كشفت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل جديدة بشأن استهداف الجيش الإسرائيلي لبرج “الجلاء” وسط مدينة غزة والذي تسبب بموجة جدل كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب وجود مقر وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بداخله، زاعمة تواجد رجال حماس بداخله
قصف برج الجلاء و قهوة الصباح
ونقلت القناة الـ “12” العبرية، عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي قوله، إن صحفيي الوكالة الأمريكية بغزة كانوا يشربون قهوة الصباح مع رجال من حركة حماس في برج الجلاء.
وقال أفيف كوخافي لمساعديه، وفق القناة، إنه لا يشعر بأي ندم على الضربة الجوية التي دمرت البرج.
يأتي ذلك على الرغم من الإدانات الدولية الشديدة التي أحدثها استهداف هذا الموقع والضرر الذي ألحقه بصورة إسرائيل عالمياً.
وأضاف كوخافي: “لقد كان تحطيم المبنى مبرراً، وليس لدي أدنى ندم على ذلك”، مؤكداً في محادثة من مسؤول أجنبي لم يرد ذكر اسمه، أنه في الكافتيريا الواقع في الطابق الأرضي للبرج، شرب صحفيو وكالة “أسوشيتد برس” المقيمون في غزة، قهوتهم الصباحية جنبا إلى جنب مع خبراء الإلكترونيات في “حماس”، سواء كانوا على علم بذلك أم لا.
الوكالة الأمريكية: لم يكن هناك كافتيريا في المبنى
من جانبها، وصفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية تصريحات كوخافي بأنها “غير صحيحة بشكل واضح”.
وقالت في بيان لها: “هذا الادعاء الذي لا أساس له من الصحة والمنسوب إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كاذب بشكل واضح”.
اقرأ أيضاً: لماذا أعلن مسؤولون إسرائيليون كبار ندمهم على قصف برج الجلاء الذي كان يضم مقر الجزيرة؟
وأضافت: “لم يكن هناك حتى كافيتيريا في المبنى. مثل هذه الادعاءات عديمة الأساس تعرض سلامة صحفيي وكالة الأسوشيتد برس للخطر”.
وأشارت الوكالة إلى أنها “تؤكد دعوتها لإجراء تحقيق مستقل في تدمير المبنى الذي يضم مكتبنا في غزة حتى تتجلى الحقائق”.
وأضافت: “كما قلنا مرارا، لم يكن لدينا أي مؤشر على وجود لحماس في المبنى، ولم يتم تحذيرنا من أي وجود محتمل من هذا النوع قبل الغارة الجوية”.
وتابعت: “لا نعرف ما الذي تظهره الأدلة الإسرائيلية، ونريد أن نعرف ذلك”.
ندم إسرائيلي
وفي وقت سابق، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن بعض المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى يشعرون بالندم من قرار تدمير برج الجلاء.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن بعض الضباط في الجيش الإسرائيلي، قبل تبني قرار تدمير المبنى أعربوا عن معارضتهم لهذه الخطة.
وأشار المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إلى أن القرار النهائي بخصوص تدمير البرج جاء نظراً لأهمية المعدات الإلكترونية التابعة لحركة “حماس” التي زعمت إسرائيل وجودها في المبنى.
وأكدت مصادر “نيويورك تايمز” أن بعض المسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة والجيش يصفون حاليا ذلك القرار بأنه كان خاطئا.
وأوضحوا أن إسرائيل مهتمة بأن تكون وسائل الإعلام منفتحة عليها كي تعرض عبرها رؤيتها للأحداث الأخيرة حول غزة، وأن تدمير برج الجلاء جعل هذا أكثر صعوبة.
وقال أحد المسؤولين إن تلك العملية كانت مبررة من الناحية العسكرية، مقرا في الوقت نفسه بأن المشككين بخصوصها كانوا على صواب لأن الأضرار التي لحقت نتيجة لتلك الغارة بسمعة إسرائيل الدولية تتجاوز أي مكاسب عسكرية ناجمة عن تدمير معدات حماس.
وجاء هذا التقرير على الرغم من إعلان مسؤول عسكري إسرائيلي بارز بعد الغارة أنه لا يندم منها إطلاقا.
وأوضح أنه لو لم تتخذ إسرائيل هذه الخطوة لأدركت حماس أنها تستطيع حماية أصولها من خلال نشرها بجوار مرافق إعلامية، وفق قوله.
واتهم مسؤول إسرائيلي عسكري آخر “حماس” باستخدام المعدات التي كانت في داخل برج الجلاء لتشويش الاتصالات ونظم الملاحة الإسرائيلية العاملة عبر الأقمار الصناعية، ونفت الحركة صحة هذه الادعاءات.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد