اغتيال نزار بنات .. “يديعوت”: السلطة الفلسطينية ستدفع الثمن الكبير
وطن- قالت صحيفة ” يديعوت أحرونوت” العبريّة، الجمعة، إن قادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، سيدفعوا ثمن اغتيال الناشط السياسي البارز نزار بنات .
وبحسب الكاتب في الصحيفة (اليؤور ليفي)، فقد جاءت حادثة قتل نزار بنات في وقت سيء للغاية للسلطة – في الأيام التي أعقبت التوترات في المسجد الأقصى والعدوان على غزة، تراجعت شعبية السلطة الفلسطينية بشكل كبير مقارنة بموجة التعاطف الكبيرة مع حماس .
وأضاف انه ليس واضحا ما كان يأمل قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تحقيقه من قتل نزار بنات في مثل هذا الوقت ومع ذلك قرروا المضي فيه، والآن عليهم أن يدفعوا الثمن أمام جمهور لم يعد يخشى الخروج والتظاهر ضد الرئيس محمود عباس .
وقال الكاتب إنه سيتعين على السلطة أن تدفع الثمن لكل من الاتحاد الأوروبي الذي تعتبر حقوق الإنسان إحدى ركائزه، وحتى مواجهة إدارة أمريكية ليبرالية تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وللأمم المتحدة التي أدان مبعوثها إلى الشرق الأوسط الحادث بالفعل وطالب بمحاكمة الجناة.
وتابع: كل من ذكروا هم أيضًا المساهمون الرئيسيون بشكل مباشر وغير مباشر في السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، إنهم يدركون الآن أن أموالهم تذهب إلى مثل هذه العمليات.
وأكد انه لا شك أن هذا الحادث سيكون له عواقب وربما حتى شروط جديدة لتلقي المساعدات.
وقال الكاتب آن الأوان لكي تدرك السلطة أن الزمن قد تغير وأنه من المستحيل أخذ شخص ينتقد القيادة لإخفائه -وقتله- وكأن شيئًا لم يحدث، حتى السعودية الكبيرة وذات التأثير استوعبت هذا الأمر بعد قضية جمال خاشقجي – لقد أصبح بنات اليوم نموذج مصغر كـ خاشقجي فلسطيني.
اعتقال فوفاة فاتهام بالاغتيال
وكان محافظ الخليل، جبرين البكري، أعلن، فجر الخميس، عن وفاة الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني نزار بنات خلال اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
من جانبها، قالت عائلة نزار إنه تعرض لضرب مبرح خلال اعتقاله، وإنه خرج حيا من منزله؛ لكنه فارق الحياة في مقار الأمن الفلسطيني، ووصفت ما حصل بأنه عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد.
ويُعرف نزار بانتقاداته الحادة للسلطة الفلسطينية، كان آخرَها نشرُه فيديو طالب فيه بالكشف عن فساد صفقة اللقاح بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وأمر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية بتشكيل لجنة تحقيق في وفاة بنات، في حين تعهد متحدث باسم الأجهزة الأمنية باتخاذ أي إجراء يترتب على التحقيق.
وطالبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحقيق مستقل وشفاف في وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات.
وأصدرت الكثير من الفصائل الفلسطينية، ومن بينها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، و”الجبهة الشعبية”، و”الجبهة الديموقراطية”، بيانات استنكار شديدة اللهجة، للحادث.
وفاة نزار بنات “غير طبيعية”
وقالت منظمات حقوقية فلسطينية، إن وفاة “بنات”، “غير طبيعية”.
جاء ذلك، في بيان مشترك “للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان” (رسمية لكن يضمن نظامها الأساسي استقلاليتها)، ومؤسسة “الحق”، ومركز “القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان” (غير حكوميتين)، وطبيب التشريح المتقاعد الدكتور سليم أبو زعرور.
وقال البيان “أكدت المشاهدات بعد انتهاء تشريح الجثمان وجود إصابات تتمثل في كدمات وسحجات في مناطق عديدة من الجسم، بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين، وكسور في الأضلاع”.
وأضاف أن “تقرير الطبيب الشرعي وطبيب العائلة أكدا أن الوفاة غير طبيعية”.
وقال رئيس الهيئة المستقلة عمار الدويك”تحديد سبب الوفاة الرئيس من الناحية الإكلينيكية يحتاج إلى بعض الوقت لحين ظهور النتائج المخبرية لفحص الأنسجة والسوائل”.
من هو نزار بنات
يذكر أن بنات ناشط ومعارض مستقل من بلدة دورا بمحافظة الخليل وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.
وشكّل بنات قائمة الحرية والكرامة لخوض انتخابات المجلس التشريعي التي كانت مقررة، في 22 مايو/أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي بإلغائها، في 30 أبريل/نيسان الماضي.