من هو أحمد المستيري الذي شغلت وفاته التونسيين؟.. عارض بورقيبة وبن علي ونجا من الاغتيال

By Published On: 23 مايو، 2021

شارك الموضوع:

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس ببيانات النعي، للسياسي والحقوقي البارز أحمد المستيري، الذي وافته المنية اليوم، الأحد، ويعتبر من أبرز المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي، فضلا عن مسيرته السياسية الحافلة التي تمتد لحوالي نصف قرن.

السياسي والحقوقي البارز أحمد المستيري

المستيري الذي يلقبه البعض بـ “أبو الديمقراطية التونسية” يعد من أبرز السياسيين والحقوقيين في تونس.

حيث تعرض لمحاولة اغتيال من قبل منظمة اليد الحمراء المتطرفة التابعة للمخابرات الفرنسية بعد قيامه كمحامٍ بالدفاع عن المناضلين ضد الاستعمار أمام المحاكم الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي.

كما عرف بمعارضته لنظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وهو ما تسبب بسجنه وإخضاعه للإقامة الجبرية لعدة سنوات.

وذلك قبل أن يقرر اعتزال السياسة كليا في نهاية الثمانينيات، حيث استقال من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين الذي أسسه عام 1978.

هذا واعتبر رئيس الحكومة هشام المشيشي أن المستيري” أحد أبرز المناضلين الوطنيين زمن الاستعمار ومن بناة الدولة التونسية الحديثة بعد الاستقلال”.

حيث تقلّد عديد المناصب الوزارية على غرار الدفاع والداخلية والعدل والمالية وأسس بعد ذلك حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. وقد تم ترشيحه خلال الحوار الوطني سنة 2013 لترؤس الحكومة التونسية.

من جانبه نعى عبد الواحد اليحياوي، القيادي في حزب التيار الديمقراطي “المستيري” في منشور على صفحته بفيس بوك وكتب وفق ما رصدت “وطن”: “أحمد المستيري هو التونسي الديمقراطي الوحيد الذي نجح في جميع امتحانات الديمقراطية. خاض صراع دمقرطة النظام السياسي في عهد بورقيبة وهو في السلطة بل أحد أهم رجالاتها ودفع ثمن ذلك استبعاده منها”.

وتابع اليحياوي:”أسس حزبا وتعرض للتضييقات وشارك في انتخابات فاز فيها ولكن السلطة دلستها ولكنه لم يكفر بالديمقراطية وواصل النضال من أجلها. ترك رئاسة حزبه وهو في أوج رمزيته ورفض أن يكون شاهدا على دكتاتورية بن علي وظل متمسكا بالحلم الديمقراطي. يرحل اليوم والبلاد تعيش المنعطف الديمقراطي بكل إصرار وحماس رغم كل الصعوبات”.

المؤرخ د. عبد اللطيف الحناشي كتب هو الآخر: “رحم الله الأستاذ أحمد المستيري رجل الدولة الدستوري الأصيل”.

وتابع:”ترك لنا هذا الكتاب “شهادة للتاريخ” الذي تضمن سيرة حياته ودوره في بناء الدولة الوطنية من خلال المسؤوليات المختلفة التي تحمّلها وصولا لاستقالاته من الحزب الدستوري وتأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين”.

هذا ونعى  المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة هو الآخر المستيري، ودون عبر صفحته الشخصية بفيس بوك وتحت عنوان “أحمد المستيري.. رحيل مرحلة” ما نصه:” نال لقب “ابو الديمقراطية” في أوساط المعارضة وسوف تظل تجربة اعتراف النظام بالتعددية الحزبية في تونس ثمرة لتمرده مع رفاقه في الجناح الليبرالي داخل الحزب الدستوري من اول السبعينات”.

وتابع:” رحم الله الزعيم أحمد المستيري مؤسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي فازت ورقتها الخضراء في انتخابات 1981 فوزا ساحقا على الورقة الحمراء للحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم وتم تزييف النتائج في اكبر فضيحة أطلق بعدها التونسيون نكتة “الحناء” التي تبيت في الليل خضراء لتصبح صباحا في اليد حمراء “.

وأضاف بوعجيلة في نعيه: “اعتكف المناضل أحمد المستيري منذ أول التسعينات في بيته بعد أن فهم بحسه السياسي أن النظام يتجه إلى أحلك انحرافاته نحو الدولة البوليسية. وهجر السياسة كغيره من زعماء الحزب الدستوري سابقا”.

واشار إلى أنه بعد الثورة أجهض “السيستم” محاولة عدد من القوى الثورية إحالة الرئاسة أو المجلس الرئاسي إلى الزعيم أحمد المستيري، وكان الاختيار على الباجي باعتباره أكثر الشخصيات الذي يستطيع عبره النظام الحد من اندفاع الثورة.

وتابع بقوله “أخطأ حكم الترويكا بعد أكتوبر 2011 في التعامل مع الزعامات الديمقراطية وعلى رأسها أحمد المستيري فلم يستفد منها بل حتى لم ينصفها ورغم المواقف الثورية و الحصيفة للزعيم أحمد المستيري فان راشد الغنوشي و منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر لم يتذكروا انهم لو أخرجوا الرجل من عزلته الاختيارية لاستطاعوا به محاربة مؤامرات الثورة المضادة”.

واختتم:”لم يتم التفكير في أحمد المستيري إلا بعد أزمة 2013 أثناء الحوار الوطني وطرح اسمه كرئيس حكومة انتقالية، ولكن المقترح لم يمر فضلا عن كون الرجل لم يتحمس لهذه الفكرة.؟

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment