اليمين المتطرف يدعو إلى اقتحام جماعي كبير للمسجد الأقصى بعد إلغاء مسيرة الأعلام

فجر قرار شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، إلغاء ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي كان من المقرر تنظيمها يوم الخميس المقبل بإشراف من جهات يمينية متطرفة، غضب القوميين المتطرفين الذين قرروا التصعيد وتحدي المقدسيين.

مسيرة الأعلام في القدس المحتلة

وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، قال إن القرار اتخذ في ختام اجتماع عقد بين قيادة الشرطة والمشرفين على المسيرة.

من جانبه وصف بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف، القرار بتأجيل المسيرة بأنه “استسلام محرج للإرهاب ولتهديدات حماس”.

وكتب سموتريتش على تويتر، مشيرا إلى رئيس حركة حماس في غزة “بينما نتجادل حول نوع الحكومة، يدير يحيى السنوار الأمور هنا”.

وفي تطور خطير جدا وردا على قرار إلغاء مسيرة الأعلام التعويضية التي كان اليمين المتطرف ينوي تنفيذها يوم الخميس أمام باب العامود في القدس، دعا اتحاد منظمات الهيكل لاقتحامٍ جماعي كبير في المسجد الأقصى يوم الخميس في تمام الساعة 1:30 ظهراً.

كما نشر اتحاد منظمات الهيكل في إعلانه ما نصه:(تم إلغاء المسيرة في الخارج؟ فلنقم بها داخل “جبل المعبد”).

وتابع الاتحاد:(لا تقعد في البيت، تعال واصعد إلى “جبل المعبد”، فلنصعد “جبل المعبد” بسعادةٍ ونصلي لأجل حكومةٍ جيدةٍ وشجاعةٍ لإسرائيل)

من ناحيته اعتبر أستاذ دراسات بيت المقدس، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى المبارك، الدكتور عبدالله معروف، أنه بهذا الإعلان فإن اليمين المتطرف ينقل المعركة إلى قلب المسجد الأقصى المبارك، ويعلن تحدي المقدسيين والمسلمين جميعاً في أعز مقدساتهم.

ونفت شرطة الاحتلال في إعلان رسمي، أن تكون قد ألغت المسيرة، لكنها قالت إن موعد المسيرة يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل سلطات إنفاذ القانون والسلطات السياسية المعنية.

وجاء في البيان أنه “مع الخطة الحالية والموعد الحالي، لم تتم الموافقة على المسيرة”.

وقالت شرطة الاحتلال إنها ستعيد النظر في المصادقة على إجراء المسيرة إذا قدم المنظمون طلبا للحصول على تصريح بخطة جديدة أو موعد جديد.

هذا وقال منظم المسيرة التي تم إلغائها يهودا فالد، بحسب ما نقله عنه موقع “سروغيم”: “يبدو أن الطرف الذي انتهى به الأمر مردوعا بعد عملية حارس الأسوار هو دولة إسرائيل، التي استسلمت لتهديدات الإرهابيين ولا تسمح بإجراء مسيرة الأعلام عبر عاصمة دولة إسرائيل”، في إشارة إلى الصراع مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

ويشهد الاحتفال السنوي الذي يسميه الإسرائيليون ”يوم أورشليم القدس” مسيرة يشارك فيها الآلاف من اليهود القوميين عبر الأجزاء ذات الأغلبية المسلمة من القدس نحو الحائط الغربي، في عرض للسيادة للاحتفال بذكرى استيلاء إسرائيل على الجانب الشرقي من المدينة خلال حرب الأيام الستة عام 1967.

ولطالما اعتبر النقاد الإسرائيليون والفلسطينيون المسار استفزازيا، حيث يُجبر أصحاب المتاجر العرب المحليون على إغلاق متاجرهم حتى تتمكن  السلطات من تأمين المنطقة ذات الأغلبية الفلسطينية للمحتفلين من القوميين اليهود.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تقرر إلغاء “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة بعد تهديد حماس بتفعيل صواريخها

وفي الأسبوع الماضي، أعلن المنظمون عن موعد جديد للمسيرة يوم الخميس وقالوا إن المسيرة ستمر عبر مسارها التقليدي والمثير للجدل. الاحتجاجات لم تتأخر، حيث أفادت تقارير أن إدارة بايدن بعثت برسائل للقدس حثتها فيها على تغيير مسار المسيرة مرة أخرى.

وأجرى وزير الدفاع بيني غانتس مشاورات بهذا الشأن وأصدر بعد ذلك بيانا أعرب فيه عن تأييده لإلغاء المسيرة. وكتب وزير الخارجية غابي أشكنازي رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحذر فيها من “الحساسية الدولية” التي تحيط بأنشطة إسرائيل في القدس.

حركة فتح تدعو للتعبئة

هذا ودعت حركة فتح الفلسطينية يوم الأحد أعضاءها إلى التعبئة لمواجهة المسيرة المخطط لها.

وطلبت فتح من كوادرها “الوقوف معا بشكل فعال، للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواجهة مسيرة المستوطنين المتطرفين”.

وواجهت حركة فتح انتقادات في الأوساط المحلية الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة، كما وتعرضت قيادتها، بما في ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للهجوم باعتبارهم غير فعالين في معارضة السياسات الإسرائيلية في القدس، التي يأمل الفلسطينيون في رؤيتها عاصمة لدولتهم المستقبلية.

في غضون ذلك، شهدت خصم فتح الرئيسي، حركة حماس، زيادة في شعبيتها في أعقاب الحرب الصغيرة الأخيرة بين الحركة وإسرائيل في غزة.

وقالت حماس أن آلاف الصواريخ التي أطلقتها على المدن والبلدات الإسرائيلية كانت ردا على الأنشطة الإسرائيلية في القدس، وخاصة في الحرم القدسي.

المتطرف إيتمار بن غفير

مع انتشار تقارير عن تغيير مسار المسيرة المخطط لها ليلة الأحد، أصدر عضو الكنيست عن حزب “الصهيونية المتدينة” المتطرف إيتمار بن غفير بيانا تعهد فيه باستخدام حصانته البرلمانية للسير عبر أزقة الحي الإسلامي حاملا الأعلام الإسرائيلية إذا رفضت الشرطة السماح للحدث بالمضي قدما.

وقال بن غفير: “من غير المقبول أن تستسلم الحكومة الإسرائيلية لحماس وتسمح لها بإملاء جدول الأعمال. من حق كل يهودي أن يسير في جميع أنحاء القدس، وهذا هو بالضبط سبب انتخابي للكنيست – من أجل الحفاظ على حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل “.

وأعاد التأكيد على تعهده يوم الإثنين قائلا أنه لن يتراجع عن السير في أزقة الحي الإسلامي ودعا نواب آخرين في الكنيست إلى الانضمام إليه.

تحذير من حماس

واليوم الاثنين، قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن الاحتلال “يحاول أن يجسد وقائع جديدة، بإعلانه عن مسيرة أعلام جديدة، وبتصعيده في الشيخ جراح”.

وتابع: “نقول للوسطاء بشكل واضح، إنه آن الأوان للجم هذا الاحتلال، وإلا فالصواعق ما زالت قائمة”، محذراً الاحتلال والوسطاء وكل العالم من اقتراب مسيرة الأعلام من القدس والأقصى.

وشدد على “أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون يوم الخميس مثل يوم 11/5”.

التوتر في مدينة القدس

وتشهد منطقة القدس الشرقية توترات مستمرة منذ شهرين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وتوسعت الاحتجاجات إلى أنحاء متفرقة من القدس وخاصة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وأدت القضية إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما، أدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا، ودمارا هائلا في القطاع. ومن  الجانب الإسرائيلي قتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.

وكانت محكمة إسرائيلية أرجأت الشهر الماضي جلسة استماع في القضية، لم يحدد موعدها بعد.

وتسعى الجمعيات اليهودية المطالبة بالأملاك حاليا إلى إخلاء منازل 58 فلسطينيا آخرين، وفقا لمنظمة “السلام الآن”، حيث يقول الفلسطينيون إن خطر الإخلاء يهدد بشكل عام نحو 500.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث