كشف موقع “ياهو نيوز” الامريكي تفاصيل جديدة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده باسطنبول قبل أكثر من عامين، مشيراً إلى دور مصري في عملية الاغتيال من خلال توفير مواد مخدرة مميتة.
وقال الموقع، إن المسؤولين السعوديين الذين ارتكبوا جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في 2018، حصلوا على مواد مخدرة قاتلة من مصر.
قتلة خاشقجي حقنوا المواد القاتلة في ذراعه اليسرى
وأوضح الموقع، وفق معلومات وصفها بالحصرية، أن الطائرة التي هبطت في القاهرة، قبل وصولها إلى إسطنبول، قام طاقمها بالحصول على مواد مخدرة قاتلة، ويمنع استخدامها.
وأشار إلى أن القتلة حقنوا هذه المواد في ذراع خاشقجي اليسرى؛ لتسريع موته، لافتاً إلى أن هذه المعلومات حصل عليها من ملاحظات في الاستجوابات السرية التي تمت للقتلة من قبل السلطات السعودية.
وكشف الموقع أن هذه المعطيات تشير إلى احتمالية وجود متواطئين مصريين مع القتلة، لا سيما أن المواد المخدرة سلّمت إليهم داخل مطار القاهرة.
فرقة النمر
وأشار إلى أن “فرقة النمر”، التي ارتكبت الجريمة، كان من المعد لها أن تقتل خاشقجي بهذه الحقنة قبل اختطافه إلى طائرة تقله إلى السعودية.
ولفت الموقع إلى أن معلومات تفصيلية جديدة سيكشف عنها في بودكاست “الحياة السرية والموت الوحشي لجمال خاشقجي”، المؤلف من 8 حلقات، والذي تعرضه “ياهو نيوز” هذا الأسبوع.
ما قصة جمال خاشقحي؟
في 2 أكتوبر/تشرين أول 2018، دخل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة إلى قنصلية بلاده في اسطنبول، حيث قُتل.
في الأشهر التي تلت ذلك، ظهرت روايات متضاربة حول كيفية وفاته، وماذا حدث لرفاته، ومن المسؤول.
وقال مسؤولون سعوديون إن الصحفي قتل في “عملية مارقة” قام بها فريق من العملاء أرسل لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
في حين قال مسؤولون أتراك إن العملاء تصرفوا بناء على أوامر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية.
من هو جمال خاشقجي؟
عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية، بعد أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، والذي يقدم نفسه للعالم الخارجي باعتباره رائد الإصلاح، بينما شهدت بلاده موجة من الاعتقالات ضد رجال دين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق النساء.
اقرأ أيضاً: قطعت خاشقجي وفشلت في قتل الجبري.. “الصندوق الأسود” لفرقة النمر يد محمد بن سلمان الباطشة
على مدى عقود، كان الرجل البالغ من العمر 59 عاما مقربا من العائلة المالكة السعودية وعمل أيضا مستشاراً للحكومة.
ودرس خاشقجي الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي.
واشتهر أكثر بعد نجاحه في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي.
وكان من الذين أثاروا موجة من الجدل عندما كتب تغريدة على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر، مدافعا عن الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وعن جماعة الإخوان المسلمين المصنفين كـ “إرهابيين” من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
تولى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز” في أواخر التسعينيات، وبقي في ذلك المنصب مدة أربعة أعوام.
وفي عام 2004، عُيّن رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” وهو المنصب الذي أُقيل منه دون إيضاح الأسباب.
وفي العام نفسه، عمل مستشارا إعلاميا للأمير تركي الفيصل، واستمر في عمله ذلك لسنوات.
وكان تركي الفيصل مديرا للمخابرات السعودية لفترة طويلة (1977-2001) وبعدها تقلد مناصب هامة في السلك الدبلوماسي حيث تولى منصب سفير المملكة في بريطانيا وبعدها سفير السعودية في الولايات المتحدة.
وفي عام 2015، عُين مديرا عاما لقناة “العرب” الإخبارية التي كان مقرها في المنامة، البحرين، والتي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، ولكنها سرعان ما أغلقت بعد ساعات من افتتاحها.
ورجّحت الصحف المحلية أسباب إغلاقها وقتذاك إلى خلاف مع السلطات البحرينية حول السياسة التحريرية.
في حين لم تعلق الحكومة البحرينية على سبب الإغلاق.
وعمل خاشقجي أيضا معلقا سياسيا، ظهر في عدد من القنوات السعودية والعربية.
وفي ديسمبر/ كانون أول، 2017، أنهت صحيفة “الحياة اللندنية” لصاحبها الأمير خالد بن سلطان، علاقتها به ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى ” تجاوزات ضد السعودية”.
كان خاشقجي يعيش قبل اختفائه في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة.
وتحدث الصحفي جيسون رضائيان في صحيفة واشنطن بوست عن الأوضاع في السعودية قائلا: “مع كل إصلاح مفترض، تأتي موجة جديدة من الاعتقالات والأحكام بالسجن وزيادة في الاجراءات القمعية”.
وأضاف “مع كل نقطة تحول، قدم جمال لقراء واشنطن بوست تعليقا متبصرا ونقدا لاذعا عن البلد العصي على الفهم”.
وقال خاشقجي في أول عمود له في صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر / أيلول 2017 ، إنه كان يخشى أن يتم القبض عليه في حملة على ما يبدو ضد المعارضة أشرف عليها الأمير.
كتب خاشقجي عدة مؤلفات نالت إعجاب الكثيرين منها “علاقات حرجة- السعودية بعد 11 سبتمبر”، “ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين” و”احتلال السوق السعودي”.
وكان ينظر إليه في كثير من الأحيان كخبير بالأحوال الداخلية في السعودية، حتى قرر المغادرة منذ عام 2017 وسط تقارير عن بداية حملة ضد أصحاب الرأي المخالفين لتوجهات ولي والعهد.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد