الوفد العماني ربما اصطدم بالواقع وبعراقيل لم تكن في حساباته.. ما وراء الكواليس في زيارة صنعاء
شارك الموضوع:
يرى محللون أن آمالا كثيرة تعلقت على الزيارة الأولى التي قام بها وفد سلطنة عمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حاملا معه مبادرة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات.
وبعد أسبوع من النقاشات غادر الوفد إلى مسقط، تاركا الكثير من التكهنات حول ما حققته تلك الزيارة على الأرض.
ويقول المراقبون للوضع إنه في الوقت الذي زاد فيه التفاؤل بقدر غير واقعي حول التوصل إلى توافق لوقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء، يرى آخرون أن الوفد العماني ربما اصطدم بالواقع وبعراقيل لم تكن في حساباته.
وذلك رغم أنه يحمل أضواء خضراء من التحالف والمجتمع الدولي وإيران، إلا أن هناك أشياء على الأرض لم يتم ترتيبها دوليا وإقليميا، وأن أقصى ما سيحققه الوفد العماني سيكون في الملف الإنساني، وهذا الأمر أيضا قد يكون موضع شك.
نفاوض على الحقوق المشروعة لليمنيين
وفي حديثه لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” يرى رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية باليمن، عبد الكريم الساعدي، أن الجهود العمانية تمثل خطوة مهمة وإيجابية فيما يتعلق بالحلول الموضوعة لحل الأزمة اليمنية، ووضع أساس لتفاوض يمني ينهي حالة الحرب.
وأضاف الساعدي: “في اعتقادي أن مجرد التحرك في هذا المضمار هو بحد ذاته خطوة إيجابية، حتى وإن لم يحقق شيئا ملموس حتى اللحظة، فهذا التحرك يؤكد في مضمونه أن هناك اتفاق وتوافق بين السعودية كقائدة للتحالف ومن معها، وبين الإخوة في عُمان التي كان ومازال لها دور إيجابي في الأزمة منذ البداية”.
هذا واعتبر رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية باليمن أن “هذا الأمر بحد ذاته يقطع جزءا كبيرا من الطريق نحو إرساء أسس وقف الحرب، فكما تعرفون أن الحرب بعد عامها الأول تقريبا خرجت عن الإطار اليمني، وباتت تتقاذفها التجاذبات والصراعات الإقليمية، فوصول الوفد العماني إلى صنعاء يعني وصول دول التحالف، وقبلهم المجتمع الدولي إلى قناعة بقبول المبادرة المطروحة وضرورة إيقاف الحرب في اليمن”.
شروط الحوثي
وأشار الساعدي، إلى أنه في الجانب اليمني وحسب المعلومات المتوفرة حتى اللحظة، فإنه لم يتحقق شيء معلن على يد الوفد العماني نعتمد عليه.
اقرأ أيضاً: تفاصيل لقاء عبدالملك الحوثي بوفد سلطنة عمان في اليمن
وتابع “لكن هناك تصريحات وأحاديث إعلامية عمانية مقربة من الوفد، تؤكد أن الحوثيين (أنصار الله)” مازالوا يرفضون المبادرة أو بالأصح يسوفون ويضعون الشروط التعجيزية أمامها”.
وألقى الساعدي الضوء على حديث بعض الإعلاميين العمانيين المقربين من القرار، بأن هناك خلافات وتباين بوجهات النظر داخل الجماعة بشأن المبادرة العمانية.
مضيفا” هناك طرف أبدى موافقته على القبول بالدخول في المفاوضات بعد فتح مطاري صنعاء والحديدة، وهناك طرف آخر يصفه الإعلاميون العمانيين بالمتشدد في الجماعة الرافض للتفاوض حتى اللحظة، وهو الطرف الذي وصفته الأحاديث بالطرف الذي يتلقى توجيهاته من خارج الحدود اليمنية”.
وفي نهاية حديثه، أكد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية باليمن أنه في المحصلة النهائية، الخطوة العمانية سيكون لها ما بعدها في ظل المتغيرات على الساحة الإقليمية.
مختتما بقوله: “أعتقد أيضا أن التوجيهات قد صدرت بضرورة وقف الحرب، وسيكون على جميع الأطراف الإقليمية والمحلية ضرورة الالتزام لتفادي مواجهة المجتمع الدولي”.
ترتيبات سابقة
من جانبه، قال رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، الدكتور عبد الستار الشميري، إن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء كانت في إطار ترتيبات أعدت خلال الأشهر الست الماضية في مسقط، وكانت هناك خارطة طريق من 24 -27 نقطة تقريبا، تقضي بما في ذلك بفتح مطار صنعاء في إطار خارطة شاملة.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، كان العمانيون يراهنون على أنهم سوف يسلكون طريقا ممهدا، خاصة بعدما تلقوا إشارات خضراء من إيران بإمكانية ذلك، لكن يبدو أنهم اصطدموا بوقائع وتفاصيل كثيرة، حيث يشترط الحوثيون الحصول على كل شيء قبل أن يقدموا أي شيء.
لذا فإن الزيارة حتى الآن معلقة ولم تسفر عن أي شيء كبير، بل وعود فقط بوقف مؤقت لإطلاق النار مقابل فتح مطار صنعاء، وعاد الوفد ليحاول من جديد ويدرس مع الإيرانيين وليس مع “الحوثيين” إمكانية فتح نافذة في الأفق المسدود للحل السياسي.
تفاؤل مفرط
وتابع رئيس مركز جهود، على العموم، هناك تفاؤل مفرط بأن هناك حل سياسي وشيك في اليمن، هذا التفاؤل لا يستند إلى وقائع حقيقية، فالأمر لا يزال بعيدا جدا، ولازالت هناك وقائع ومصالح لبعض الأطراف على الأرض تمنع ذلك، لذا يمكننا الحديث عن أشياء جزئية قد ينجح فيها الوفد العماني مثل، الملفات الإنسانية والأسرى وفتح بعض المطارات، وهذا على أفضل التقديرات، وربما يخفق في تلك الجزئيات أيضا.
وغادر الوفد العماني، أمس الجمعة، العاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت أسبوع لبحث عملية دفع السلام في اليمن.
وقالت قناة “المسيرة” التابعة لـ “أنصار الله”، إن وفد المكتب السلطاني العماني غادر العاصمة صنعاء ظهر أمس، برفقة رئيس فريق “أنصار الله” بالمفاوضات والناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام، بعد سلسلة من اللقاءات.
ونقلت القناة عن عبدالسلام قوله، إن جماعته قدّمت للوفد العماني “التصور الممكن لإنهاء العدوان (في إشارة إلى العمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي) ورفع الحصار”.
ووفق عبدالسلام فإن التصوّر يشمل الملف الإنساني والسياسي والعسكري، واصفا إياه بأنه تصور “جاد ومسؤول ومباشر”.
ولم يكشف بعد الوفد العماني عن نتائج زيارته إلى صنعاء، وكان الوفد وصل إلى صنعاء، السبت الماضي للمرة الأولى منذ بداية الحرب، والتقى خلال زيارته زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، ومهدي المشاط رئيس المجلس السياسي.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة “أنصار الله” هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
واجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد
راحوا يتوسطوا للحوثي ! كان أولى تشغيل الشباب الفقير العاطل! ! مسقط عمان دائما خائبة!