تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم منذ مطلع العام الماضي بخسارة شركة طيران الإمارات مليارات الدولارات، وفق أخر إحصاء رسمي صادر عن الشركة.
وسجّلت الشركة الإماراتية والتي تعتبر أكبر ناقل جوي في الشرق الأوسط، خسارة سنوية بـ5.5 مليارات دولار للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود.
The Emirates Group has announced its financial results for 2020-21, its first non-profitable year in over three decades, due to the COVID-19 pandemic impact. https://t.co/pAhEZKK3hi pic.twitter.com/pRE7NmTcxB
— Emirates Airline (@emirates) June 15, 2021
شركة طيران الإمارات
وقالت الشركة ومقرها دبي في بيان الثلاثاء “نتيجة للقيود المستمرة على الرحلات الجوية والسفر بسبب الجائحة”، سجّلت الشركة “خسائر 20.3 مليار درهم (5.5 مليارات دولار) مقارنةً مع أرباح السنة السابقة التي بلغت 1.1 مليار درهم (288 مليون دولار)”.
وآخر مرة أبلغت فيها الشركة عن خسارة كانت في السنة المالية 1987-1988 مع بداية انطلاق عملياتها.
واضطرت الشركة العملاقة منذ بدء تفشي الوباء، إلى تقليص شبكة وجهاتها الواسعة وأوقفت رحلاتها لأسابيع العام الماضي، قبل أن تعود إلى زيادة عملياتها مع فتح دبي أبوابها للسياح في منتصف 2021 وتحوّل الإمارة الثرية إلى نقطة استقطاب رئيسية للزوار الهاربين من الإغلاقات.
جائحة كوفيد وخسائر فادحة
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة “طيران الإمارات” الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: “لا تزال جائحة كوفيد-19 تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية والمجتمعات والاقتصادات وصناعة الطيران والسفر”.
وأضاف أن مجموعته عانت “جرّاء انخفاض الطلب على السفر الدولي”، بعد أن “أغلقت دول العالم حدودها وفرضت قيوداً صارمةً على السفر”.
ونقلت “طيران الإمارات” 6.6 ملايين راكب، بانخفاض بنسبة 88 بالمئة عن السنة المالية السابقة. وانخفض إجمالي إيرادات “طيران الإمارات” للسنة المالية بنسبة 66 بالمئة، إلى 30.9 مليار درهم (8.4 مليارات دولار).
أفضل من البداية
وفي وقت سابق، قال رئيس شركة “طيران الإمارات” تيم كلارك، إن أداء الشركة، التي يقع مقرها بدبي، في الوقت الراهن، أفضل مما كانت تتوقع في البداية.
وذكر كلارك، في مقابلة مسجلة مع المستشار بشؤون الطيران جون ستريكلاند: “نحن أكثر كثيراً وأفضل كثيراً مما كنا نظن أننا سنكون عليه في هذا الوقت”.
وأضاف: “لا أقول إن ذلك جيد. إنه فقط أفضل مما كنا نعتقد أننا سنكون عليه (عندما) وضعنا تصوراتنا له في ربيع العام الماضي”، وفقاً لـ”رويترز”.
وكان كلارك ذاته رجّح في فبراير الماضي، أن يظل الضعف مسيطراً على حركة السفر العالمية حتى نهاية العام الجاري، في الوقت الذي تعيد فيه الدول تطبيق قيود صارمة للسيطرة على تفشي وباء كورونا.
وقال كلارك خلال قمة افتراضية عقدها “كابا” لاستشارات الطيران: إن “الأمر سيستغرق وقتاً أطول مما كنت آمله”، بحسب “سي إن بي سي” الأمريكية.
وكان المسؤول المخضرم بالقطاع، البالغ 71 عاماً، يميل خلال الأزمة إلى إبداء التفاؤل حيال التعافي بشكل أكبر، مقارنة مع عديد من نظرائه.
تسريح الموظفين
ولأول مرة منذ إنشائها، اضطرت مجموعة “طيران الإمارات” إلى تسريح موظّفين.
وانخفض إجمالي القوى العاملة في المجموعة بنسبة 31 بالمئة، إلى 75145 موظفاً يمثلون أكثر من 160 جنسية مختلفة.
و”طيران الإمارات” أكبر مشغّل لطائرات “ايرباص 380” الضخمة. وكانت المجموعة أعلنت في السابق خططا لبدء تنويع أسطولها وشراء طائرات أصغر حجما.
وتُعتبر الشركة من أبرز نجاحات مدينة دبي التي تضم العديد من الوجهات الترفيهية والمراكز التجارية الضخمة.
وتعتمد الشركة على السياحة وقطاع الخدمات في ظل اقتصاد هو الأكثر تنوعا في منطقة الخليج الغنية بالنفط.
وقد استقبلت أكثر من 16 مليون زائر السنة الماضية. وكانت تسعى إلى استقبال 20 مليون زائر هذه السنة.
وقدّمت حكومة الإمارة دعما مالية للشركة بعيد تعليق الرحلات بلغت قيمته نحو ملياري دولار.
وبخلاف بعض شركات الطيران الأخرى، تفتقر “طيران الإمارات” إلى سوق محلية لتخفيف أثر تراجع السفر الدولي.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا المستجد وما رافقها من إجراءات للحد من انتشار الفيروس، تعرضت شركات الطيران العالمية، ومن ضمنها الإماراتية، لضربة حيث توقع الخبراء أن تصل خسائر قطاع الطيران العالمي إلى عشرات المليارات.
وخسرت الشركة الإماراتية 3.4 مليارات دولار خلال 6 أشهر؛ بسبب تداعيات كورونا على حركة السفر.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد