هل تفشل مفاوضات تثبيت التهدئة في غزة.. إسرائيل وضعت شروطها وتبحث عن قادة حماس
وزير خارجية مصر يبحث تهدئة الأمور في رام الله
أصدر رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعليمات مشددة إلى قواته للاستعداد والتأهب التام للرد على ما اسماه موقع “واللاه” الإسرائيلي أي تدهور أمني في غزة، تزامناً مع رفض حماس الشروط التي وضعتها إسرائيل لإعادة اعمار قطاع غزة.
شروط التهدئة التي وضعتها إسرائيل وسلمها الوفد الأمني المصري لحماس
وحسب الموقع العبري، فإن ذلك يأتي في الوقت الذي ترفض فيه حركة حماس شروط التهدئة مع إسرائيل، وذلك بعد وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الجمعة الماضية.
وأوضح الموقع العبري، أن كوخافي أصدر كذلك تعليماته لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” لتسريع وتيرة إنتاج أهداف جديدة في قطاع غزة.!
وأشار الموقع، إلى أن حماس تعارض اتفاق تهدئة مع إسرائيل وفق قواعد جديدة، فيما يتعلق بتحويل الأموال، وفتح المعابر الحدودية، وغيرها من القضايا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقارير تحدثت عن أن قادة حماس رفضوا الشروط التي تسعى إسرائيل إلى فرضها على إعادة إعمار غزة، بما في ذلك اقتراح للحد من دخول البضائع إلى القطاع.
حماس: لن نقف مكتوفي الأيدي
من جانبها، أكدت حماس أن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تجدد أية اعتداءات إسرائيلية، وستلبي نداء الدفاع عن المقدسات الفلسطينية.
أقرأ أيضاً: شاهد حقيقة انسحاب مندوب إسرائيل من جلسة أممية بسبب ما قاله وزير خارجية الجزائر
وقال أسامة المزيني، عضو المكتب السياسي للحركة، إن انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته في معركة “سيف القدس”، يُشكل علامات فارقة.. سيكون لها ما بعدها”.
جاء ذلك خلال مهرجان جماهيري في غزة، لتأبين عدد من القادة العسكريين لحركة حماس، الذين استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وشهد الحفل، ظهور عدد من قيادات الصف الأول بالحركة، أبرزهم يحيى السنوار قائد الحركة في غزة (الذي ظهر للمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار)، ونائبه خليل الحية، والقيادي البارز محمود الزهار.
وأضاف المزيني، أن المعركة الأخيرة جاءت دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، وحي الشيخ، جراح وباب العامود من “اعتداءات الاحتلال وجرائم المستوطنين”.
واعتبر المزيني أن الإسناد العسكري من غزة لـ “انتفاضة القدس”، أفشل أهداف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، وطرد أهالي الشيخ جراح.
وحول القدرات العسكرية للمقاومة، لفت المزيني إلى أنها لم تتضرر إلا بالشيء اليسير، مؤكداً أنه “سيتم ترميمها بأسرع مما يتوقع العدو”.
وتابع: “ما تم استخدامه من سلاح في المعركة يعد شيئاً بسيطاً مما أعدته المقاومة”.
وفي سياق متصل، طالب عضو المكتب السياسي لحماس، السلطة الفلسطينية إلى المسارعة في التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، لإدانة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة.
رسالة من كتائب القسام لإسرائيل
بدوره، قال أحد القادة الميدانيين بكتائب عز الدين القسام، إن الكتائب “لبّت نداء أهلنا في القدس، الذين استغاثوا بقائد أركان المقاومة (محمد الضيف)، وضربت بالصواريخ مدينتي القدس وتل أبيب”.
وقال المتحدث (لم يتم الكشف عن هويته)، في كلمة خلال الحفل: “أظهرنا بعضاً مما عندنا.. وما خفي أعظم”.
وأكد أن المقاومة “ثبّتت معادلة القصف بالقصف، والدم بالدم، والهدم بالهدم”، موجهاً رسالة لإسرائيل: “إن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”.
وزير الخارجية المصري يصل رام الله
وكشفت مصادر فلسطينية تفاصيل المباحثات التي قام بها وزير خارجية مصر سامح شكري في رام الله في إطار جهود تثبيت التهدئة بعد الحرب الأخيرة على غزة والتي أعادت رسم المشهد السياسي الفلسطيني.
وقالت المصادر التي أبلغت “عربي بوست” أن الوزير المصري ناقش خلال زيارته ورام الله، ضرورة تحقيق مصالحة داخل حركة فتح، وتحقيق الوحدة بينها وبين حماس، كوسيلة لإعادة إعلاء القضية الفلسطينية إلى السطح بعد الشعور بأنها قد طُمست في السنوات الأخيرة.
وأضافت المصادر نفسها أن زيارة الوزير المصري جاءت بطلب من البيت الأبيض، واستبقت زيارةَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة؛ لبحث الأفق السياسي وسبل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.
وكشفت المصادر أن مصر بحثت مع السلطة الفلسطينية كيفية تقوية مكانتها، وضرورة إعادة اللُّحمة إلى فتح، وهو ما يعني خلق مصالحة بين التكتلات الثلاثة (فتح الرسمية، وتيار محمد دحلان، وتحالف ناصر القدوة-الأسير مروان البرغوثي).
ونقل الموقع عن قيادي مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن “الوزير المصري حمل رسالة من القاهرة يُطالب فيها بضرورة ترميم الوضع الداخلي الفلسطيني عموماً دون أن يذكر اسم محمد دحلان؛ وذلك لمعرفته بحساسية الموضوع، فضلاً عن أن المخابرات المصرية هي التي تفتح تفاصيل الموضوع وليس ذلك من مهام الخارجية”.
وأضاف المتحدث أن سامح شكري جاء من منطلق توزيع المهام بين الخارجية والمخابرات؛ إذ إن المخابرات المصرية تبذل جهوداً للانتقال من مرحلة وقف إطلاق النار في غزة إلى تهدئة طويلة، فيما تتولى الخارجية المصرية مهمة العمل على إحياء المسار السياسي.
القيادي الفلسطيني قال إن “وزير الخارجية المصري ناقش مع محمود عباس ثلاث قضايا رئيسية؛ أولاها الموقف الأمريكي الجديد الذي فرضته الأحداث الميدانية في فلسطين، هذه الأخيرة التي أصبحت على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وسط إيمان بوجوب فتح أفق سياسي لتخفيف الأضرار”.
وأما القضية الثانية حسب المتحدث، فتتجلى في الوضع الداخلي الفلسطيني ووجوب إصلاحه سواء داخل فتح أو مع حماس.
وتتمثل القضية الثالثة بملف إعادة إعمار غزة، إذ إن هذا الملف ربطته الدول المانحة بوجود أفق سياسي، من باب أنها “غير مستعدة لدفع الأموال ثم تتكرر الحروب ويحصل دمار لكل شيء تبنيه”.
واشترطت الدول المانحة- بناءً على إصرار إسرائيلي- إشراف السلطة في رام الله على أموال إعمار غزة، إضافة إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حماس.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد