئيس الإسرائيلي قد سحب حق تشكيل الحكومة من نتنياهو في وقت يتعرض فيه لمحاكمة قد تفضي إلى سجنه في حال خروجه من الحكم، ونجاح منافسه يائير لابيد في تشكيل الحكومة.
نتنياهو اشعل القدس ويريد جني الثمار لا حماس
لذا أشعل رئيس وزراء الاحتلال الأزمة في القدس، ويريد أن يجني هو الثمار لا حماس، وفق التقرير.
بالنسبة لنتنياهو، إنهاء الحرب في الوقت الحالي بعد انفضاض مظاهرة المستوطنين التي حاولت اقتحام الأقصى إثر قصف القسام للقدس، إضافة إلى الهجمات الصاروخية على تل أبيب، ومناطق واسعة من إسرائيل، سيجعل الأمر يبدو في شكل انتصار مدوٍّ لحماس.
اقرأ أيضاً: أثناء قصف المقاومة تل أبيب .. هروب سفير الإمارات و البحرين الى الملاجئ!
والقرار الحاسم بالنسبة لإسرائيل يرتبط بما إذا كان “النصر” يتطلّب إرسال قوات برية إلى غزة، الأمر الذي من شأنه أن يُطيل أمد الصراع ويزيد أعداد الوفيات والمصابين من الجانبين بشكلٍ كبير.
وسبق أن قال القيادي في حركة “حماس”، حماد الرقب، إنهم وضعوا ثلاثة شروط لوقف إطلاق النار.
ويتمثّل الشرط الأول في انسحاب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من باحات المسجد الأقصى، والثاني وقف كل الانتهاكات بحق أهالي حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس، والثالث يتعلّق بإطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين الذين سجنتهم إسرائيل خلال “هبّة القدس” الأخيرة.
هذا وأضاف الرقب أنه “في حال استمرت تل أبيب في ممارسة الانتهاكات في القدس ولم تستجِب للشروط، فإن للمقاومة الحرية المطلقة في استخدام كل الوسائل القتالية للدفاع عن جميع الفلسطينيين”.
حماس تملئ الفراغ الذي تسبب به محمود عباس
وبالنسبة للفلسطينيين، فإنّ تأجيل الانتخابات إلى أجلٍ غير مسمى الشهر الماضي بواسطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أحدث فراغاً ترغب حماس في ملئه، حسب الصحيفة الأمريكية.
هذا وتفيد بعض التقارير بأن البطء الأمريكي في التعامل مع الأزمة ليس نابعاً من رغبة واشنطن في ترك إسرائيل تنهي أهدافها العسكرية.
بل على العكس تريد إدارة بايدن أن يأتي لها نتنياهو ويطالب بالتهدئة، لأن الإدارة الديمقراطية ترغب في أن تفهم إسرائيل أن حماس تطورت وأصبحت شوكة في ظهرها، لا يسهل التعامل معها تماماً مثل حزب الله في لبنان.
وبالتالي يجب أن تتوصل معها إلى تفاهمات أكثر ديمومة وتراعي موازين القوى، بما ذلك ضرورة تهدئة الوضع في القدس وتخفيف الحصار.
نتنياهو الماكر
وحماس هذه المرة متمسكة بالربط بين الوضع في القدس وغزة مهما كانت الخسائر، بالنسبة للحركة والقطاع فإن هذا هو الانتصار الحقيقي، قد لا يوافق نتنياهو بشكل كامل على هذا الأمر، ولكن قد يستجيب جزئياً، تاركاً المجال لمراوغة لاحقة.
فقد يقبل نتنياهو بتخفيف ممارسات الاحتلال في القدس بطريقة تسمح بتمرير التهدئة، ولكن حتى لو تحقق ذلك فإن نتنياهو يحتاج إلى أن يخرج أمام الإسرائيليين بأي نصر.
هذا الخيار أمام نتنياهو لا التهدئة
ولن يبقى له سوى إطالة أمد الحرب قليلاً موسعاً دائرة الدمار في غزة، ليشفي غليل الغاضبين في اليمين الإسرائيلي وليبدو كرجل قوي أمام الناخبين، (رغم أن الجميع يعلم أن هذه الغارات لا تغير في التوازن العسكري شيئاً).
ولكن إطالة أمد الحرب قد تحمل في طياتها في المقابل احتمال تنفيذ حركات المقاومة أي عمليات نوعية قد تحرج نتنياهو مجدداً.
ووفق تقرير (نيويورك تايمز) ربما يستغرق العنف وقتاً طويلاً قبل أن يهدأ بحسب مارك هيلر، من جامعة تل أبيب: “عند نقطةٍ ما ستُذكّر إسرائيل نفسها أنّه ليس هناك سبيلٌ للخروج بنتيجة حاسمة بأقل التكاليف. كما ستدرك حماس أن التكاليف والمخاطر على سيطرتها وبقائها السياسي صارت أكثر من اللازم”.
وحينها ستوافق حماس على “ما يقولون دائماً إنّه وقفٌ مؤقت لإطلاق النار، وليس سلاماً، إلى جانب الحصول على مساعدات ضخمة ربما من القطريين هذه المرة”.
وتكون مصر هي الوسيط في هذه المفاوضات عادةً، وهي المفاوضات التي ينكرها الطرفان، لكنها تحدث باستمرار في أصغر القضايا.
وبعيداً عن هذه المخاوف المحلية، تُدرك مصر أنّ عليها تقريب وجهات النظر مع بايدن عقب رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب، بحسب دانييل ليفي رئيس U.S./Middle East Project: “أعتقد أنّ القاهرة تريد إظهار أهميتها لبايدن”. كما أشار ليفي إلى بدء محادثات المصالحة مع قطر وتركيا.
وظهر خلاف واضح بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وهو جنرال سابق بارز ، وبين نتنياهو، بشأن استدعاء جنود الجيش الإسرائيلي للتعامل مع احتجاجات عرب الداخل، حيث استدعى نتنياهو قوات الجيش رغم أنف غانتس.
وبينما يميل غانتس لمخاطبة قادة عرب 48 لتهدئة الأمور، فإن نتنياهو يصب الزيت على النار.
ماذا قال تميم البرغوثي عن تحرير فلسطين والتهدئة
وكان تميم البرغوثي الشاعر الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، قال إن تحرير فلسطين كلها -من البحر إلى النهر- ممكن موضوعيًا وواقعيًا، وذلك في بيان نشرته مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف “إن هذا ممكن في هذا الجيل وبمقاومة شعبية مستمرة ومتراكمة”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تنتهج نظام فصل عنصري على أساس الدين، وهذا النظام العنصري يحكم حياة الفلسطينيين كلهم، وأن إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تعطي الجنسية على أساس الدين.
وتابع البرغوثي “وإن مواجهة شاملة بين الفلسطينيين -أهل البلد- والغزاة -الإسرائيليين- كفيلة بإسقاط النظام المستعمر، وكان يمكن أن تكون هذه المواجهة مدنية لو كان حكام إسرائيل عقلاء وبعيدي النظر”.
أكد أن أعداد الفلسطينيين العرب تزيد على عدد حملة الجنسية الإسرائيلية بأكثر من 166 ألف نسمة، وذلك حسب إحصاءين رسمييْن من إسرائيل وفلسطين، والفرق مرشح للزيادة لصالح الفلسطينيين خلال العقدين المقبلين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الفلسطينيين أصغر سنا وأقل مالا، ما يجعلهم أكثر خطرًا على الإسرائيليين.
وقال البرغوثي في بيانه إن كل مواجهة جديدة لا تُحرج الاحتلال فحسب، بل تُحرج كل سلطة تسالمه، وإن التداخل الديموغرافي بين الفلسطينيين وغزاتهم يحرم إسرائيل من استخدام سلاح الطيران؛ فهي وإن قصفت غزة بالطيران، لا يمكنها بأية حال أن تقصف القدس واللد ويافا وحيفا والجليل، نظرًا لاختلاط أصحاب الأرض بالغزاة.
ولليوم السادس على التوالي تتجدد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إن حوالي 2300 صاروخ انطلقت من غزة صوب إسرائيل منذ يوم الاثنين وإن الدفاعات الصاروخية اعترضت حوالي ألف منها وسقط 380 منها داخل قطاع غزة.
مجزرة الشاطئ
واستشهد 8 أطفال وامرأتين، فجر اليوم السبت، فضلا عن 15 جريحًا في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بمخيم الشاطئ غربي غزة، بينما لا تزال عمليات الإنقاذ متواصلة.
وخرج مئات الفلسطينيين، صباح اليوم السبت، في مسيرة بشوارع مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية) تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة ودعما للمقاومة الفلسطينية.
وقالت وكالة شهاب الفلسطينية إن عددا من المتظاهرين أصيبوا فجر اليوم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة جنوب نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 11 وإصابة أكثر من 1700 بينهم 150 بالرصاص الحي خلال مواجهات أمس بالضفة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 139 فلسطينيا بينهم 39 طفلا و22 سيدة وأكثر من ألف جريح، وفي المقابل قُتل في إسرائيل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 560 بجروح.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طواقمها تعاملت في الضفة الغربية، منذ صباح أمس الجمعة، مع ألف و757 إصابة، منها 250 بالرصاص الحي، و325 بالرصاص المطاطي، وألف 122 إصابة بالاختناق إضافة إلى 60 اعتداء بالضرب وحروق وسقوط خلال المواجهات.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد