وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن:” لا يمكننا اختزال الشعب الفلسطيني في حماس”
وطن- في حوار له مع قناة “إم إس إن بي سي” الأمريكية، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إنه لا يمكن اختزال الشعب الفلسطيني في حركة المقاومة حماس، وذلك في تعليق منه على المخاوف الإسرائيلية بشأن المساعدات التي تقدمها الدوحة لقطاع غزة المحاصر.
وقبل أيام وبعد إعلان وقف إطلاق النار، كانت قطر قد أعلنت عن 500 مليون دولار لمساعدة قطاع غزة المتضرر جراء ممارسات العدوان الغاشم.
وزير خارجية قطر: الفلسطينيون ليسوا حماس فقط
وقال الوزير القطري في حواره مع القناة الأمريكية إن “الفلسطينيين ليسوا حماس فقط”.
وأضاف أن “قطر اعتادت على تقديم المساعدات وفق إجراءات واضحة وصارمة عبر الأمم المتحدة وبموافقة إسرائيل باعتباره الممر الوحيد لتلك المساعدات”.
وأوضح أن الدوحة توجه مساعدتها للفلسطينيين الذي يعانون من ظروف إنسانية قاهرة، وتوجّه إلى بناء المستشفيات لمعالجة الجرحى والمصابين والبنية التحتية”.
وتابع “من الخطأ اعتبار أكثر من مليوني نسمة في غزة، هم من حركة حماس”.
واستطرد الوزير القطري: “لا يمكننا اختزال الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال في فئة واحدة فقط، هناك 2.1 مليون شخص يعيشون في غزة وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.”
وأكمل:”وهناك أناس يعانون من هذه الحرب، وهناك الكثير من الأطفال الذين قتلوا في الحرب”.
امدادات الطاقة في غزة
إلى ذلك ذكر الشيخ محمد آل ثاني أن “50% من المساعدات القطرية ساهمت في تزويد الفلسطينيين بالكهرباء للمساعدة في زيادة إمدادات الطاقة في غزة من ساعتين إلى 16 ساعة يوميا.”
لافتا في الوقت ذاته إلى أن النصف الآخر من التبرعات يذهب إلى 430 ألف أسرة من أفقر العائلات التي تعيش في المدينة، ويتلقى كل منها 100 دولار.
وأكد أن الـ100 دولار التي كانت تقدمها قطر لكل عائلة محتاجة لا يمكن أن تسهم في صناعة أسلحة أو صواريخ.
ترحيب فلسطيني بالمنحة القطرية
من جانبه أعرب محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، عن شكره وتقديره للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر على قراره تخصيص 500 مليون دولار دعمًا لإعادة إعمار قطاع غزة، مُشيدًا بجهود الدوحة المتواصلة من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه.
وقال أشتية :«إن الحكومة ترحب بكل جهد لمساعدة أهلنا بقطاع غزة سواء بتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة أو بإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي».
وأوضح أن أولويات الحكومة حاليًا تتمثل بتسريع وصول المساعدات الإغاثية للقطاع، وبدء عملية الإعمار وفق آليات جديدة تضمن إتمامها ضمن إطار زمني مقبول، وكذلك إطلاق برنامج للتعافي الاقتصادي والتنمية لمختلف القطاعات في قطاع غزة.
وشكّلت التوجيهات من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بتخصيص منحة بقيمة 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، محطة جديدة من محطات الدعم القطري الثابت للشعب الفلسطيني في قطاعات حيوية لبناء الإنسان من صحة وتعليم وإسكان وغيرها من القطاعات التي دمرها العدوان الغاشم من قبل قوات الاحتلال.
كما أشاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالمنحة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وأعرب هنية عن عميق شكره وتقديره ل «الموقف الكريم» من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بتخصيص 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة.
وقال: إنّ «هذا الموقف العروبي يعبّر عن أصالة قطر ونخوة قيادتها، ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صموده في مختلف المراحل».
كما ثمّن هنية الدعم القطري المتواصل والممتد منذ سنوات طوال، خاصة في سنوات الحصار.
ويشار إلى أنه في مطلع العام الجاري، كان أمير قطر قد وجه بتخصيص منحة مالية لقطاع غزة بقيمة 360 مليون دولار أمريكي تُصرف على مدى عام كامل، ابتداء من يناير2021.
وجاءت هذه المنحة في إطار مواصلة دولة قطر دعمها للشعب الفلسطيني الشقيق المحاصر في قطاع غزة.
ومنذ الساعات الأولى لاندلاع التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سارعت قطر بتحركات واتصالات مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل التهدئة وإنهاء التوتر.
وهو ما أكدته الإشادة الدولية والأممية الواسعة التي تلقتها الدوحة إثر الإعلان عن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والكيان المحتل، والثناء على الدور المهم والحيوي الذي لعبته قطر مع شركائها لوقف العدوان على الأشقاء الفلسطينيين.
جهود كبيرة للجنة القطرية
هذا وتواصل اللجنة القطرية لإعادة الإعمار، برئاسة محمد العمادي، عملها الكبير وتقوم بدور محوري لا غنى عنه لإعادة الحياة للمناطق المدمرة عبر تنفيذ مشاريع تخدم أهالي غزة، وتخفف من آثار الحصار المفروض عليه منذ سنوات.
ومنذ عام 2012، تواصل اللجنة جهودها المتنوعة في مجالات الصحة والتنمية والبنى التحتية والزراعة والإعمار وتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، حيث تُنفّذ عشرات المشاريع الحيوية والمهمة في القطاع.
إضافة لتوزيع مساعدات مالية شهرية مخصصة لإعانة الفقراء. وقد بادرت اللجنة خلال العدوان الأخير، بتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة، في إطار جهود قطر للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وتبرز «مدينة حمد السكنية» كواحدة من أهم المشاريع القطرية في قطاع غزة وتتكون من 116 عمارة ب 2304 شقق، ومدينة الأمل السكنية 24 عمارة ب 284 شقة.
فضلًا عن عدة مشروعات حيوية أخرى مثل مشروع إنشاء عمارات سكنية متفرقة ومشروع إنشاء قصر العدل ومشروع إنشاء ألف وحدة سكنية بعد تدميرها من قبل الاحتلال في حرب 2014.
ومشروع إنشاء مركز التأهيل والإصلاح في خان يونس ومشروع إعادة تأهيل شارع صلاح الدين، وشارع الرشيد «الساحلي» ومشروع إنشاء مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية ومشروع تأهيل بركة الشيخ رضوان، إضافة إلى مشاريع مختلفة في مجالات الصحة والزراعة والتعليم والشباب والرياضة.