السعودية تدرس السماح للمحلات والمطاعم بالعمل وقت الصلاة
شارك الموضوع:
وطن- قالت صحيفة عكاظ السعودية، إن مجلس الشورى سيصوت الاثنين على توصية حكومية بشأن عدم إلزام المحال التجارية والمطاعم إغلاق أبوابها خلال فترة الصلاة باستثناء صلاة الجمعة.
وتلزم السلطات الحالية أصحاب المحال والمنشآت التجارية بكافة أشكالها، بإغلاق أبوابها في وجه الزبائن خلال فترات الصلاة.
ويعني ذلك التوقف عن البيع أو تقديم الخدمات لمدة قد تصل إلى نصف ساعة أربعة مرات في اليوم، ما يسبب الإرباك في كثير من الأحيان خاصة لرواد المطاعم والمقاهي.
إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة
وبحسب الصحيفة، استندت التوصية على عدد من المسوغات من بينها أن إغلاق المحلات التجارية خلال أوقات الصلاة.
ويعتبر ذلك إجراء تنفرد به السعودية من بين كل دول العالم العربي والإسلامي منذ بضعة عقود، بناءً على اجتهاد من إحدى الجهات الحكومية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وقالت التوصية إن “المنشأة التجارية قائمة على خدمة الناس وكسب الرزق مثلها مثل قطاعات العمل الأخرى في الجهات الحكومية والخاصة”، متسائلة: “هل تتوقف هذه الجهات عن العمل وقت الصلاة؟”.
جدل حول القضية
ودائما ما يثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الإلكترونية بين مؤيد لصدور قرار يقضي بإلغاء إلزامية إغلاق محال خلال أوقات الصلاة، وبين معارض لها وكل فريق يقدم مبرراته وحججه بهذا الشأن.
السعوديون اعتبروا اغلاق المحال وقت الصلاة بدعة
وفي حملة أطلقت عام 2018 حملت عنوان: ” #تسكير_المحال_وقت_الصلاه_بدعه”، اعترض سعوديون على قرار إغلاق المحال وقت الصلاة، فيما تصدى أخرون لهذه الحملة التي اعتبروها محاولة لتشوية صورة الإسلام.
وقال حساب “استشارات سعيد“: “جميع تجار السعودية من 40 سنة وهم يقفلون وقت الصلاة وما تأثرت تجارتهم وما شاء الله أرصدتهم بالمليارات”.
جميع تجار السعودية من 40 سنة وهم يقفلون وقت الصلاة وما تأثرت تجارتهم وماشاء الله ارصدتهم بالمليارات .
ويجيك واحد مطلع قرض ويتفلسف يقول ان إغلاق المحلات وقت الصلاة يؤثر على الاقتصاد .لابارك الله في شيء يشغل الناس عن الصلاة
— سعيد سعيد (@business_1440) June 26, 2018
أما المغردة، نوال عبد العزيز، فتساءلت مستنكرة، “هل الوقت القليل لأداء الصلاة في وقتها أهم من التجارة؟”
#تسكير_المحال_وقت_الصلاه_بدعه
قارن بين امرينهل الوقت القليل لتأدية الصلاة
في وقتها
اهم من التجارة
وهذا تهذيب رباني صحيح مخصص
للجمعة لكن لا مانع نتادب بتاديبه#تربية_الاهية pic.twitter.com/hMVxsQMvdK— Nawal Abdulaziz (@nawal6767) June 26, 2018
من جهته قال محمد العساف، وهو صاحب محل: “أنا صاحب محل لن افتح المحل من الاذان الى بعد الصلاة والزبون الي مايجي للمحل الا وقت الصلاة ما نبيه ولا نبي فلوسه من ترك شئ ًلله عوضه الله خيراً منه . اللهم ارزقنا رزق الحلال واكتب لنا كل خير فيه”.
مقالات تنادي بإلغاء القرار
واعتاد الكثير من الإعلاميين وكتاب مقالات الرأي الدعوة إلى إلغاء ذلك القرار الذين يرون أن لا جدوى منه وأن تأثيراته السلبية على الاقتصاد والمجتمع أكثر من فوائده.
#تسكير_المحال_وقت_الصلاه_بدعه
ليس هناك دليل ثابت يقضي بإغلاق المتاجر للصلاة لان وقت الصلاة واسع واداؤها في المسجد له افضلية وليس واجبا وبإمكان المسلم ان يؤديها فردا او جماعة في متجره اما الاجبار فلا مسوغ له..— محمد آل الشيخ 🇸🇦 (@alshaikhmhmd) June 27, 2018
وفي هذا المجال كتب الإعلامي، هاني الظاهري، مقالا في صحيفة عكاظ بعنوان “إجبار الطائرات على الهبوط وقت الصلاة.
وجاء في المقال: “سنوات طوال مرت وما زال الجدل قائما في السعودية حول مسألة إجبار المحال التجارية على التوقف عن البيع وإغلاق أبوابها خلال أوقات الصلوات، وهو الأمر الذي يتسبب عادة في تعطيل مصالح الناس وسرقة أوقاتهم”.
وأشار إلى أن ذلك أدى إلى نشوء “ظاهرة معيبة جدا بحق المجتمع السعودي تتمثل في جلوس النساء على أرصفة الشوارع بانتظار عودة افتتاح أبواب المتاجر، وهو أمر لا يقبله الذوق السليم ولا يحث عليه الدين”.
وفي مقال آخر، للكاتب السعودي مشعل السديري نشر في جريدة “الشرق الأوسط” تحت عنوان “إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة” جاء فيه: “والراجح عند الجمهور أن الجماعة سُنة مؤكدة، وفي المسجد، فرض كفاية”.
وأضاف: “بالتالي فيمكن للبائع أو المشتري أن يصلي أول الوقت أو آخره، ويمكنه أن يصلي في مكانه أو غير مكانه فرداً أو جماعة، كما أن المصلي هو جماعة، وقد يكون فرداً وليس بمسجد، كما هو حال حتى الجهات الدينية المختصة في صلاة الظهر أثناء دوامها، حيث يصلون جماعة في مصلى الجهاز الحكومي”.
القرار لمجلس الوزراء
وفي حال أقر مجلس الشورى القرار، فإنه سيرفع إلى العاهل السعودي لتحويله إلى مجلس الوزراء والذي عند إقراره سيصبح قرارا ملزما، وهو الأمر المتوقع حدوثه على الأغلب.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشورى في السعودية يتم تعيين أعضاءه من قبل الملك لمدة أربعة أعوام هجرية، ليصار إلى تعيين واختيار مجلس جديد بعدها مع إمكانية احتفاظ العديد من الأعضاء القدامى بكراسيهم.