ما حقيقة فيديو الغارات الجوية المصرية على مواقع المتشددين في سيناء؟
شارك الموضوع:
نشرت صفحات مصرية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورا ومقاطع فيديو قيل إنها تُظهر غارات حديثة للجيش المصري على مواقع لمتشددين في سيناء.
لكن هذه الصور نشرتها في الحقيقة وزارة الدفاع الأذربيجانيّة قبل أشهر في سياق معارك إقليم ناغورني قره باغ مع القوات الأرمينيّة.
ضربة جديدة في سيناء
وتظهر الصور أهدافاً مصورة من الجو على ما يبدو، وجاء في التعليقات المرافقة “ضربة جديدة لقواتنا اليوم، يبدو أن أعداد القتلى لدى داعش تتجاوز 30 قتيلا خلال الساعات الاثنتي عشرة الماضية”.
وأضافت منشورات “الصورة توضح استهداف بؤرة خطيرة لداعش” قرب بئر العبد في شبه جزيرة سيناء.
ويشن الجيش المصري منذ فبراير 2019 عمليّة واسعة في محاولة لطرد جماعات متشددة من بينها تنظيم داعش المنتشر بشكل أساسي في شمال سيناء ووسطها.
ومنذ بدء هذه العملية، أعلنت السلطات المصريّة مقتل ألف متشدد، والعشرات من قوات الأمن والجيش.
فيديو قديم
لكن الفيديو المتداول لا يظهر غارات حديثة للجيش المصري في سيناء، حيث أرشد التفتيش عن صور من المقطع باستخدام محرّكات البحث إلى فيديو نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانيّة في الثاني من أكتوبر الماضي.
اغتيالات مفاجأة
هذا وشهدت الأيام الأخيرة اغتيال تنظيم “ولاية سيناء” الموالي لتنظيم “داعش” مسؤولين أمنيين وعسكريين مصريين في محافظة شمال سيناء، بعد فترة من الهدوء النسبي التي سادت المحافظة.
وقالت مصادر طبية عسكرية، وفق العربي الجديد، إن هجمات تنظيم “ولاية سيناء” في الأيام الأخيرة أدّت إلى مقتل ضابطين برتبتين رفيعتين وعدد من المجندين.
وفي 31 مايو/أيار الماضي قتل العميد أركان حرب في الجيش المصري خالد علاء الدين العريان برصاص قناص أثناء عمليات عسكرية للجيش جنوب مدينة الشيخ زويد.
ويشغل العريان منصب قائد قوات التدخل السريع، وهي أحد أهم تشكيلات الجيش المصري في شمال سيناء، فيما كان يشغل منصب قائد “القوة 888” لمكافحة الإرهاب في الجيش.
وبعد أيام قليلة من مقتل العريان، قتل ضابط كبير في المخابرات الحربية المصرية برتبة مقدم أركان حرب، وهو أحمد محمد جمعة، من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وقائد الكتيبة “26”، بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح.
هجوم نوعي ونادر
وبحسب المصادر، فإن عملية قتل جمعة تعدّ “هجوماً نادراً ونوعياً” في شمال سيناء، مشيرةً إلى أنّ مقتل ضابطين بهذه الرتب العسكرية العالية “يعدّ تطوراً نوعياً في هجمات التنظيم الإرهابي، بعد هدوء نسبي ساد الأوضاع الأمنية خلال الأشهر الماضية، وانخفاض ملحوظ في عدد خسائر قوات الجيش والشرطة في محافظة شمال سيناء خلال العامين الأخيرين”.
يشار إلى أنّ تنظيم “ولاية سيناء” تمكّن على مدار السنوات السبع الماضية من اغتيال عشرات القيادات العسكرية والأمنية والشرطية في شمال سيناء، من خلال اعتداءات شملت الاغتيال المباشر من مسافة صفر، وتفجير عبوات ناسفة، وبرصاص القناصة، وخلال اشتباكات مسلحة.
وشملت هذه الاغتيالات عدداً من القيادات البارزة برتب رفيعة، ومسؤولين مباشرين عن نشاط الجيش في المحافظة.
وتركزت هذه العمليات في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد ووسط سيناء.
الأمر لم يكن سهلاً
في السياق، قال باحث في شؤون سيناء، فضّل عدم الكشف عن اسمه لوجوده في المحافظة، إن “وصول تنظيم ولاية سيناء إلى قيادات عسكرية وأمنية ليس أمراً سهلاً في شمال سيناء، خصوصاً في ظلّ القبضة الأمنية القوية التي لا اختلاف عليها خلال العامين الأخيرين، وقدرة قوات الجيش على فرض السيطرة في كافة أنحاء المحافظة بشكل شبه كامل بعد سنوات من فقدان هذه السيطرة وتوسع انتشار التنظيم على حساب وجود الجيش والشرطة”.
وأضاف أنّ “ما جرى أخيراً له تفسيران فقط؛ الأول أن أحد المتعاونين مع الجيش المصري، ويعرف جيداً تحركات القوات والمسؤولين، أخبر طرفاً في التنظيم بمعلومات حصرية.
وتابع: “هذا متوقع جداً في ظلّ حالة صراع المصالح في شمال سيناء، والعلاقة غير السوية بين القوات النظامية والمجموعات القبلية التي كان يعمل بعضها أصلاً في التهريب عبر الحدود على مدار العقود الماضية، والكثير من أفرادها كان مطلوباً لقوات الأمن والجهاز القضائي، إلا أنه تمت تسوية أوضاعهم، وإشراكهم في الحرب على الإرهاب في شمال سيناء”.
وأشار المتحدث نفسه إلى أنّ “التفسير الثاني يتعلق بتسريب معلومات أمنية وعسكرية من قبل أفراد أو ضباط في القوات المسلحة لصالح التنظيم.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد