بلومبيرغ: حماس نسفت في 11 يوما عمليات التطبيع مع إسرائيل والدول الراغبة بالتطبيع ستفكر مليا

أكد تقرير لموقع (بلومبيرغ) الأمريكي أن حرب غزة الأخيرة وما فعلته صواريخ حماس التي فاجئت إسرائيل والعالم، نسفت اتفاقيات التطبيع الأخيرة لتل أبيب مع دول عربية على رأسها الإمارات، والدول الراغبة باللحاق بقطار التطبيع ستفكر الآن مليا.

التقرير الذي أعده للموقع الباحث حسين إبيش، شدد على أن حرب غزة خرّبت على عمليات تطبيع إسرائيل مع دول عربية، مشيرا إلى أنه في ظل التركيز على محنة الفلسطينيين، أصبحت الصداقة مع إسرائيل منظورا غير مريح.

ومع تقييم إسرائيل حربها الرابعة في غزة ـ وفق بلومبيرغ ـ فإن حلفاءها الجدد من بين دول الخليج العربية يحصون ثمن صداقتهم معها، فيما يقوم آخرون بمراجعة الحسابات حول منظور التوقيع على اتفاقيات إبراهيم.

حكام الإمارات والبحرين في وضع غير مريح

وأضاف أن التركيز الجديد على محنة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والعرب داخل إسرائيل، وضع حكام الإمارات والبحرين في وضع غير مريح، وأعطى فرصة لنظرائهم في السعودية وقطر وعُمان للتفكير بتداعيات التوقيع.

اقرأ أيضاً: أكاديمي إماراتي: الفلسطينيون لن يتمكنوا من تحرير أرضهم قبل أن يتحرروا من عباس وأمثاله

هذا وأشار الكاتب إلى الأسباب التي دعت كلا من البحرين والإمارات لتوقيع اتفاقيات التطبيع، فمن ناحية البحرين، كانت المخاوف من إيران والتي تعود إلى محاولات الشاه في الستينات من القرن الماضي ضم الجزيرة.

حيث ينظر حكام البحرين إلى الطرف الآخر من الخليج بخوف. كما أن دعم الجمهورية الإسلامية للمعارضة الشيعية والعنيفة أحيانا للعائلة السنية الحاكمة زاد من مخاوفهم.

ورأت البحرين أن التحالف مع إسرائيل معقول في ظل رغبة الولايات المتحدة تخفيض وجودها في المنطقة. خاصة أن إسرائيل تحمل نفس المخاوف من إيران.

وفي حالة الإمارات، فإيران عامل في التطبيع بالإضافة إلى تركيا وطموحاتها في المنطقة، وكذا رعاية أنقرة للإخوان المسلمين. ومن هنا رأت أن التطبيع سيقوي علاقاتها مع الولايات المتحدة ويمنح البلد منفذا لقطاع التكنولوجيا المتقدم في إسرائيل.

وكانت الإمارات والبحرين تعرفان أن التحالف مع إسرائيل سيعاني من توترات بسبب معاملة الفلسطينيين ومزاعم إسرائيل في القدس، لكنهما لم تتوقعا أن يأتي امتحان العلاقة سريعا.

وبدأ التوتر في بداية مايو بمعاملة قاسية للفلسطينيين في القدس واقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، مما أشعل الغضب في معظم الشرق الأوسط، وحتى بين سكان الخليج المذعنين سياسيا.

ووجهت انتقادات لاذعة من الفلسطينيين والعرب للدول التي قررت تناول الخبز مع الإسرائيليين. وأجبرت هذه المخاوف والمشاعر حكام الإمارات والبحرين على إصدار بيانات قوية شجبت فيها أفعال إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى.

ويقول الكاتب إن الضغط خفّ على البحرين والإمارات مع دخول حماس التي أطلقت رشقات متواصلة من الصواريخ على إسرائيل، بشكل حرف الانتباه عن القدس إلى حرب جديدة في غزة.

ويقول إن حماس لا تحظى بشعبية في الخليج بسبب أيديولوجيتها المتطرفة. لكن تزايد الضحايا وبخاصة بين المدنيين الفلسطينيين وكذا زيادة الغضب ضد إسرائيل، زاد من إحراج الإمارات والبحرين، وسط استخدام قطر أداتها الإعلامية العملاقة (قناة الجزيرة) لكي تلفت الإنتباه للموت والدمار الذي تسببت به الغارات والصواريخ الإسرائيلية.

الاهتمام العربي عاد إلى القدس والأقصى

ومع أن اتفاق وقف إطلاق النار أوقف المذبحة، إلا أن الاهتمام العربي عاد إلى القدس والأقصى حيث زاد التوتر مرة أخرى، وهو ما سيتسبب بإحراجات جديدة للإمارات والبحرين. ويقول الكاتب إن التطبيع مع إسرائيل وضع الإمارات والبحرين تحت رحمة لاعبين وأحداث لا يتحكمون بهم فعليا.

ولن يفوت هذا على دول الخليج الأخرى التي كانت تفكر حتى وقت قريب بالتوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وربما كان لديها أسباب للتوقيع، ولكن عليها الانتظار حتى تتلاشى أحداث هذا الشهر من الذاكرة العامة.

وكما هو الحال، فسيحاول المعظم البحث عن إشارات من السعودية، أقوى دول الخليج. والإشارات الأولية ليست مشجعة، فقد منعت السعودية يوم الثلاثاء الطيران الإسرائيلي من التحليق فوق أجوائها، مع أن الرياض بدأت بفتح مجالها الجوي للطيران من إسرائيل بعد توقيع الإمارات اتفاقية التطبيع.

وسيكون توقيع السعودية على الاتفاقيات الجائزة الكبرى، وسيساعد جوزيف بايدن الذي يواصل سياسة سلفه في تشجيع دول عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وسيسهل توقيع السعودية على الدول الأخرى اتباعها.

والقيادة السعودية منفتحة على فكرة تحسين العلاقات مع إسرائيل. وكسر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “التابو” في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولكن مع مراقبته أحداث الأسابيع الماضية، فسيكون واعيا لعدم الارتياح الذي يعيشه قادة الإمارات والبحرين، ويعرف كم سيكون الوضع سيئا لو وضع توقيعه إلى جانب توقيعاتهم.

 الضربات على غزة “قد تشكل جريمة حرب”

من جانبها وفي سياق آخر اعتبرت المفوضة السامية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الخميس أن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب، وذلك خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان للبحث في تشكيل لجنة تحقيق دولية حول التجاوزات التي رافقت النزاع الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: مصادر: حماس وإسرائيل رفضتا وساطة مصر في البداية مما دفع السيسي للتنسيق مع قطر وتركيا

وانتقدت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة الدعوة للاجتماع، وقالت إنه “يشجع حماس أو يكافؤها”، مشددة على أن حماس أطلقت آلاف الصواريخ على مدن إسرائيل وهي تمتلك “حق الدفاع عن نفسها”.

وأعربت باشليه في افتتاح الاجتماع الطارئ للبحث في التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين عن قلقها البالغ إزاء “العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين” جراء الهجمات على غزة.

وتابعت باشليه “في حال تبين أن هذه الهجمات استهدفت بطريقة عشوائية وغير متناسبة مدنيين وأهدافا مدنية (…) فإنها قد تشكل جرائم حرب”.

وقالت المفوضة السامية “رغم مزاعم إسرائيل بأن العديد من تلك المباني آوت جماعات مسلحة أو استخدمت لأغراض عسكرية، لم نرَ أي دليل في هذا الصدد”.

وقالت إنّ الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس “عشوائية ولا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وبالتالي فإن اللجوء إليها يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني”.

أما الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، فقالت إنها خلفت “العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، وألحقت دمارا وأضرارا واسعة النطاق بالممتلكات المدنية”.

وبين 10 مايو و21 منه استشهد خلال الحرب 254 فلسطينيا بينهم 66 طفلا وعدد من المقاتلين وأصيب 1948 شخصا بجروح مختلفة، وقتل أيضا 12 إسرائيليا بينهم طفل وفتاة وجندي.

ويبحث المجتمعون في اقتراح لتشكيل لجنة تحقيق دولية موسعة للنظر في “كل الانتهاكات المفترضة للقانون الإنساني الدولي وكل الانتهاكات والتجاوزات المفترضة للقانون الدولي لحقوق الإنسان” التي أدت إلى المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويتخطى الاقتراح نطاق النزاع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، فيطلب أن تدرس اللجنة “جميع الأسباب الجذرية للتوتر المتكرر (…) بما في ذلك التمييز والقمع المنهجي على أساس الهوية القومية أو الإثنية أو العرقية أو الدينية”.

ويتناول البحث الانتهاكات “المنهجية” لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وسيتركز التحقيق على “إثبات الوقائع” و”جمع الأدلة على هذه الانتهاكات والتجاوزات وتحليلها” و”تحديد المسؤولين (عنها) قدر الإمكان بهدف التأكد من أن مرتكبي الانتهاكات يخضعون للمحاسبة”.

وعند إعلان عقد الاجتماع، نددت السفيرة الإسرائيلية ميراف شاحار بالدعوة إلى الجلسة معتبرة أن ذلك “يثبت أن لدى هذه الهيئة برنامجا معاديا لإسرائيل”، ودعت الدول الأعضاء إلى معارضة عقد الاجتماع.

وقالت السفيرة الإسرائيلية إن “حماس بدأت هذا النزاع” واصفة إياها بأنها “منظمة إرهابية تمجد الموت”، مشددة على أن حركة المقاومة الإسلامية “تعمدت تصعيد التوترات في القدس لتبرير هجومها”.

وشددت السفيرة على أن حماس أطلقت 4400 صاروخ على مدن إسرائيلية، وحضت شاحار المجلس على عدم “تشجيع حماس أو مكافأتها” على سلوكها، مؤكدة على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

ورد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على تصريحات السفيرة الإسرائيلية، وقال أمام المجلس إن ممارسات إسرائيل هي “ترسيخ لاستعمارها. ونحن نرفض هذه الحجج الواهية، والمساواة بين المستعمَر، والمستعمِر”، وفق تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

واتهم المالكي الدولة العبرية بإنشاء “نظام فصل عنصري – أبارتهايد – قائم على اضطهاد الشعب الفلسطيني”، وشدد على أن “من يملك حق الدفاع عن النفس وواجب مواجهة الاحتلال هو نحن الشعب الفلسطيني”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى