وطن- “يوم عصيب وأرقام مرعبة”، كان هذا مانشيت رئيسي في افتتاحية صحيفة عمان الرسمية، التي حذرت فيه العمانيين من عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا بعدما سجلت السلطنة أعلى نسبة إصابات فيه منذ تفشي الفيروس.
الصحيفة وفي صفحتها الرئيسية نشرت خبرا حمل عنوان “يوم عصيب وأرقام مرعبة”، في إشارة إلى الأرقام القياسية التي تسجلها سلطنة عمان في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا.
🔴"يوم عصيب وأرقام مرعبة" عنوان صحيفة #عُمان الرسمية، حيث تشهد #عُمان أرقام قياسية في عدد الوفيات والإصابات بفيروس #كورونا #كوفيد١٩ هي الأعلى منذ بدء انتشار الجائحة تزامناً مع تسجيل اصابات بالفيروس المتحور "دلتا". pic.twitter.com/uhx7SGift4
— تركي البلوشي | Turki Al-Balushi (@Turki_albalushi) June 23, 2021
وحسب الصحيفة، فإن الأرقام المسجلة مؤخراً هي الأعلى منذ بدء انتشار الجائحة وذلك تزامناً مع تسجيل إصابات بالفيروس المتحور “دلتا”.
إصابات كورونا والوفيات
ولأول مرة منذ بدء جائحة كورونا سجلت سلطنة عمان 41 حالة وفاة في يوم واحد. كما سجّلت 2037 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وذكرت وزارة الصحة العمانية أن إجمالي عدد الإصابات المُسجلة في السلطنة بلغ 252609 إصابات، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى 2782 وفاة.
وأشارت إلى شفاء 1079 حالة، ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 221250 حالة.
تفاصيل أكثر من الصحيفة العمانية
وقالت الصحيفة: “لم يكن وعي الناس الجمعي، عندما جاء فيروس كورونا يدرك الكثير من السرديات والحقائق العلمية حول مصطلح وباء أو جائحة ناهيك عن الطريقة التي تضرب بها البشرية”.
وأضافت الصحيفة: “كان العالم الجديد المنتشي بالتقدم العلمي والتكنولوجي يعتقد أن زمن الأوبئة قد ولىّ دون رجعة، ومجرد استحضاره هو استدعاء لألم بشري تجاوزه الجميع، يوم كانت الأوبئة تفتك بالبشرية وتصل إلى حد فنائها لولا لطف الله”.
وأثر هذا الأمر كثيرا في قدرة الناس على التعامل مع الجائحة والإجراءات الوقائية المرتبطة بها، وصلت لدى البعض حد اعتبار هدف تلك الإجراءات الحد من حرية الناس في دول تعتبر المس بأي مستوى من مستويات حرية الناس في التنقل أو الخروج أو التجمع خطا أحمرا. لكن كل تلك الخطوط سقطت مع استمرار الجائحة في الانتشار، حسب الصحيفة العمانية.
وأضافت: “سخط الناس من إجراءات الغلق والفتح تلك الإجراءات التي بنيت على معطيات علمية طبية وكذلك معطيات سياسية”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ذلك لأن الطب ليس إلا عنصرا من تلك العناصر التي كانت وما زالت تشكل قرارات الدول في التعامل مع الجائحة.
وتابعت: “رغم أن الثابت علميا أنه كلما قلت القيود زادت الحالات أكثر وتفشى المرض وتحور إلى سلالات قد تكون أكثر فتكا وانتشارا وساهم كل ذلك في تدهور الجانب الاقتصادي”.
وأكملت: “في مثل هذا التوقيت قبل عام من الآن كان الناس يعتقدون أننا وصلنا في السلطنة إلى ذروة الوباء وما بعد الذروة إلا التراجع التدريجي ثم المناعة المجتمعية”.
واستكملت: “لم يدر في علمهم أو العامة منهم على الأقل أن هناك موجة أولى، ثم يأتي الوباء بالكامل كما قال عالم الأوبئة في جامعة هارفارد د. مارك لبستيتش في البدايات الأولى لظهور الوباء وهو ما يتحقق الآن بشكل دقيق جدا”.
وتابعت: “لم تكن تلك الذروة التي اعتقد الناس أنها القمة التي سينكسر فوقها الوباء إلا ذروة أولى، تبعتها ذروات أخرى حتى جاء الآن الوباء بشكل كامل”.
تحورات كورونا
واستدركت بالقول: “لكن حتى هذه الفكرة قد لا تكون دقيقة أمام التحورات التي يشهدها الفيروس، ما يعني أن العالم مهما اعتقد أنه قد سيطر على الأمر لا يعني ذلك أن الوباء قد انتهى! خاصة وأن الدراسات العلمية والواقع الميداني أثبت أن بعض المصابين بالفيروس لا يكتسبون مناعة طويلة منه وهذا ما يسري الآن حتى المطعمين باللقاحات وإن كانت هذه الأخيرة تحمي المصابين من الأعراض الخطيرة”.
وأضافت: “أمام كل هذا يتجه العالم الآن إلى إيجاد بروتوكولات للتعايش مع الوباء تبدأ من الفرد نفسه الذي بات قادرا الآن بكثير من الوعي على معرفة أين يكمن خطر الوباء، مع بقاء دور الدول في فرض أساليب جديدة للحياة العامة تتوافق والحالة الوبائية”.
وأكملت: “لذلك ليس أمامنا الآن كأفراد إلا أن نحمي أنفسنا من الوباء ولا ننتظر أن تُصنع لنا الحماية سواء كان ذلك بأخذ اللقاح أو باستمرار الالتزام بإجراءات الحماية المتبعة. فالواقع الجديد يفرض علينا كل ذلك”.