كيف سيتصرف ملك المغرب بعد عودة إبراهيم غالي للجزائر عقب علاجه في إسبانيا؟

قال المتحدث باسم جبهة البوليساريو جليل محمد، إن زعيم الجبهة إبراهيم غالي، الذي خضع للعلاج في مستشفى إسباني لأكثر من شهر، غادر المستشفى وهو في طريق عودته للجزائر “سالما معافى”.

إبراهيم غالي غادر إسبانيا

وكانت صحيفة “إل باييس” قد ذكرت أن إبراهيم غالي غادر إسبانيا بالفعل على متن رحلة من مطار بامبالونا.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إنّ غالي “خطّط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا” في شمال البلاد، من دون أن تحدّد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنّها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.

وأضافت أنّ زعيم البوليساريو “كانت بحوزته الوثائق التي دخل بها إلى إسبانيا والتي تحمل اسمه”.

ووفقاً لصحيفة “إل باييس” الإسبانية فإنّ غالي غادر إلى الجزائر العاصمة على متن طائرة أقلعت في الساعة 01:40 من فجر الأربعاء (ليل الثلاثاء في الساعة 23:40 ت غ).

وأتى الإعلان عن مغادرة زعيم البوليساريو الأراضي الإسبانية بعد ساعات على مثوله عبر الفيديو أمام قاض إسباني استجوبه بشأن شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي “تعذيب” وارتكاب “إبادة”، في جلسة قرّر في ختامها القاضي تركه من دون اتّخاذ أي إجراء بحقّه.

وزعيم “الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (البوليساريو) الذي أُدخل في أبريل إلى المستشفى في لوغرونيو بسبب مضاعفات جراء إصابته بوباء كوفيد-19، أدلى بإفادته عبر الفيديو من مستشفى هذه المدينة الواقعة في شمال إسبانيا لأحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد.

وإثر هذه الجلسة المغلقة، لم يتّخذ القاضي في القرار الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس أيّ إجراء رادع بحق غالي، معتبرا أنّ “لا خطر ظاهراً من عملية فرار”.

زعيم البوليساريو

وعلى زعيم بوليساريو فقط أن يبرز عنوانه ورقما هاتفيا في اسبانيا للتمكن من تحديد مكانه.

وأفادت مصادر قضائية أن لا شيء يمنع غالي نظرياً من مغادرة إسبانيا.

وأكّدت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية ماريا خيسوس مونتيرو أن غالي يستطيع “العودة إلى البلد الذي جاء منه ما أن يتعافى”.

ونقل موقع “إل كونفيدنسيال” الإخباري الإلكتروني عن مصادر في الشرطة أن طائرة للحكومة الجزائرية التي تدعم البوليساريو، أقلعت صباح الثلاثاء في اتجاه لوغرونيو لإعادة غالي قبل أن تعود أدراجها في منتصف الطريق.

من هو إبراهيم غالي؟

وغالي من مواليد 19 أغسطس/آب عام 1949، في إقليم الساقية الحمراء بالصحراء الغربية. ولم يتلق تعليماً مدرسياً نظامياً، بل اقتصر تعليمه على الكتاتيب.

وأصبح غالي أميناً عاماً للبوليساريو في التاسع من يوليو عام 2016، بعد وفاة أمينها العام السابق محمد عبدالعزيز. كما انتُخب في العام نفسه رئيسا للجمهورية الصحراوية التي أعلنتها الجبهة من طرف واحد عام 1976.

هذا وانخرط غالي في العمل السياسي منذ أن كانت الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية، وشارك في حركات التحرر التي نشأت لطرد الاستعمار الإسباني قبل تأسيس البوليساريو.

وفي عام 1969، شارك غالي في تأسيس المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية، وأصبح أمين سر المنظمة. وكان الهدف من تأسيس هذه المنظمة هو مقاومة الاستعمار الإسباني في الصحراء.

وكان غالي من المشاركين كذلك في تأسيس جبهة البوليساريو في مايو/ أيار عام 1973، وأصبح أول أمين عام لها وأعلن الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسباني. لكنه تنحى بعد حوالي عام، في أغسطس/آب 1974.

وفي أغسطس/آب 1976، عُين غالي في لجنة العلاقات الخارجية للجبهة، ومثلها ضمن العديد من الوفود الصحراوية التي كانت تتفاوض حول انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية.

لكن تاريخه العسكري الأكبر لم يكن ضد إسبانيا، بل في حرب البوليساريو ضد المغرب بين عامي 1976 و1988.

ففي فبراير/شباط 1976، أعلنت الجبهة تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الشعبية الديمقراطية من مدينة تندوف في جنوب غرب الجزائر. وهي جمهورية غير معترف بها دوليا.

وعُين غالي عند إعلان هذه الجمهورية وزيراً للدفاع، وبقي في منصبه حتى عام 1989، بعد انتهاء حرب الجبهة مع المغرب. لكنه عاد وتقلد المنصب نفسه مرة ثانية بين عامي 1993 و1998.

ومثل غالي الجبهة في العديد من المحافل والمؤتمرات والمفاوضات، حتى أنه عُين ممثلا للجبهة في إسبانيا بين عامي 1999 و2008، ثم سفيرا مفوضا للجبهة في الجزائر من 2008 وحتى 2016.

وكان عام 2016 حافلاً من الناحية السياسية لغالي، إذ انتُخب أمينا للتنظيم السياسي للجبهة في يناير/كانون الأول، ثم أميناً عاماً للتنظيم في يوليو/تموز.

ورأى مراقبون آنذاك أن اختيار غالي بمثابة رسالة مفادها أن الجبهة على استعداد للتفاوض، وكذلك للقتال والعمل العسكري، وذلك بالنظر لمشواره في الجبهة الذي جمع بين المسارين. وعزز من ذلك أن غالي أدى اليمين لزعامة الجبهة مرتدياً الزي العسكري.

وقال غالي في خطابه عند أداء اليمين إنه “يجب مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى تقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي … وجعله في أقصى درجات الجاهزية والاستعداد لكل الظروف والاحتمالات بما في ذلك الكفاح المسلح”.

أزمة معبر الكركرات

ولوح غالي بإمكانية التحرك العسكري عند اندلاع أزمة معبر الكركرات مع الحكومة المغربية.

وقال في حوار مع التلفزيون الجزائري في أكتوبر/تشرين الأول 2020: “لسنا دعاة حرب ولا نرغب في الرجوع إلى نقطة الصفر، ولا نرغب في إراقة الدماء، لكن للأسف العالم اليوم أصبح يهتم فقط عندما يرى دماء الأبرياء تسيل، وأخشى أن يُدفع الشعب الصحراوي إلى هذا الخيار”.

وكان غالي قد طُلب للتحقيق أكثر من مرة أمام القضاء الإسباني في قضايا تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما دفعه إلى مغادرة إسبانيا عام 2008 وترك منصبه كممثل للجبهة فيها.

وطُلب للتحقيق مرة أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بعد عدة أشهر من توليه أمانة الجبهة.

وطلب القضاء الإسباني من الشرطة آنذاك التحقق من هوية غالي وما إذا كان متابعاً في قضايا اغتيال وتعذيب قد تصل إلى جرائم ضد الإنسانية، وهو ما اضطر غالي لتأجيل سفره لحضور مؤتمر في إسبانيا هذا العام.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث